الملصقات المشوهة لمرشحات الإنتخابات الليبية

الملصقات المشوهة لمرشحات الإنتخابات الليبية

غيداء التواتي

مدونة ليبية عضو مؤسس في اتحاد المدونين الليبين

المار من شوراع طرابلس في هذه الأيام، التي تستعد لأول مرة منذ 42 عاما لأول استحقاق انتخابي بعد عقود طويلة، يلاحظ بوضوح بعض صور المرشحات الممزقة او التي تم العبث بها بصورة بشعة ،ويبدو ان هذه الظاهرة منتشرة ايضا في الشرق الليبي حيث أكد المدون ايمن المزيني ان التمزيق أيضا طال صور المرشحات هناك.

ولكن الغريب أن لا يقتصر ذلك التخريب على تمزيق الصور، بل هناك مرشحات تم رش وجوهن بطلاء اسود لتشويه صورهن ، وفي مكان أخر من شوارع طرابلس الرئيسية، لفت نظري صورة مرشحة الصق عليها دعاية انتخابية لحزب اخر ، كل هذا يحدث في صمت تام من الإعلام الليبي الجديد الذي لم يتحدث عن هذه الظواهر او من وراءها.

اضغط للتكبير

المتابع للشأن العام الليبي يعرف جيدا أن هذه الأعمال تتم عن طريق إما جماعات متشددة تحرم وضع صور المرأة لغير زوجها أو محرم لها ،أو عن طريق آخرين تترسخ في عقولهم ثقافات ذكورية عن كون المرأة لا يمكن ان تصل لكرسي في الجسم التشريعي الجديد، والأرجح أيضا أن بعض المخربين خربوا هذه الصور فقط للتسلية أو رغبة في التخريب فقط، أو لعدوات شخصية مع تلك المرشحات.

اضغط للتكبير

في استطلاع للرأي تم إجراءه على الفيس بوك حول هذه الظاهرة كانت الاراء تتمحور حول أن ثقافة نشر صور نساء في الشارع جديدة على الشعب الليبي، و كذلك رؤية امراة تسابق على استحقاق انتخابي جديد، بينما يقول البعض الآخر ان التيارات المتشددة هي المسؤولة عن هذا التخريب إذا علمنا ان بعض التيارات قد حرمت الانتخابات وقالت أنها بدعة مستوردة من الغرب، وحاول العديد منهم اثناء البعض عن التسجيل ولكن هذه القلة لا تشكل حسب وجهة نظري 3% من تعداد الشعب الليبي.

اضغط للتكبير

ولكن يعرف بعض الليبين إن دستورهم في العام 1963 كان يمنح حق الترشح للمراة مالم يمنحه انذاك دساتير دول متقدمة في التجربة الديمقراطية، وإذا استمرت ليبيا انذاك في اللحاق بركب الديمقراطية لكانت الآن المرأة تتبوأ أفضل المناصب، وفي استطلاع للراي آخر قالت بعض النسوة إنهن لن يمنحن صوتهن لأمرأة وحين السؤال عن سبب ذلك أجابت عربية مادي قائلة.

إن النسوة التي اخترن في الحكومة الانتقالية اللواتي تقلدن مناصب اعطين صورة سيئة عن عدم قدرة المرأة على تحمل المسؤوليات ، واستطردت عربية قائلة :- لايمكن ان اجازف بمستقبل ليبيا في انتخابات المؤتمر الوطني العام، وقالت ان المرشحات لسن في المستوى المطلوب.

اضغط للتكبير

وبين هذا وذاك اكتفى جميع المرشحين بتعليق صورهم في الشوارع، واختفت مظاهر المناظرات أو المهرجانات الأنتخابية، ويشكوا العديد من الناخبين إنهم لا يعرفون مرشحيهم وهذا بالطبع راجع لعدم نزول المرشح للشارع والتواصل مع الناس، ويعزى هذا لقلة خبرة المرشحين في هذا المجال.

اضغط للتكبير

وتبقى هذه مرحلة انتقالية سوف تقود ليبيا، لمرحلة الديمقراطية الكاملة بعد سن دستور يلبي مطالب وطموحات الليبين جميعا.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

غيداء التواتي

مدونة ليبية عضو مؤسس في اتحاد المدونين الليبين

اترك تعليقاً