اتفقت اللجنة القانونية والقضائية العراقية مع نائب وزير العدل للشؤون الدولية وحقوق الإنسان في إيران على المتابعة القانونية والقضائية لقضية اغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني والشهيد القائد ابو مهدي المهندس من خلال اقتراح تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين.
والتقى اليوم الأحد نائب المدعي العام العراقي ضاري جابر فرهود ومدير دائرة شؤون حقوق الإنسان والتعاون الدولي في وزارة العدل العراقية كامل أمين هاشم مع مساعد وزير العدل الإيراني للشؤون الدولية وحقوق الإنسان محمود عباسي لبحث تعزيز التعاون الثنائي.
وفي الاجتماع، أشار عباسي إلى العلاقات العريقة والتعاون الثنائي على مدار الأعوام الماضية بين شعبي إيران والعراق على أساس المكونات الثقافية والحضارية والدينية المشتركة والتي تمتد إلى العلاقات القانونية والقضائية.
وتابع: أن إيران حكومة وشعبا وقفت دوما الى جانب الشعب والحكومة العراقية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية مثل داعش، وتحملت تكاليف باهضة جراء دعمها، بما في ذلك استشهاد الفريق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب الحشد الشعبي في العراق.
وأشار مساعد وزير العدل الإيراني إلى أن هذه الجريمة هي عمل خطير ارتكبته الإدارة الأمريكية في وضع كان فيه الشهيد سليماني ضيف رسمي على العراق كدولة مستقلة ذات سيادة.
وأكد عباسي على أن اغتيال الشهيدين البارزين سيتم متابعته قضائيا من قبل إيران والعراق في المحافل الدولية.
وقال أيضا عن التعاون القانوني والقضائي الثنائي: تم توقيع أربع اتفاقيات قانونية قضائية بين البلدين، وتم تنفيذها، كما تم توقيع مذكرتي تفاهم في 2013 و2014 بشأن نقل المدانين والقضايا القانونية والقضائية، وأن تنفيذها الفعال يتطلب المزيد من التشاور والمشاركة.
كما اقترح نائب وزير العدل الإيراني إنشاء مركز للتحكيم والوساطة لتطوير العلاقات التجارية وحل النزاعات بين تجار البلدين.
عباسي أعرب عن أمله في أن يتم إنشاء المركز في إطار اللجنة القضائية المشتركة بشأن موضوع مذكرة تفاهم ثنائية بين إيران والعراق.
كما أشار إلى اجتماع رؤساء السلطة القضائية في كلا البلدين من أجل تسهيل وتيسير التفاعلات القانونية والقضائية، وأكد على أهمية اتخاذ القرارات المهمة واجتماع رئيسي السلطة القضائية في البلدين بتشكيل اللجنة القضائية المشتركة.
وخلال الاجتماع ، قدم نائب مساعد المدعي العام العراقي ضاهي جابر فرهود تعازيه باستشهاد الفريق سليماني، وقال ان الجهاز القضائي العراقي تابع ومنذ الوهلة الأولى موضوع التحقيق بخصوص اغتيال الشهيد سليماني ورفاقه، وأن اقتراح مساعد وزير العدل الإيراني بتشكيل لجنة مشتركة، قابل للنقاش والمتابعة.
كما أعرب المدير العام لحقوق الإنسان والتعاون الدولي بوزارة العدل العراقية كامل أمين هاشم، عن ارتياحه لزيارة الجمهورية الإسلامية، وقال انه يمكن متابعة إجراءات الأدارة الأمريكية بشأن اغتيال اللواء سليماني وأبو مهدي المهندس في المحاكم الأوروبية ومجلس الأمن، كما أن هذا العمل إجرامي ويمكن مقاضاته بموجب القانون المحلي الأمريكي.
وفي سياق متصل بحث مدير دائرة حقوق الإنسان في وزارة العدل العراقية محمد تركي مع مساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية وحقوق الإنسان في إيران علي باقري كني مسألة مقاضاة مرتكبي جريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما.
وقال باقري كني إن إيران تتابع مقاضاة مرتكبي الجريمة في المجالين القانوني والجنائي، فيما أكد تركي أن الجريمة تدلل على إرهاب الدولة، وتنتهك القانون الدولي.
إلى ذلك قال رئيس السلطة القضائية في إيران آية الله ابراهيم رئيسي انه تم تشكيل ملف في مكتب المدعي العام بطهران لمتابعة قضية استشهاد الفريق سليماني، وتم تكليف القضاة بمتابعة هذه القضية بالتعاون مع معاونية الشؤون الدولية في السلطة القضائية ووزارة الخارجية في البلاد.
وأضاف آية الله رئيسي الذي وصل إلى محافظة كرمان صباح اليوم الأحد لحضور مراسم أربعينية الشهيد سليماني، في تصريح أدلى به للصحفيين بمطار آية الله هاشمي رفسنجاني الدولي، أن هذا الملف سيتم البت به بالتعاون مع كبار مسؤولي الجهاز القضائي في العراق، وسنتابع هذا الأمر بشكل جاد، وننتقم من قتلة الشهيد سليماني.
وقال: إن الكراهية والنفور من أمريكا والأمريكيين في جميع أنحاء العالم باتت اليوم أكثر من أي وقت مضى.
واستشهد القائد الحاج قاسم سليماني والقائد الحاج ابو مهدي المهندس وعدد من رفاقهما، بقصف جوي أمريكي غادر استهدفت عجلتهم على طريق مطار بغداد الدولي في 3 كانون الثاني/يناير 2020، وتم تشييعهم من قبل عشرات الملايين من أبناء الشعبين الإيراني والعراقي في كلا البلدين.
اترك تعليقاً