الصحة العالمية تُؤكد إمكانية وقف عدوى «جدري القردة»

أكدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الاثنين، وجود وضع “غير نمطي”، معتبرة في ذات الوقت أنه يمكن وقف انتقال العدوى بين البشر.

يأتي ذلك في حين، يستمر عدد الإصابات بجدري القرود في الارتفاع خارج المناطق الإفريقية المتوطّن فيها الفيروس، خصوصاً في أوروبا.

وتم تأكيد 100 إصابة حتى الآن في عشرات الدول الأوروبية، لكن أيضاً في أستراليا وكندا والولايات المتحدة، وتتركز حالياً 67 إصابة في 9 بلدان في الاتحاد الأوروبي (النمسا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والبرتغال والسويد)، بحسب المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.

وأعلنت السلطات الصحية في المملكة المتحدة الاثنين أنه تم اكتشاف 36 إصابة جديدة بجدري القرود منذ مطلع مايو في إنجلترا ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 56، في حين اكتشفت الإصابة الأولى في إسكتلندا.

وفي الوقت الراهن، هناك “أقل من 200 إصابة مؤكدة ومشتبه فيها” في هذه البلدان التي لا يتوطّن فيها فيروس جدري القرود وفقاً لماريا فان كيرخوف المكلّفة مكافحة كوفيد-19 والأمراض الناشئة والأمراض الحيوانية المنشأ في منظمة الصحة العالمية.

وتتعلق هذه الحصيلة فقط بالبلدان التي يكون فيها وجود جدري القرود غير معتاد.

لكن منظمة الصحة العالمية أعربت عن ثقتها في إمكانية وقف انتقال المرض بين البشر في هذه البلدان غير المتوطن فيها الفيروس خلال جلسة أسئلة وأجوبة الاثنين.

وأوضحت المسؤولة عن الأمراض الناشئة في منظمة الصحة العالمية فان كيرخوف: “إنه وضع يمكن السيطرة عليه، خصوصاً في البلدان الأوروبية التي دخلها المرض”.

وشددت على أن الاكتشاف المبكر للإصابات وعزلها جزء من الإجراءات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، مضيفة أنه لا توجد في الوقت الراهن حالات خطرة.

وقال مسؤولو المنظمة، في مؤتمر صحفي، إنه “لا يوجد أدلة على حدوث طفرة في فيروس جدري القرود والوضع مستقر”.

وأضافوا أنّ “لقاح الجدري يقي بنسبة 80 بالمئة من الإصابة بجدري القرود”.

وتابعوا: “اللقاحات والعلاجات متوفرة للمصابين بجدري القرود، لكن لا يوجد حتى الآن لقاح خاص بجدري القرود تم توفيره بكميات تجارية”.

وفي ذات السياق، حثت المنظمة السلطات الصحية حول العالم على إجراء الفحوصات اللازمة وعزل المصابين بجدري القرود.

وهذا الفيروس المشابه لمرض الجدري، والذي قضي عليه قبل 40 عاماً، متوطّن في 11 بلداً في غرب إفريقيا وإفريقيا الوسطى.

ويسبب مرض جدري القرود في البداية ارتفاعاً في درجة الحرارة ويتطور بسرعة إلى طفح جلدي مع قشور.

وما يثير قلق الخبراء هو الظهور المتزامن للإصابات في العديد من البلدان لدى أشخاص لم تكن لمعظمهم صلة مباشرة بالبلدان التي يتوطن فيها المرض.

وبحسب التحليلات الأولية، مثل تسلسل أول للجينوم في البرتغال، فإن متحورة الفيروس تنتمي إلى السلالة الموجودة في غرب إفريقيا المرتبطة بمرض أقل خطورة من المتحوّرة الأخرى لجدري القرود.

كذلك، لم يعرف بعد ما إذا كان الفيروس قد تحور، كما أوضحت روزاموند لويس المسؤولة عن الجدري في برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، لكن فيروس جدري القرود «يميل إلى أن يكون مستقراً نسبياً».

بدوره، قال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، اليوم الاثنين، إن خطر انتشار مرض جدري القرود النادر بين السكان على نطاق واسع “منخفض للغاية”، لكنه مرتفع لدى مجموعات معينة، في أول تقييم للأخطار منذ الظهور غير المألوف لعشرات الإصابات في أوروبا وأمريكا الشمالية.

وأوضحت مديرة وكالة الصحة الأوروبية أندريا أمون أن “معظم الحالات الراهنة ترافقت مع أعراض خفيفة، وبالنسبة إلى العامة، فإن احتمال الانتشار منخفض للغاية” مضيفة أن احتمال انتشار الفيروس عبر الاتصال الوثيق بين الأشخاص اعتبر «مرتفعاً».

وبحسب الوكالة الأوروبية، بإمكان الفيروس أن يتسبب بشكل شديد من المرض في أوساط مجموعات معينة مثل الأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون نقصاً في المناعة.

وينتقل جدري القرود عادة إلى البشر عن طريق القوارض البرية أو الرئيسيات. لكن يمكن أيضاً أن ينتقل من إنسان إلى آخر، عبر الاتصال المباشر بالطفح الجلدي أو الأغشية المخاطية لشخص مريض وكذلك عبر القطيرات.

ويفترض أن يعقد اجتماع عالمي كبير مع جميع الخبراء من اختصاصات مختلفة الأسبوع المقبل، لمناقشة التفشي الحالي للمرض.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً