الشاطر: أولى بالبعثة الأممية أن تحفظ ماء وجهها

طالب عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر، بعثة الأمم المتحدة للدعم ليبيا، بالانحياز إلى إرادة الشعب الليبي في إجراء انتخابات لمجلس نواب جديد إنهاء للصراعات المحتدمة منذ أكثر من أربع سنوات.

وقال الشاطر في تصريح لشبكة “عين ليبيا”، إن تلك السنوات أثبتت عدم جدوى الحلول التلفيقية التي تعتمد على مراحل انتقالية وقد تسببت جميعها في تأزيم الأوضاع في ليبيا.

وأشار إلى أن البعثة الأممية مهتمة بمصالح الدول التي تتدخل في الشأن الليبي أكثر من اهتمامها بما يتطلع إليه الشعب الليبي من إقامة دولة مستقلة ذات سيادة يحكمها دستور ومؤسسات نابعة منه.

وأضاف الشاطر أن صراعات بعض الدول تتنوع فمنها ما يسعى لاحتلالها والسيطرة على ثرواتها ومنها من يريد حصة من ثرواتها ومنها من يرغب في أن يكون له نفوذ سياسي على القرار الليبي، لافتةً إلى أن كلها مرفوضة بحكم الأمر الواقع الذي فرضته ثورة فبراير التي أطاحت بالحكم الشمولي وتتطلع إلى بناء دولة عصرية وفق معايير القرن الذي نعيشه.

و وتابع: “إن ما تبذله البعثة الأممية من جهود شاقة بالنسبة للأوضاع في ليبيا هدر للوقت ولا يخدم الاستقرار ولا التنمية ولا رفع المعاناة المؤلمة التي يعيشها الشعب الليبي”.

واستغرب عضو مجلس الدولة قائلاً: “في الوقت الذي تُكتشف فيه المقابر الجماعية كل أسبوع في المناطق التي كانت قوات حفتر تتمركز فيها في المنطقة الغربية فإن البعثة الأممية تسعى لتوفير مكان له في السلطة القادمة التي تقترحها عوضا عن مساعدتنا في تقديمه إلى الجنائية الدولية المكان الوحيد الذي يستحقه عن جدارة”.

وأشار إلى أن هناك كثير من العبث والإسفاف يُمارس ضد الشعب الليبي في القاهرة وبوزنيقة ومونتيرو وقمة الإسفاف ستكون في حوار جنيف القادم الذي قد يُعقد في مالطا أو تونس، وفق قوله.

وأردف الشاطر يقول: “أولى بالبعثة الأممية أن تحفظ ماء وجهها ولا تصر على فرض حلول مرفوضة من الشعب الليبي وغير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع . حينها تعرض البعثة سمعتها للخطر بعد أن نالها من التشويه وعدم الثقة نصيب وافر”.

وأضاف: “أنا لا أؤمن بأن المجتمع الدولي يريد هذا الحل أو ذاك وعلينا السمع والطاعة والتنفيذ فما يقدمونه باسم الاستقرار هو في حقيقة الأمر تمكين لبعض الدول من احتلال بلادنا و السيطرة على ثرواتنا و استعمارنا من جديد وتنصيب بيدق موغل في دماء الليبيين ليتولى ولي أمرنا. ولم ألمس ممن أوكلت لهم مهمة الحفاظ على الثورة والوطن ما يعترض على ما يقدم لهم من حلول و مبادرات بل انهم يتفننون في شرحها وتبريرها”.

واستطرد الشاطر قائلاً: “بعد هذه الأعوام الطويلة التي صاحبتها اجتهادات ووعود وآمال نرى بيع القضية الليبية في لقاءات القاهرة و بوزنيقة و منتيرو وقمته ستكون في الحوار السياسي القادم”.

وتابع: “بعد هذه الأعوام الطويلة حالكة الظلام أضم صوتي إلى القاعدة العريضة من الشعب الليبي المؤيد لإجراء انتخابات تشريعية فقط كي يتحقق إنهاء الأجسام الثلاثة الحالية بشكل دستوري حضاري وبإرادة حرة للشعب وأطالب البعثة الأممية أن تنحاز لإرادة الشعوب في تقرير مصيرها وإلا فإنها ستتسبب في المزيد من سفك دماء الليبيين”.

واختتم عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر حديثه بالقول: “لن أكون شريكًا في صفقات مشبوهة تغتال حلم الليبيين في إقامة دولة مدنية ديمقراطية ذات سيادة”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً