الصفقات الاستحواذية القطرية تثير الشكوك في بريطانيا

استثمارات ملحمية

بدأت “قطر القابضة”، ذراع الاستثمار لـ”هيئة الاستثمار القطرية”، تُثير في المملكة المُتحدة التساؤلات حول مدى شفافيتها بالنسبة لحجم استثماراتها والشّكوك عن أهداف صفقاتها الخيالية، ومن ضمنها سعيها لشراء حصة في “هيئة المطارات البريطانية” للحُصول على مقعدين في مجلس إدارتها.

وقالت صحيفة الفاينانشال تايمز“رُبما يكون صندوق هيئة قطر للاستثمار (…) كبيرا، لكن لا أحد يُمكنه التأكد بالضبط من حجم الأموال التي لديه”.

ونقلت الصحيفة عن الهيئة قولها على موقعها على الانترنت “كما هي العادة مع كثير من المؤسسات الاستثمارية العالمية غير المدرجة في الأسواق العامة، فإن هيئة الاستثمار القطرية لا تقوم بنشر معلومات مالية”.

وذكّرت الصحيفة بأن “لوحة التسجيل لصناديق الثروة السيادية التي طوّرها إدوين ترومان، المسؤول السابق بوزارة الخزانة في إدارة كلينتون والزميل البارز بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، تُقيم الصناديق على أساس الهيكل والحوكمة والسّلوك والمُساءلة والشّفافية”.

وكانت الـفاينانشال تايمز كشفت في وقت سابق بأن هيئة الاستثمار القطرية تضع تحت إدارتها أكثر من مائة مليار دولار للاستثمار. وأشار التقرير إلى أهم الشخصيات القيادية في شركة قطر القابضة، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الذي يتقلّد كذلك منصب الرئيس التنفيذي للهيئة.

حصة في المطارات البريطانية وأخرى في إكستراتا

ومضت الصحيفة تقول “لقد تبين أن هيئة الاستثمار القطرية لم تقرر فقط شراء حصة قدرها 20 في المائة من هيئة المطارات البريطانية، مالكة مطار هيثرو في لندن، ممّا يجعلها ثالث أكبر مساهم فيه ويمنحها مقعدين في مجلس الإدارة (المُكوّن من 14 مقعدا)، لكنها أربكت أيضا عالم التّعدين بعد زيادة حصتها إلى 12 في المائة في إكستراتا والمنع بشكل فعال من اندماجها مع غلينكور لتجارة السلع الأولية من خلال المطالبة باتفاق أفضل”.

وكانت “قطر القابضة” قد وافقت على شراء حصة في “هيئة المطارات البريطانية” من مجموعة البنية التحتية الإسبانية “فيروفيال” ومستثمرين اثنين آخرين قائمين في شركة المطارات. والقيمة الإجمالية للأسهم المشتراة هي 1.4 مليار دولار. ويتطلّب البيع موافقة من سلطات المنافسة الأوروبية ويتوقع الانتهاء منها قبل نهاية العام.

بريطانيا نائمة بينما يلتفّ الحبل حول عنقها

وكتبت مجلة Uncensored النمساوية تحت عنوان “خطف إرهابيو القاعدة طائرات والآن يسيطر مُموّليهم على المطارات” قائلة “أنه أمرٌ مُثير للقلق أن تملك قطر الآن حصة من شركة إدارة مطارات تشرف أيضاً على أربعة مطارات أمريكية، لأن ذلك يعني أن قطر ستملك معلومات داخلية سرية في هذه المطارات”.

وأضافت المجلة “ومن ناحية أخرى، فإن هيثرو هو جزء آخر من لندن سقط ضحية عائلة الأمير الحاكمة في قطر كما هيرودز وباركليز وبورصة لندن، وصولاً إلى ناطحة السحاب الأخير شارد. فيبدو أن عائلة آل ثاني تريد السيطرة على انكلترا عوضاً عن عائلة ويندسور”.

وخلصت المجلة إلى القول بأن “بريطانيا نائمة عن حقيقة أن الدول البترولية مثل قطر والكويت والسعودية تستحوذ على كنوزها وتنهبها كما أنها تسيطر على وظائفها الإستراتيجية. بريطانيا تنام بينما يلتف الحبل حول عنقها”.

ومن جانب آخر، بات من شبه المُؤكّد فشل مشروع الإندماج بين إكستراتا وغلينكور بسبب “قطر القابضة”.

فقد أصرّ إيفان جلاسينبيرج، الرئيس التنفيذي لغلينكور على أنه لن يتزحزح عن العرض الحالي بـ2.8 سهم من غلينكور عن كل سهم في إكستراتا، بينما يعتقد المُساهم القطري في اكستراتا أن عرض غلينكور قليل ويُطالب بسعر عند 3.25 ، ممّا يعني أن الصفقة، التي من المُتوقّع التصويت عليها الجمعة القادم، سيكون مصيرها الفشل.

من ناحية أخرى، أفادت عدة صحف بريطانية، من ضمنها الغارديان والتايمز والديلي تلغراف والصنداي تلغراف، بأن “مكتب مُكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة” فتح تحقيقا في مدفوعات بنك باركليز البريطاني إلى قطر القابضة.

وقالت الغارديان بأن التحقيق يتعلّق بـ”مبالغ مدفوعة بعد استغلال باركليز لمستثمرين من الشرق الأوسط للحصول على أموال طوارئ في عام 2008 وبالكشف عن رسوم مدفوعة للمستثمر السيادي قطر القابضة”.

“رشوة لشيوخ قطر”

وقالت الديلي تلغراف بأن بنك باركليز “كشف عن أن أربعة من مُديريه السابقين والحاليين يجري التحقيق معهم من قبل سلطة الخدمات المالية فيما يتعلق بمدفوعات ذات صلة باستثمار قطر لأكثر من ملياري دولار في يونيو 2008”. وأضافت الصحيفة بأن “بنك باركليز دفع 116 مليون جنيه إسترليني لقطر القابضة”.

وتحت عنوان “الأشباح القطرية لباركليز تطارد البنك”، قالت الصنداي تلغراف “لن تقول هيئة الخدمات المالية، التي تتمتع بسلطات جنائية، ما تبحث فيه، لكن خبراء حي المال في لندن يقولون إنه يكاد يكون من المُؤكّد بأنه دراسة ما إذا كانت المدفوعات يمكن أن تُشكّل رشوة لشيوخ قطر”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً