بحث الرئيس السوري أحمد الشرع مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيز الحوار السياسي خلال اجتماع عقد في قصر الشعب بدمشق اليوم الأربعاء.
وحضر الاجتماع إلى جانب باراك وفد مرافق له، بينما مثل الجانب السوري وزير الخارجية أسعد الشيباني، وفق ما نقلته وكالة “الإخبارية” السورية.
ودعا السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الرئاسي الخاص إلى سوريا ولبنان، توم باراك، قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى تسريع خطوات الاندماج ضمن مؤسسات الدولة السورية، مؤكداً ضرورة الاعتراف الكامل بوحدة سوريا أرضاً وشعباً وجيشاً.
من جهتها، رحبت الحكومة السورية في بيان رسمي بأي مسار يُفضي إلى تعزيز الوحدة الوطنية، مؤكدة التزامها الثابت بمبدأ “سوريا واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة”، ومجددة شكرها للجهود الأميركية المبذولة في رعاية الاتفاق، كما حذرت من أن أي تأخير في تنفيذه من شأنه تعقيد المشهد الأمني والإداري، وعرقلة جهود استعادة الاستقرار في شمال شرق البلاد.
وأكد البيان السوري على ضرورة عودة مؤسسات الدولة، بما فيها الصحة والتعليم والخدمات، إلى المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، داعياً إلى إنهاء حالة الفراغ الإداري وضمان تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
وجدّدت الحكومة السورية موقفها الرافض للفدرالية، داعية القوات الكردية للانضواء في صفوف الجيش السوري، في وقت حذّرت فيه من أن أي تأخير في تنفيذ الاتفاق الموقّع مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) قد يعقّد المشهد الأمني ويعيق جهود استعادة الاستقرار في البلاد.
وذكرت المصادر أن الاجتماع تناول سبل دمج الإدارة الذاتية في مؤسسات الدولة، إلى جانب ملفات عسكرية واقتصادية، في ظل تعثّر تنفيذ اتفاق وقّع في مارس الماضي برعاية أميركية، نص على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية الكردية ضمن الدولة السورية، بما يشمل المعابر والمطارات وحقول الطاقة.
وبينما جدّدت دمشق تمسكها بمبدأ “سوريا واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة”، شدد مصدر حكومي على أن الجيش السوري هو المؤسسة الجامعة لكل السوريين، مرحّباً بانضمام مقاتلي “قسد” وفق الأطر الدستورية.
يذكر أن آخر لقاء رسمي بين الشرع وباراك جرى في نهاية مايو الماضي في دمشق، حيث أكد المبعوث الأمريكي حينها حرص واشنطن على السلام بين سوريا وإسرائيل، مشيراً إلى أن الحوار هو الخطوة الأساسية لحل القضايا العالقة.
وعلى صعيد ذي صلة، أعلن باراك قبل يومين أن الحوار بين سوريا وإسرائيل بدأ بالفعل، وأن الأطراف تسعى بشكل جدي للتوصل إلى اتفاق.
كما أكد خلال لقاءه الرئيس اللبناني جوزيف عون في قصر بعبدا، أن الولايات المتحدة تدعم وقف الأعمال العدائية على الحدود السورية الإسرائيلية، معبراً عن أمله في تطور العلاقات بين لبنان وسوريا في مسارات متوازية.
وحول الأنباء التي تحدثت عن ضم مناطق لبنانية إلى سوريا، وصف باراك هذه الادعاءات بأنها “خيال” و”كاريكاتور”، مؤكداً عدم وجود أي مؤشرات أو معلومات موثوقة في هذا الصدد.
تعكس هذه اللقاءات استمرار الجهود الدبلوماسية لإعادة تشكيل المشهد السياسي في المنطقة وتحقيق تقدم في مسارات السلام التي تربط سوريا بجيرانها والولايات المتحدة.
تركيا تربط شبكة الغاز مع سوريا وتعلن استعدادها لتصدير الغاز إليها
أعلن وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، خلال الندوة الدولية التاسعة لمنظمة “أوبك” في فيينا، عن الانتهاء من ربط شبكة الغاز التركية مع نظيرتها السورية، مع الاستعداد لبدء تصدير الغاز إلى سوريا قريباً.
وقال الوزير: “لقد قمنا بربط شبكة الغاز التركية مع الشبكة السورية، ونخطط لبدء تصدير الغاز إلى سوريا، مع البحث عن شركاء لدعم المشروع، بهدف توفير الغاز اللازم لتوليد الطاقة في سوريا، مما سيسهم في استعادة الحياة الطبيعية هناك”.
وجاء هذا الإعلان في إطار جهود تركيا لدعم قطاع الطاقة السوري الذي يعاني نقصاً حاداً في الكهرباء بسبب تدمير البنية التحتية جراء سنوات الحرب. وتسعى الحكومة السورية لإطلاق مشاريع توسعية في مجال الكهرباء، حيث وقعت اتفاقيات مؤخراً مع شركات عالمية لتوسيع الشبكة بطاقة 5000 ميغاواط بهدف مضاعفة إنتاج الكهرباء.
يذكر أن تركيا كانت قد أعلنت في مايو الماضي الانتهاء من ربط خط أنابيب الغاز الطبيعي مع سوريا، كخطوة تمهيدية لتصدير الغاز، في مبادرة تعكس التعاون المتزايد بين البلدين على الصعيدين الاقتصادي والطاقة.






اترك تعليقاً