أعلنت وزارة الكهرباء العراقية توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل، ما تسبب بخسارة فورية تراوحت بين 4000 و4500 ميغاوات من القدرة الإنتاجية، وانعكس بشكل مباشر على ساعات تجهيز الكهرباء في عدد من المحافظات.
وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى إن توقف ضخ الغاز أدى إلى خروج بعض الوحدات التوليدية عن الخدمة، إلى جانب خفض أحمال وحدات أخرى، موضحًا أن الجانب الإيراني أبلغ الوزارة بتوقف الإمدادات لأسباب طارئة.
وأوضح موسى أن الوزارة فعّلت خطط الطوارئ ولجأت إلى استخدام الوقود المحلي البديل بالتنسيق مع وزارة النفط، لضمان استمرار تشغيل المحطات الكهربائية وتقليل تأثير النقص على الشبكة الوطنية.
وأكد المتحدث أن الإنتاج الكهربائي ما زال تحت السيطرة، وأن غالبية المحطات تواصل العمل رغم نقص الغاز، مشددًا على أن الوزارة استعدت مسبقًا لذروة الأحمال الشتوية عبر برامج صيانة وتأهيل وتوسعة شاملة، مع استمرار التنسيق اليومي مع وزارة النفط لتغطية الاحتياجات المحلية إلى حين عودة الإمدادات الإيرانية.
وفي سياق متصل، كشف مسؤول حكومي عراقي في مارس 2025 أن بغداد بدأت فعليًا استكشاف بدائل لواردات الغاز الإيراني، في إطار توجه حكومي لتقليل الاعتماد على مصدر واحد، خاصة في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران.
وقال المسؤول في وزارة الكهرباء سعد جاسم إن العراق كان يعتمد سابقًا بشكل شبه كامل على الغاز الإيراني، إلا أن هناك توجيهات حكومية وإرادة سياسية للانتقال إلى سياسة تنويع مصادر الاستيراد، بما يضمن استقرار منظومة الطاقة ويحد من المخاطر السياسية والاقتصادية.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن إمدادات الغاز والكهرباء القادمة من إيران تغطي نحو ثلث احتياجات العراق من الطاقة، ما يجعل أي توقف مفاجئ لها تحديًا كبيرًا لمنظومة الكهرباء، ويدفع الحكومة إلى تسريع خطط البحث عن بدائل إقليمية ودولية لتأمين الإمدادات على المدى المتوسط والطويل.
هذا ويعتمد العراق منذ سنوات على استيراد الغاز الإيراني لتشغيل محطات توليد رئيسية، في ظل محدودية الإنتاج المحلي وتأخر مشاريع استثمار الغاز المصاحب، فيما تتكرر أزمات التوقف أو الخفض نتيجة عوامل فنية وضغوط سياسية مرتبطة بالعقوبات، ما يجعل ملف الطاقة أحد أكثر الملفات حساسية في المشهد الاقتصادي والخدمي العراقي.





اترك تعليقاً