شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا تطورات ميدانية متسارعة خلال الساعات الماضية، مع سيطرة الفصائل المحلية على مركز المدينة والقرى الغربية، عقب انسحاب قوات الجيش والأمن السوريين، ومسلحين من العشائر الموالية للحكومة.
مصادر محلية أفادت لـ”سبوتنيك” أن الوضع الإنساني داخل المدينة بات كارثيًا، وسط انتشار النهب والحرائق، ووجود جثث في الشوارع والمنازل، يُرجح أن أصحابها أُعدموا ميدانيًا.
وأوضحت المصادر أنه يجري حاليًا نقل الضحايا إلى المستشفى الوطني، الذي يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب نفاد المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات، ما يهدد حياة عشرات الجرحى.
كما شهدت السويداء شللاً شبه كامل في الخدمات، بعد توقف الأفران، وانقطاع الكهرباء والمياه لليوم الرابع على التوالي، في وقت يعاني فيه السكان من انعدام المواد الغذائية الأساسية.
وفي خضم هذه الفوضى، أعلنت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز الحداد العام على أرواح الضحايا، ووصفت السويداء بأنها “محافظة منكوبة”، مطالبة بتدخل إنساني عاجل.
كما دعت في بيان رسمي إلى فتح ممر إغاثي عبر مناطق الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، ووجّهت نداءً إلى العاهل الأردني عبد الله الثاني لفتح معبر إنساني مع الأراضي الأردنية بهدف إيصال المساعدات.
في السياق، وفي اتصال هاتفي تناول آخر المستجدات في سوريا عقب الهجمات الإسرائيلية، عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن ترحيبه بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الجيش السوري والفصائل الدرزية المسلحة في جنوب غربي سوريا.
وأكد أردوغان أن الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية غير مقبولة، مشدداً على أنها تشكل تهديداً للأمن الإقليمي، وأن تركيا ستواصل دعمها للشعب السوري كما فعلت سابقاً.
من جهته، شكر الرئيس السوري أحمد الشرع تركيا، ممثلةً برئيسها، على دعمها للحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة السورية.
وأوضحت مصادر أمنية تركية أن تركيا لعبت دوراً محورياً في التوصل إلى وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، حيث أجرت وزارة الخارجية التركية ورئيس الاستخبارات التركية محادثات مع نظرائهم في المنطقة، وتواصلوا هاتفياً مع الرئيس الشرع لإطلاعه على التطورات.
فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، موفق طريف، هو من طلب من تل أبيب تقديم المساعدة للدروز في سوريا.
في كلمة مصورة، قال نتنياهو إن سياسة إسرائيل واضحة، تتمثل في نزع السلاح من المنطقة الواقعة جنوب دمشق، من مرتفعات الجولان إلى جبال الدروز، وحماية أبناء الطائفة الدرزية هناك.
وأشار إلى أن النظام في دمشق انتهك هذه السياسة بإرسال قوات إلى جنوب دمشق، حيث شهدت المنطقة مجازر ضد الدروز، مما دفع إسرائيل للتحرك العسكري.
وقال إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في محافظة السويداء السورية “تم انتزاعه بالقوة وليس عبر المطالب أو الاسترحام”، مؤكداً أن تدخل الجيش الإسرائيلي كان حاسماً في فرض هذا الواقع.
وأوضح نتنياهو في كلمة ألقاها: “وقف إطلاق النار انتزع بالقوة، وليس من خلال المطالب أو الاسترحام، بل بالقوة”، مضيفاً أن “نتيجة لنشاط قواتنا المكثف تم التوصل إلى وقف إطلاق النار، وقد انسحبت القوات السورية نحو دمشق، وهذا أمر مهم”.
وأكد رئيس الوزراء أن إسرائيل “تحركت في سوريا وستواصل التحرك كلما اقتضت الضرورة”، مشيراً إلى أن زعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، هو من طلب منه التدخل لمساعدة الدروز في سوريا.
وأشار نتنياهو إلى أن حكومته وضعت سياسة تقضي بأن “تبقى المنطقة الممتدة من الجولان إلى جبل الدروز منطقة منزوعة السلاح”، معتبراً أن “السلام والأمن سيتحققان بالقوة على سبع جبهات”، في إشارة إلى التحديات الأمنية المتعددة التي تواجهها إسرائيل في المنطقة.
وقال نتنياهو، إن حكومته تنتهج “سياسة القوة” لإبعاد التهديدات على حدودها الشمالية، مؤكداً أن الضربات الأخيرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي في سوريا أجبرت القوات السورية على التراجع نحو دمشق، ووصف ذلك بأنه “تطور مهم لأمن إسرائيل”.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة تايمز أوف إسرائيل، شدد نتنياهو على أن “منطقة جنوب دمشق، بما في ذلك مرتفعات الجولان وجبل الدروز، يجب أن تكون منزوعة السلاح”، مضيفاً أن الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، هو من طلب تدخل الجيش الإسرائيلي لحماية الدروز في سوريا.
واشنطن تؤكد تمسكها بسياستها تجاه سوريا وتندد بالعنف في السويداء
أكدت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، عدم وجود أي تغيير في سياستها تجاه سوريا، وذلك في أعقاب تصاعد أعمال العنف التي شهدتها محافظة السويداء خلال الأيام الماضية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قوله: “لا تغيير في السياسة الأميركية تجاه سوريا”، مشدداً على موقف بلاده الثابت من الأزمة السورية.
ودعا المسؤول الأميركي كافة الأطراف السورية إلى “التراجع والانخراط في حوار جاد يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار”، مطالباً في الوقت ذاته السلطات السورية بـ”التحقيق في جميع التقارير المتعلقة بالانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها”.
كما نددت واشنطن بشدة بأعمال العنف التي وقعت في محافظة السويداء، مؤكدة دعمها لحل سياسي شامل يضمن الأمن والاستقرار لجميع السوريين.
العثور على عشرات الجثث في مستشفى السويداء وسط تضارب حول اتفاق وقف إطلاق النار
تصاعد التوتر في محافظة السويداء جنوبي سوريا، مع إعلان وزارة الصحة السورية العثور على عشرات الجثث، بينها عناصر من قوات الأمن ومدنيون، داخل مستشفى السويداء الوطني، وذلك عقب انسحاب مجموعات مسلحة سيطرت على المنشأة خلال الأيام الماضية.
وجاء في بيان رسمي للوزارة أن “المجموعات الخارجة عن القانون انسحبت من المستشفى، لتكشف الفرق الطبية بعد دخولها عن وجود عدد كبير من الجثث، بعضها لعناصر أمنية وأخرى لمدنيين”. ولم توضح الوزارة ظروف مقتلهم أو الجهة المسؤولة عن الحادثة.
فيما أعلنت وزارة الداخلية السورية التوصل إلى اتفاق مع وجهاء السويداء لوقف العمليات العسكرية، شمل تشكيل لجنة مراقبة مشتركة وتنظيم انتشار السلاح الثقيل وإعادة دمج المحافظة ضمن مؤسسات الدولة، نفت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز التوصل إلى أي اتفاق، وأكدت في بيان رسمي أن “المعارك مستمرة حتى تحرير كامل تراب المحافظة”.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة السورية ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة دمشق، إلى 3 قتلى و34 مصابًا، وذلك في غارات استهدفت مواقع حساسة من بينها مقر وزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي.
وبررت الحكومة الإسرائيلية هذه الضربات بأنها “دفاع عن الطائفة الدرزية في سوريا”، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي قصف آليات عسكرية سورية في محافظة السويداء، وتعهّد كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بمنع أي أذى يلحق بالدروز، في بيان مشترك أشار إلى “التحالف الأخوي العميق مع الدروز في إسرائيل”.
تركيا تحذّر “واي بي جي” من استغلال اضطرابات السويداء.. وتدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا
وجّه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تحذيرًا شديد اللهجة إلى تنظيم “واي بي جي” الكردي، الذي تعتبره أنقرة ذراعًا لحزب العمال الكردستاني “بي كي كي” المصنف كـ”إرهابي”، داعيًا إياه إلى تجنّب استغلال التوترات الأخيرة في سوريا، وخاصة في محافظة السويداء جنوبي البلاد.
وخلال مشاركته في “الاجتماع غير الرسمي الموسّع بشأن قبرص” المنعقد في نيويورك يومي 16 و17 يوليو الجاري، قال فيدان إن بلاده “تلقت معلومات استخباراتية عن تحركات مريبة لعناصر واي بي جي في مناطق عدة”، مؤكداً أن “أي محاولة لاغتنام الفوضى الأمنية ستُواجَه بردّ تركي حازم”، وأضاف: “يجب على هذا التنظيم أن يلعب دورًا بنّاءً، لا أن يعقّد الوضع الحساس، فالانتهازية في مثل هذا السياق قد تترتب عليها مخاطر كبيرة”.
وفي معرض تصريحاته، دان فيدان الغارات الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة السورية دمشق، والتي طالت مؤسسات حكومية ومواقع عسكرية قرب القصر الرئاسي ومقر وزارة الدفاع، متهمًا تل أبيب بـ”تجاهل سيادة الدول وانتهاك القانون الدولي”، وأكد أن “إسرائيل تبرر عدوانها بحجج أمنية، لكنها في الواقع تسهم في زعزعة استقرار المنطقة بشكل منهجي”.
عباس عراقجي يعلق على قصف دمشق: كان متوقعاً.. فما هي العاصمة التالية؟
نشر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر منصة “إكس” صورة للقصف الإسرائيلي على العاصمة السورية دمشق، معبراً عن استيائه وقال: “للأسف، كان هذا الحدث متوقعاً تماماً. ما هي العاصمة التالية؟”
وأضاف عراقجي أن “الكيان الصهيوني الوحشي والمنفلت لا يعترف بأي حدود أو قيود، ولا يفهم سوى لغة واحدة”، داعياً المجتمع الدولي والمنطقة إلى “التوحد لوضع حد لهذه العدوانية الجنونية”.
وأكد في الوقت ذاته دعم إيران لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، مشدداً على وقوف بلاده الدائم إلى جانب الشعب السوري.
انفجار داخل اللواء 107 في جبلة السورية يُرجح أنه قصف إسرائيلي
سمع دوي انفجار في مقر اللواء 107 بريف جبلة في محافظة اللاذقية السورية، وتداولت وسائل الإعلام ومستخدمو منصات التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات تظهر اندلاع النيران في الموقع، مع ترجيحات بأن الانفجار ناجم عن غارة إسرائيلية.
في وقت سابق، أكد قائد القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي في بيان الأربعاء مساءً، أن قواته تواصل عملياتها بحزم في السويداء وتستهدف مواقع للنظام السوري، مشيراً إلى تكثيف الهجمات في جنوب سوريا ودمشق.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن سلاح الجو الإسرائيلي أطلق أكثر من 100 صاروخ استهدف دبابات وآليات تابعة للنظام السوري في محافظة السويداء.
مركز الملك سلمان للإغاثة يوقع اتفاقية تعاون لدعم مكافحة حرائق الغابات في سوريا
وقع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اتفاقية تعاون مشتركة مع وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية، بحضور وزير الطوارئ السوري رائد الصالح، تهدف إلى توفير المعدات والآليات اللازمة لمكافحة حرائق الغابات في محافظة اللاذقية.
وستُعزز الاتفاقية كفاءة الاستجابة السريعة والفعالة للحوادث الحرائق من خلال تقديم دعم فني ولوجستي لفرق الإطفاء الميدانية، بهدف رفع القدرات الفنية والتأهيل المهني.
وأكد نائب وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري أحمد قزيز أن توقيت الاتفاقية حرج ومهم مع قدوم فصل الصيف الذي يحمل معه تحديات مناخية كبيرة، موضحاً أن الشراكة مع مركز الملك سلمان تركز على تأهيل الكوادر وتزويدهم بالمعدات الضرورية لبناء جاهزية عالية لمواجهة الحرائق على المدى القصير والمتوسط.
يأتي هذا التعاون في إطار الدور الإنساني الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم الدول المتضررة، وتعزيز التضامن مع الشعوب الشقيقة والصديقة في أوقات الأزمات.
حزب الله يندد بالعدوان الإسرائيلي على سوريا: استمرار لمسلسل الاعتداءات في المنطقة
أصدر حزب الله اللبناني بياناً شديد اللهجة أدان فيه بشدة العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا، واصفاً إياه بأنه استكمال لمسلسل الاعتداءات التي تستهدف لبنان وفلسطين واليمن، إضافة إلى إيران.
وجاء في البيان أن “العدوان الصهيوني الغاشم” على سوريا يشكل اعتداء صارخاً على سيادة البلاد وأمن المدنيين، وينتهك القوانين والأعراف الدولية.
وأكد الحزب أن هذا العدوان يأتي ضمن مخططات إسرائيلية لاستباحة الدول وخلق الانقسامات والفتن بين الشعوب، في محاولة لإظهار نفسها كضامن للأمن بينما هي الخطر الأكبر على أمن المنطقة واستقرارها.
وأشار حزب الله إلى أن إسرائيل “لا تحترم عهوداً ولا تلتزم بأي اتفاق، ولا تفهم إلا لغة القوة، ولا ترى في الشعوب والدول إلا أدوات لخدمة مشروعها الاحتلالي الاستيطاني”.
وشدد الحزب على أن الحوار والتفاهم الوطني بين أبناء سوريا هو السبيل الوحيد لحل المشكلات الداخلية، معرباً عن ثقته بوحدة الشعب السوري لمواجهة هذا العدو ومقاومته.
ودعا البيان شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى اليقظة والوقوف بحزم ضد مخططات إسرائيل التي تسعى إلى “ابتلاع الجميع”، مؤكداً أن المقاومة هي الضمانة الوحيدة لحفظ وحدة الأمة وكرامتها وسيادتها.
الهجري يتهم الشرع بقيادة “حكومة تكفيرية” ويتبرأ من المحرضين والمخربين أياً كانت طوائفهم
اتهم الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، حكمت الهجري، حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع بأنها “تكفيرية”، محمّلاً إياها مسؤولية سفك الدماء عبر القصف والاعتداءات، بدلاً من حماية المدنيين، وذلك في خطاب مصوّر نُشر اليوم الخميس عبر صفحة “الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز” على فيسبوك.
وأكد الهجري في كلمته أن من يقوم بأعمال التخريب أو التحريض “لا يمثل إلا نفسه”، ورفض تحميل أي طائفة أو منطقة مسؤولية أفعال فردية، مشدداً على التزام أبناء طائفته بأدبيات العيش المشترك وروح التسامح، رغم “الاعتداءات المؤلمة” التي قال إنها طالت الدروز في الساعات الماضية.
وأضاف: “نحن نحمل كامل المسؤولية لكل من يعبث بالأمن والاستقرار، ونجدد التزامنا بوحدة الصف ورفض الفتنة والعمل مع العقلاء على صون الكرامة ووأد الفوضى وفتح أبواب الحل بالحكمة لا بالسلاح”.
اترك تعليقاً