ايران تجاهد لقلب الطاولة على الغرب: فرنسا وراء مفاعل ديمونة النووي

الخبراء الفرنسيون مروا من هنا

قالت ايران الاربعاء انها ستسعى الى انهاء العقوبات الغربية التي فرضت بسبب أنشطتها النووية في محادثات مع قوى عالمية تجري في وقت لاحق الشهر الحالي وسعت الى قلب الموائد على اعدائها الغربيين باتهام فرنسا بمساعدة اسرائيل على تطوير “أسلحة نووية غير انسانية”.

وذكرت وسائل اعلام ايرانية ان مستشارا للزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي صرح بأن المحادثات التي ستجري في بغداد في الثالث والعشرين من مايو/ايار ينبغي ان تؤدي الى رفع العقوبات.

وتعكس هذه التصريحات انتهاج خط علني أكثر تشددا في الجمهورية الاسلامية يشير الى ان إنهاء العقوبات مسألة حيوية لنجاح المحادثات. كما أنها المرة الاولى التي تصرح فيها شخصية سياسية مؤثرة بطريقة واضحة بأنها تتوقع تحقيق تقدم بشأن هذه القضية.

وقال غلام علي حداد عادل ردا على سؤال “على الاقل توقعاتنا هي رفع العقوبات”.

لكن الولايات المتحدة وحلفائها أوضحوا انه يتعين على طهران ان تتخذ اجراء لتبديد قلقهم بشأن طموحاتها النووية قبل ان يفكروا في تخفيف العقوبات.

وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها ان البرنامج النووي الايراني هو ستار لتطوير اسلحة نووية وتطالب بضمانات يمكن التحقق منها تفيد بعكس ذلك من جانب طهران – وعلى سبيل المثال قبول عمليات تفتيش لاي مواقع من جانب الامم المتحدة وكبح قدراتها لتخصيب اليورانيوم.

وتنفي ايران ان لديها برنامجا لامتلاك اسلحة نووية قائلة انها تقوم بتخصيب اليورانيوم لاستخدامه فقط في اغراض الطاقة السلمية.

وفرضت القوى الست عقوبات جديدة على قطاعي الطاقة والمصارف الايرانيين منذ بداية هذا العام ويتجه الاتحاد الاوروبي الى فرض حظر كلي على مشتريات النفط الخام الايراني في يوليو/تموز.

وفي فيينا قال نائب وزير الخارجية الايراني محمد مهدي اخوندزاده ان الاسلحة النووية ليس لها مكان في العقيدة الدفاعية الايرانية واتهم دولا “معينة” بازدواجية المعايير والرياء في اشارة واضحة الى المنتقدين الغربيين لطهران.

ووجه اتهاماته الى فرنسا وهي لاعب محوري في تشديد العقوبات على ايران واتهمها بمساعدة اسرائيل في تطويراسلحة نووية منذ عدة عقود. والدولة اليهودية هي الوحيدة في الشرق الاوسط التي يعتقد على نطاق واسع ان لديها ترسانة نووية.

وكانت فرنسا وهي مصدر كبير للتكنولوجيا النووية المدنية قد اقامت في الخمسينات مفاعلا اسرائيليا في بلدة ديمونة بالصحراء الجنوبية وهو منشأة يعتقد على نطاق واسع انها انتجت قنابل نووية.

وقال اخوندزاده “بينما تعبر دول معينة مثل فرنسا عن قلقها بشأن الانشطة النووية السلمية لايران … فانها لم تدخر جهدا في مساعدة اسرائيل … على تطوير اسلحة نووية غير انسانية”.

وأضاف اخوندزاده في اجتماع عقد لبحث معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية وهي معاهدة تطوعية تم التوصل اليها عام 1970 “في الحقيقة فرنسا هي مؤسس برنامج الاسلحة النووية السري لدى اسرائيل”.

ولا تؤكد اسرائيل أو تنفي ان لديها اسلحة نووية في انتهاج لغموض يهدف الى ردع خصومها العرب والايرانيين في المنطقة لكنها تتجنب سباق التسلح.

وقال اخوندزاده “وجود اسلحة نووية في ايدي …. اسرائيل يستمر في فرض أخطر تهديد على الاستقرار والامن” في الشرق الاوسط.

وتعتبر الولايات المتحدة واسرائيل الطموحات النووية الايرانية الخطر الرئيسي على السلام في منطقة مشتعلة مما ادى الى تكهنات مستمرة بأنهما قد تهاجمان مواقعها النووية اذا فشلت الدبلوماسية في حل النزاع المستمر منذ فترة طويلة.

وقال مندوب فرنسا في اجتماع معاهدة حظر الانتشار النووي في فيينا الاثنين ان ايران تقوم منذ سنوات عديدة بتخصيب اليورانيوم “دون أي هدف مدني يعتد به.

وقالت السفيرة اليسا جولبرج من كندا وهي حليف وثيق لاسرائيل للمندوبين الاربعاء ان الانشط الايرانية لا يمكن “فهمها سوى في اطار جهود لتطوير اسلحة نووية”.

وقال اخوندزاده ان وجود نحو 23 الف رأس حربي نووي في العالم وتحديثها المستمر هو “أخطر تهديد لبقاء البشرية” ويجب على الدول التي تمتلك اسلحة نووية ان تتفق على تاريخ تقوم فيه بالتخلص منها.

والدول الخمس المعترف بأنها تمتلك اسلحة نووية هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وهي نفس القوى التي تضع مع المانيا ضغوطا على طهران لكبح برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

وقال اخوندزاده “مستمرون في تفاؤلنا بشأن نتيجة المفاوضات.” لكنه اضاف “ما من شك في ان الامة الايرانية العظيمة … لن تتخلى أبدا عن حقها الثابت في الاستخدام السلمي للطاقة والتكنولوجيا النووية”.

واستؤنفت المحادثات مع الولايات المتحدة وروسيا والصين والمانيا وفرنسا وبريطانيا في ابريل/نيسان في اسطنبول بعد أكثر من عام – وهي فرصة لان توقف الدول الست وايران التدهور في المجال الدبلوماسي والمساعدة في تجنب مخاطر نشوب حرب جديدة في الشرق الاوسط.

وقالت حكومات غربية ان تشديد العقوبات على المؤسسات المالية الايرانية كان محوريا في اجبار طهران على العودة الى طاولة التفاوض.

وقال دبلوماسيون اوروبيون ان فرض الاتحاد الاوروبي حظرا نفطيا هو اداة مهمة ومن غير المرجح ان يرفع ما لم يتحقق تقدم ملموس في الاجتماع.

ونقلت وكالة انباء فارس عن حداد عادل قوله “امل ان تكمل مفاوضات بغداد المحادثات التي جرت في اسطنبول ويجب على الجانب الاخر ان يلاحظ انه يجب ان يستخدم السلوك العقلاني مع ايران ومع بلد لن يستسلم للضغوط ابدا”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً