ارتفعت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا من أدنى مستوياتها في نحو شهرين، مدعومةً بتحسن الطلب في الصين، ووسط استمرار القلق المرتبط باتساع فائض المعروض في الأسواق العالمية.
وسجّل خام برنت تداولًا قرب مستوى 62 دولارًا للبرميل، وبلغ خام غرب تكساس الوسيط نحو 58 دولارًا، في وقت اتسمت فيه التعاملات بالهدوء نتيجة اقتراب عطلات أعياد الميلاد ورأس السنة، بينما أظهرت البيانات ارتفاع الطلب الفعلي على النفط ونشاط التكرير في الصين خلال شهر نوفمبر مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، رغم إشارات شهرية أخرى عكست ضعفًا عامًا في أداء الاقتصاد الصيني.
ورغم هذا التحسن النسبي، واصلت الأسعار اتجاهها نحو تسجيل خسائر سنوية، نتيجة مخاوف متزايدة من وفرة الإمدادات، في ظل استمرار زيادة الإنتاج من تحالف أوبك+ ومنتجين آخرين، وبالتزامن مع توقعات الأسواق بتباطؤ نمو الطلب العالمي، وهو ما زاد الضغوط على سوق النفط، ولا سيما في مناطق رئيسية مثل الشرق الأوسط.
وساهمت التوترات الجيوسياسية في توفير دعم إضافي للأسعار، مع تصاعد المخاطر المرتبطة بالأوضاع في أوكرانيا وأسواق الطاقة، حيث واصلت أوكرانيا استهداف منشآت الطاقة الروسية، ما أدى إلى تدمير مصفاة رئيسية ومستودع نفط خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلى جانب تصاعد الضغوط الأمريكية على فنزويلا بعد اعتراض الولايات المتحدة سفينة قبالة سواحلها، في خطوة تعكس تشددًا متواصلًا تجاه نظام الرئيس نيكولاس مادورو.
وأوضحت كبيرة استراتيجيي الاستثمار في ساكسو ماركتس شارو تشانانا أن العلاوة الجيوسياسية ما زالت قائمة وتلعب دورًا داعمًا للأسعار، بينما تراجعت أهميتها مؤقتًا أمام المخاوف المرتبطة بفائض المعروض، وأشارت إلى أن هذه التوترات تدعم السوق دون أن تشكل محفزًا لارتفاعات كبيرة ومستدامة.
وعلى صعيد التداولات، ارتفعت عقود خام برنت للتسوية في فبراير بنسبة 0.5 بالمئة إلى 61.44 دولارًا للبرميل، وصعد خام غرب تكساس الوسيط للتسليم في يناير بالنسبة نفسها إلى 57.73 دولارًا للبرميل.
وتبقى السوق تحت ضغط توقعات استمرار زيادة الإمدادات، في ظل سياسات إنتاج مرتفعة من الدول المنتجة، مقابل مؤشرات على تباطؤ الطلب خلال الفترة المقبلة، وهو ما يحدّ من قدرة الأسعار على تحقيق مكاسب قوية رغم الارتفاع الطفيف الأخير.
وتشهد أسواق النفط منذ أكثر من عام حالة تذبذب حادة نتيجة تداخل عوامل العرض والطلب مع التطورات الجيوسياسية، حيث يؤدي توسع الإنتاج من تحالف أوبك+ ومن خارج التحالف إلى زيادة المعروض، بينما يؤثر تباطؤ الاقتصاد العالمي، ولا سيما في الصين، على وتيرة نمو الطلب، في وقت تظل فيه التوترات السياسية والأمنية عنصرًا داعمًا للأسعار دون أن ينجح في تغيير الاتجاه العام للسوق.






اترك تعليقاً