انتحار غامض لـ10 فَتيات جزائريات «شنقاً بالخمار» يُثير الشُكوك فِي لعبة إلكترونية

تُحقق السلطات الجزائرية في تأثير محتمل لـ«لعبة إلكترونية» في انتحار عشر فتيات خلال شهر يناير بطريقة واحدة هي «استخدام الخمار». [إنترنت]
في ظاهرة بثت الرعب في نفوس العائلات الجزائرية مؤخرًا، انتحرت 10 فتيات مطلع العام الجاري، في ظروف غامضة لاتزال تُحقق فيها السلطات المعنية، فيما لايوجد صلة زمانية أو مكانية بين الضحايا العشر، إلا أنهن قررن إنهاء حياتهن بالطريقة ذاتها: “الشنق بالخمار”، لسبب مجهول.

حوادث الانتحار الأخيرة بالجزائر، التي اصطُلِح عليها إعلاميًا بـ”الشنق بالخمار”، لم تظهر فجأة، لكن تزايدها ووقوع أكثر من حادثة في آن واحد، سلط الضوء إعلاميًا عليها على نحو حرك السلطات الجزائرية للتحقيق في دوافعها.

في يناير الماضي وحده، وقعت 6 حوادث انتحار لفتيات، أغلبهن عازبات، أولاهن كانت لطالبة تبلغ من العمر 18 عامًا انتحرت شنقًا “بالخمار” في غرفتها بمنزل أسرتها الكائن بمنطقة أولاد زودي في ولاية أم البواقي، والثانية لشابة في الـ21 من عُمرها، ببلدية بئر العاتر في ولاية تبسة، شنقت نفسها بخمار علقته في أنبوب غاز يمر عبر منزلها.

أما الثالثة فشهدتها بلدية بوقوس في ولاية الطارف، حيث انتحرت شابة عزباء يوم ميلادها الـ34 بالخِمار، كما انتحرت شنقًا بالخمار جامعية في الـ24 من عُمرها بمنزلها في بلدية عين الملوك بولاية ميلة. فضلًا عن انتحار شابة في الـ18 من عُمرها وأم عشرينية لها ولدان، في اليوم ذاته بولاية أم البواقي الجزائرية منتضف الشهر الماضي.

وفي العام الماضي، انتحرت محامية عزباء في عِقدها الثالث، شنقًا بالخمار، في منزل شقيقتها بوسط مدينة ميلة الجزائرية.وكذلك أقدت 3 شابات، إحداهن تبلغ من العمر 15 عامًا، على شنق أنفسهن بالخمار بولاية بومرداس.

كانت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان قد حذرت، في وقت سابق من العام الماضي، من ارتفاع حالات الانتحار في الجزائر، وخاصة بين الشباب والمُراهقين، إلى أكثر من 1100 حالة سنويًا، مع تسجيل 9 آلاف محاولة انتحار فاشلة.

جاء ذلك في بيان تزامن مع اليوم العالمي لمنع الانتحار في سبتمبر الماضي.

تشتبه السلطات الجزائرية بأن إحدى ألعاب الفيديو القاتلة هي المُحرك الرئيسي لتصاعد حالات الانتحار في البلاد، في الوقت الذي فتحت فيه تحقيقات لمعرفة دوافع “الشنق بالخمار”، بحسب صحيفة الشروق الجزائرية.

وسجلت الجزائر عشرات القتلى، بين صفوف الأطفال والمُراهقين، في أماكن متفرقة من البلاد بسبب لعبة “الحوت الأزرق”، إذ عُثر على الضحايا “مشنوقين” في آخر مراحل اللعبة.

وتضم اللعبة -التي أسسها الشاب الروسي فيليب بوديكين “21 سنة”، 50 تحديًا تُرسل إلى المستخدمين يومياً، منها مشاهدة أفلام الرعب، وجرح اليد لرسم الحوت الأزرق. وفي التحدي النهائي يطلب من اللاعب الانتحار.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، تحتل الجزائر المرتبة 161 عالمياً من حيث حالات الانتحار المسجلة في البلاد، بـ 3.1 حالات بين كل 100 ألف شخص.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً