الكوني اعبوده: هل ستُفوت رئاسة نوّاب طبرق فرصة غدامس؟

تساءل أستاذ القانون المدني بالجامعات الليبية الدكتور الكوني اعبوده، عما إذا كانت رئاسة مجلس النواب المنعقد في طبرق ستنجح في تفويت فرصة غدامس.

يأتي ذلك تعليقاً على دعوة رئاسة مجلس نواب طبرق في وقت سابق، إلى عقد جلسة في مدينة بنغازي غداً الاثنين، وذلك بالتزامن مع وصول نحو 140 نائب إلى مدينة غدامس وبدء الجلسات التشاورية اليوم الأحد.

وكتب د. اعبوده في منشور عبر حسابه على فيسيبوك: “عرفت سنة 2019 حرب العاصمة التي ضيعت فرصة اللقاء الجامع وتركت البلاد لإرادة الأجنبي وللتنافس بين دول لم تعد تُؤمن بالقيم النبيلة، بل كل ما يهمها هو تحقيق مصالحها، بصرف النظر عن حجم المعاناة التي يُعانى منها الليبيون “العاديون”؛ وكانت ملامح هذه السنة متجهة لكورونا، لأن الأمل في تسوية الأحوال في علاقة المؤسسات المتصارعة بدأ في الظهور خاصة بعد اجتماع اللجنة العسكرية في غدامس وتأكيدها لنتائج توافقاتها في سويسرا، وهو ما بعث في نفوس هؤلاء الليبيين بعض التفاؤل، خاصة بعد أن قرر النواب المتحاورون في طنجة العودة مباشرة إلى غدامس (المدينة المحايدة) لعقد المجلس فيها لبعثه إلى الحياة!”.

وتابع د. اعبوده: “ولكن المفاجأة لم تتأخر حيث وجهت رئاسة المجلس دعوة للانعقاد في بنغازي غدا الاثنين ولا يخفى على ذي عقل، الهدف منها وهو ما يذكر بمقولة لويس الرابع عشر في زمانه (الدولة أنا)، وينسى هؤلاء أن اللوطن أهم من الجميع وفوق الجميع! وقد تجد الرئاسة كما حصل سنة 2014 من يُشير عليها بأن ظاهر نصوص النظام الداخلي تعلق صحة الاجتماع على توجيه دعوة من رئاسة المجلس والذي خصه النظام بافتتاح الجلسات وترؤسها وإعلان انتهائها (مادة 13-4)، ولكن لا يجب أن يغيب عن الذهن أن ذلك يتطلب حضور الأغلببة المطلقة للأعضاء (النصف+واحد) (مادة7) وجدول أعمال متفق عليه في مكتب الرئاسة بالأغلبية المقررة (مادة 17-18).

ولفت إلى أنه من المعلوم أن تلك الأغلبية لم تتحقق منذ عدة سنوات وهو ما عطل المجلس وضيع الحكمة من انتخابه، وفق قوله.

وأردف أستاذ القانون المدني: “كما أن المُسلم به في فقه القانون والقضاء (رغم عدم تطرق النظام لفرضية اجتماع الأعضاء لعقد جلسة دون دعوة وفقا للأصول) أن الضرورة مبدأ يجيز استثناء تجاوز الشكل وهو ما يسمح بحسب فهمي للأغلبية تجاوز الدعوة طالما أن الرئاسة تنوي عرقلة انعقاد المجلس في المدينة التي تستطيع لم شمل هذا المجلس ومواجهة الظروف الصعبة التي نعرفها وحذرت منها السيدة وليامز: ليبيا في خطر!”.

واختتم الدكتور الكوني اعبوده بالقول: “ولعل ما يؤكد كفاية الضرورة لتبرير عقد اجتماع في غير المقر وبتجاوز إجراءات وشكل الدعوة، أن النظام لم ينص على أي بطلان في هذا الشأن”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً