الشاطر: عندما تُوقع التسوية السلمية المزعومة سيخرج ثوار فبراير عن صمتهم

الوضع العسكري في محوري سرت والجفرة يدعو للقلق الشديد في ظل التحشيدات التي تقوم بها روسيا الداعمة لحفتر والمتسترة خلف شركة “فاغنر” الأمنية.

بهذه العبارات استهل عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن خليفة الشاطر حديثه مع شبكة “عين ليبيا” الإعلامية.

وأضاف الشاطر أن التقنيات العسكرية فائقة الدقة التي تحشدها روسيا في مناطق التوتر في ليبيا لا يمكن أن تكون في حوزة شركة أمنية مهما بلغت قدراتها.

وتابع: “هذا الوضع المقلق مكّن روسيا من احتلال المنشآت النفطية على مستوى الحقول ومجمعات التخزين وموانئ التصدير ما خلق وضعا من الصعب التغلب عليه عسكريا ما يدفع إلى إجراء مفاوضات يكون الثمن باهظا بالنسبة للحكومة الشرعية”.

وأشار عضو المجلس الأعلى للدولة إلى أنه في هذا التوجه هناك مبادرات تُطرح ونقاشات تُعقد وكلها يكتنفها التستر وآخرها ما يسعى سفير الولايات المتحدة الأمريكية لتسويقه والقبول به من طرفين هما المجلس الرئاسي وعقيلة صالح بصفة شخصية ومندوبا عن خليفة حفتر.

ولفت إلى أن مبادرة الولايات المتحدة تدعو إلى أن تكون منطقة سرت والجفرة منزوعة السلاح ويتم فتح إنتاج وموانئ النفط.

وأردف الشاطر يقول: “عنوان لا يمكن الاختلاف عليه غير أن التفاصيل ظلت طي الكتمان وقد تسرب منها أن الجفرة ستكون مقرا للجيش (أي جيش؟) ورأس لانوف مقرا لبعض وزارات الحكومة والمجلس الرئاسي وكذلك المصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط.. هذا ما ترشح من بعض تفاصيل الصفقة ما يعني منح حفتر طوعيا ما لم يحققه عسكريا”.

ونوه بأن الولايات المتحدو وجدت نفسها في وضع صعب بعد أن أهملت كافة التحذيرات الموثقة عن تنامي حركة التمرد التي يقودها حفتر وما تسببت فيه من تدمير وقتل للمدنيين وانتهاك لحقوق الإنسان، كذلك أهملت تحذيرات أجهزة أمريكية عن وجود الروس في ليبيا وسيطرتهم على قواعد عسكرية وبالتالي فهي تحاول التفاوض معها في الوقت الضائع عبر هذه الصفقة للحد من وجودها الدائم على حساب سيادة الدولة الليبية وحكومتها التي يزعمون أنها تحظى بالاعتراف والتأييد الدولي.

واستطرد الشاطر قائلاً: “يبدو أن حكومة الوفاق تُناقش هذا العرض الأمريكي ومن المستبعد أن ترفضه أو تقترح تعديلات جوهرية عليه لأنها فقدت عنصر المبادرة بعد أن تم  لها طرد المعتدي من جنوب طرابلس وقاربت من السيطرة على مدينة سرت إلا أنها خلقت لنفسها وضعا صعبا بعدم الاستمرار قدما لتحرير سرت ومن ثم خلقت وضعا عسكريا شائكا وصعبا لم يعد يسمح لها إلا بتجنب حرب لا تبقي ولا تذر.. ولذلك فقد لجأت إلى إلهاء الرأي العام بقضايا رئيسية أخرى مثل محاربة الفساد الذي صنعته وحمته طيلة خمس سنوات وتحريك الشارع للدفاع عن حقوقه فضلا عن حراك ترشيح سيف الإسلام لتولي رئاسة الدولة كما لو أن الانتخابات الرئاسية ستعقد الشهر القادم!! وكأن الفساد المالي حالة طارئة ومستجدة وكأنها لا تعلم أن المواطن يُعاني الأمرين وتريده أن يتحرك لينبهها بأنها حكومة ضعيفة وفاشلة”.

وأضاف الشاطر: “اعتقد أن روسيا قد وجدت لها مواقع قدم وليس موقعا واحدا والمتسبب في ذلك خيانة الوطن التي أقدم عليها حفتر باستدعائه دولا لاحتلال ليبيا لتنصيبه رئيسا عليها!! كذلك تهاون المجلس الرئاسي في حسم الأمور عندما يستوجب ذلك.. وأعتقد أن أمريكا لا يهمها احترام المثل الديمقراطية وحقوق الإنسان وإنما يهمها أن يبتعد خطر الدب الروسي عن أوروبا و تبقى خطوط إنتاج النفط وموانئ تصديره مفتوحة”.

واختتم عضو المجلس الأعلى للدولة حديثه بالقول: “اليوم.. المسألة الليبية في أسوأ أحوالها ولازالت تعالج بمنطق ترضية أشخاص ومناطق وجهويات.. غير أن الذي لا يفكر فيه البعض هو هل سيقدمون على توقيع طبخة تنهي أحلام ثورة فبراير؟… عندما تُوقع التسوية السلمية المزعومة سيخرج ثوار فبراير عن صمتهم”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً