هجوم روسي واسع.. تدمير مراكز استراتيجية أوكرانية وسقوط مئات القتلى

شهدت جبهات القتال الأوكرانية تصعيدًا واسع النطاق من قبل القوات المسلحة الروسية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الاثنين، تنفيذ سلسلة من الضربات المكثفة استهدفت منشآت حيوية وعسكرية أوكرانية، من بينها مجمعات للصناعات الدفاعية، مراكز تدريب، محطات رادار للدفاع الجوي، وورش لتجميع الطائرات المسيّرة.

وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن وحدات من مجموعة “الشرق” الروسية واصلت تقدمها في عمق خطوط الدفاع الأوكرانية، موقعة خسائر جسيمة في صفوف لواءين آليين ولواء دفاع إقليمي، تمثلت في أكثر من 175 جنديًا أوكرانيًا قتيلًا، إضافة إلى تدمير مركبة قتالية مدرعة، و11 مركبة أخرى، وثلاثة مدافع ميدانية، ومحطتين للحرب الإلكترونية.

كما أعلنت القوات الروسية في محاور أخرى – خصوصًا مجموعة “الغرب” – تحسين مواقعها التكتيكية واستهداف ألوية أوكرانية محمولة جوا ودفاعية في مناطق متعددة بمقاطعتي خاركوف ودونيتسك، حيث قُتل أكثر من 190 جنديًا أوكرانيًا، ودُمّرت دبابة، ومستودع ذخيرة، و10 شاحنات خفيفة.

وشملت الضربات الروسية شملت أيضًا مناطق في مقاطعة سومي وخاركوف نفذتها وحدات من مجموعة “الشمال”، وأسفرت عن مقتل أكثر من 230 جنديًا أوكرانيًا، إلى جانب تدمير 8 مركبات قتالية، 3 سيارات، 3 مدافع ميدانية، محطة حرب إلكترونية، ومستودعين للذخيرة.

وفي الجنوب، واصلت القوات الروسية التقدم عبر عدة محاور في جمهورية دونيتسك الشعبية، حيث استهدفت ألوية للمشاة والهجوم الجبلي، وألحقت بها خسائر تجاوزت 175 جنديًا، إلى جانب تدمير ناقلة جند أمريكية الصنع من طراز “M113″، ومدفع ميداني، و3 محطات للحرب الإلكترونية، ومحطة رادار أمريكية الصنع.

وذكر البيان أن القوات الجوية الروسية استهدفت أكثر من 156 موقعًا عسكريًا، تضمنت منشآت للمجمّع الصناعي العسكري، مراكز تدريب، ورش مسيّرات، مستودعات ذخيرة، ومواقع مؤقتة للمرتزقة الأجانب، كما تم إسقاط 104 طائرات مسيرة، و6 قنابل موجهة من طراز JDAM أميركية الصنع.

وفي تطور إنساني لافت، أعلن فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس الروسي ورئيس الوفد الروسي في مفاوضات إسطنبول، عن تسليم 6060 جثة لضباط وجنود أوكرانيين إلى كييف، في إطار ما وصفه بتنفيذ “اتفاقيات إسطنبول”.

وأوضح ميدينسكي أن كييف سلّمت روسيا بالمقابل 78 جثة لجنود روس، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية استعدادها لتسليم 2239 جثة إضافية في أقرب وقت، ضمن جهود إنسانية متواصلة رغم تعقيدات الحرب.

وأكد البيان الرسمي أن روسيا نفّذت هذه الخطوات استنادًا لاتفاق تم التوصل إليه في 2 يونيو الجاري بإسطنبول، وهو ما وصفته موسكو بأنه “تأكيد على التزامها بواجباتها الإنسانية، رغم تعثّر الطرف الأوكراني في بعض المراحل، وعدم حضوره لمواقع التبادل كما كان مقررًا”.

وتأتي هذه التطورات في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة التي أُطلقت في 24 فبراير 2022، بهدف حماية سكان دونباس من ما تصفه موسكو بـ”الاضطهاد والإبادة الجماعية” على يد حكومة كييف، ورغم الدعم العسكري والمالي الغربي الهائل لأوكرانيا، نجحت القوات الروسية– بحسب البيان– في إفشال ما يسمى بـ”الهجوم المضاد الأوكراني”، مدمرة معدات غربية متطورة مثل دبابات “ليوبارد 2” الألمانية، ومدرعات بريطانية وأمريكية الصنع، والتي كانت كييف تراهن عليها لتغيير مسار المعركة.

الاستخبارات الروسية: كييف ولندن تخططان لاستفزاز في بحر البلطيق لإثارة أزمة بين موسكو وواشنطن

اتهم جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي كلاً من كييف ولندن بالإعداد لما وصفه بـ”استفزاز دموي” يهدف إلى تأجيج التوتر بين موسكو وواشنطن، وذلك بالتزامن مع تصاعد التحديات التي تواجه القوات الأوكرانية على الجبهات.

وأوضح الجهاز في تقرير صحفي نقلته وكالة “تاس”، أن السلطات الأوكرانية، بالتعاون مع أجهزة استخبارات أوروبية، تستعد لتنفيذ سلسلة من العمليات التخريبية والهجمات الإرهابية ضد روسيا، مشيراً إلى تكليف جهاز الأمن الأوكراني ومديرية المخابرات العامة بوزارة الدفاع بتكثيف هذه الأنشطة.

وأشار التقرير إلى أن التحضيرات تشمل تنفيذ استفزاز في بحر البلطيق بالتعاون مع الاستخبارات البريطانية، يتمثل في “هجوم طوربيدي مزعوم” على سفينة تابعة للبحرية الأمريكية. ووفقاً للرواية الروسية، تم بالفعل تسليم طوربيدات من صنع سوفيتي/روسي إلى الجانب البريطاني، على أن يتم تفجير بعضها قرب السفينة المستهدفة، بينما يُعرض أحدها لاحقاً كدليل على اتهام موسكو.

ووصفت الاستخبارات الروسية الحكومة الأوكرانية بأنها “منفذ مثالي للاستفزازات الدنيئة”، معتبرة أن لندن تعتمد على كييف لتنفيذ “أعمال قذرة” تخدم أهدافاً جيوسياسية بريطانية على حساب الاستقرار الدولي.

وختم التقرير بتحذير مبطن من أن “كل الأسرار تنكشف في النهاية، لا سيما حين يحاول دعاة الحرب اللعب بالنار مع قوى نووية عظمى”.

زيلينسكي: سأطلب من ترامب حزمة أسلحة لأوكرانيا خلال قمة مجموعة السبع

أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عزمه الطلب مجدداً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تزويد بلاده بحزمة أسلحة، خلال قمة مجموعة السبع المرتقبة في كندا، مشدداً على أن كييف لا تستطيع مواصلة الصمود دون الدعم الأميركي.

وجاءت تصريحات زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي مشترك في فيينا مع نظيره النمساوي ألكسندر فان دير بيلين، حيث قال: “لا أحد يريد أن يتخيل كيف نعيش من أجل البقاء دون مساعدة الولايات المتحدة”، مضيفاً أن المحادثات المرتقبة مع ترامب ستتناول الدعم الدفاعي الذي تم الاتفاق عليه في السنوات الماضية، وليس مساعدات جديدة.

ومن المقرر أن تُعقد قمة مجموعة السبع في مدينة كاناناسكيس الكندية بين 16 و17 يونيو، بعد تأجيل انطلاقها يوماً واحداً، وسط توقعات بأن تكون من أكثر القمم توتراً في تاريخ المجموعة، نظراً للخلافات بين واشنطن وحلفائها بشأن عدد من الملفات الدولية.

وتأتي تحركات زيلينسكي في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الروسية من تدفق السلاح الغربي إلى أوكرانيا، إذ اعتبرت موسكو أن تلك الشحنات تُعرقل تسوية الأزمة وتدفع دول الناتو نحو تورط مباشر.

كما شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن أي شحنة أسلحة تُرسل إلى كييف تُعد “هدفاً مشروعاً” للقوات الروسية.

وتتزامن هذه التطورات مع تراجع في الآمال لدى بعض حلفاء أوكرانيا باتخاذ خطوات منسقة ضد روسيا خلال قمة G7، بحسب تقرير لموقع “بوليتيكو”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً