عندما يتحول الكاتب الى داعية صلاح الشلوي مثالا…؟

عندما يتحول الكاتب الى داعية صلاح الشلوي مثالا…؟

التزوير سوق لايعرف الكساد كما في الاقتصاد ايضا في السياسة وكما تمارسه السلطة ايضا تتفنن المعارضة في الاتيان به وايضا يقوم به  الشعب …فالجميع يريد ان يكون الحدث ملكا له يسير وفق هواه وطوع بنانه. الشعوب عادة تنساق خلف من ترى انه يحقق مصالحها انما في غالب الاحيان تكون هذه الشعوب ضحية اتحاد  السلطة والمعارضة معا ضدها.

الكتاب والاعلاميين اداة من جملة ادوات التزوير التي تستخدمها السلطة كما المعارضة لتسويق مشروع ما بالتأثير على الرأي العام  لاخضاع وعيه لمفاهيم تخدم خططهم.

الحقيقة لو ركزنا على الكاتب السياسي  فهو اما ان يكون محلل لخبر او ناقل له وبالتالي اما يكون  كاتب مهني متجرد اوكاتب مؤذلج  داعية.

الاذلجة لاتعيب الكاتب ولكنها ترهقه عندما تجعله يختار بين ولاءه لفرقته او ولاءه لوطنه وتشوهه عندما تجعله ينسلخ من ثوبه المهني ليمنح ولاءه لجهويته بعيدا عن ولاءه للحقيقة … الكاتب المنضبط وان كان منتميا لفئة ما انما تظل حاسة الذوق لديه رفيعة وعلى درجة عالية من الاخلاص لوطنه  دون استهداف احد فهو يدرك ان عمله يتطلب كظم العاطفة الشخصية والحزبية والجهوية كونه خادم للحقيقة وحدها.

كثير من الكتاب والمحللين يتظاهرون بالحرفية وهم مجرد دعاة لايملكون الا مصطلحات يلوكونها بالسنتهم وتخطها اقلامهم لمجرد الدعاية لحزب او فئه على حساب اماني الشعب وتطلعاته . من هنا نرى ذلك الجنوح الذي يتفوه به الكاتب عندما تخونه قدرته على الانضباط خلف المهنية لينجر صاغرا امام اهوائه مطيحا بشرف الكلمة وقداسة المهنة ولعل السيد صلاح الشلوي مثالا محترما على ذلك ….شخصيته اسيرة القالب الحزبي لاتتعداه وبالتالي لامكان للحقيقة لديه الا من خلال مقدار تحقيقها لمصلحة الحزب.

تلازمه الكثير من التناقضات التي بالضرورة من تناقضات منهجه …لانرى له كلاما ولانسمع له حسا الا اذا رأى ان مشروعه يترنح وفكرته تضمحل واسلوبه قد بهت …اشكالية الشلوي وامثاله اعتقادهم ان الشعب الليبي اقل ثقافة ونضجا ووعيا بمحيطه وقضاياه……قضية النضال تفقد معناها عندما يتكرر العزف عليها من قبل اصحاب الخبايا والنوايا كما هو السيد الشلوي…تفقد قدرتها على الصمود امام التصرفات العملية التي ذقنا ويلاتها عندما تولى زملاء وجنود صلاح الشلوي المسئولية …خمس وزرات خدمية كانت حصصها من حكومة زيدان مليارات الدينارات لم تستطع ان تحقق ايا من وعود فريق صلاح الشلوي عندما انتخبهم المواطن .وهاهم اليوم وعبر صنديد الكتابة والتحليل السيد الشلوي يعدوننا بأكل الشهد لو اننا اتبعنا سبيلهم سربا …..بينما لم نرى نضالا ولا حكمة ولا دينا ولا وطنا بل لم يستطع الشعب ان يميزهم عن غيرهم من السراق والمشعوذين ممن ركب ظهر الشعب وتحذلق عليه ليفتك بلقمة عيشه.

بح صوت الشلوي وتعرق جبينه وتقطب ما بين عيناه وحاجباه وهو يصر على  سلامة توجههم السياسي وانهم من اقتنص اللحظة التاريخية التي لاحت لهم دون غيرهم فوقعوا المسودة اللقطة لتكون بشيرا ونذيرا وطوق نجاة لشعب مكلوم …ولو اقتضى هذا التأكيد المساس بقيم الوطن ….  الشلوي  ينطلق من وعي فكري تحول بموجبه من كاتب ومحلل سياسي الى راوية وقصاص خدمة لمنهجه وليس للحقيقة .

لا ارى في اطروحات الشلوي وجماعته على الاقل حتى اللحظة ما يفيد بان لديهم فكر بالامكان النظر اليه والبحث فيه انما هي مجموعة مفردات ومصطلحات متغيرة حسب الطلب يجيدون صياغتها ليكون لهم قرص في عرس ليس الا.

وطنية الشلوي تغيب وتحليلاته يصيبها السقم عندما يكون المطلوب منه الشفافية خدمة للحقيقة …ليطالب مثلا ومن موقعه ككاتب مهني احالة وزراءه على امتداد الحكومات السابقة  الى التحقيق بعد عجزهم عن توفير ولو ملاذ امن لنازح معتل في وقت كانت وزارة الاسكان وخزائنها تحت سطوتهم….لايقوم وطن على قدميه والنخب فيه من كتاب واعلاميين الحقيقة لديهم تخضع لمبدأ الربح والخسارة.

القيم والمبادي اول الضحايا عندما تطل الدنانير برؤوسها لتصبح الشعارات قابلة للبيع والمقايضة في سبيل ان يكونوا ويستمروا جزء مهما من السلطة جزء حاضرا دائما لنهب المال العام.

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المنتصر خلاصة

كاتب ليبي

اترك تعليقاً