ما جرى ويجري في بنغازي الكرامة هو التعبير الصادق عن إرادة هذا الشعب في الانعتاق والتحرر من كل القيود والأصفاد , فعندما هب الشباب في بنغازي يشعلون شرارة ثورتهم ضد نظام القذافي ويتصدَون بصدورهم العارية لرصاص قوات النظام الجاثم على ليبيا طيلة أربعة عقود, فيسقط من بينهم الضحايا بين قتيل وجريح لم يكن شاغلهم ما هو اقل من العيش بكرامة وعزة فوق الأرض وتحت السماء, ومنذ تلك اللحظات التاريخية لم يعد للخوف مكانا في قلوب الليبيين ونفوسهم فتأصلت بالتالي روح جديدة من الانعتاق لا تقبل الا العيش بحرية وبعزة وكرامة في أسمى معانيها. لم يعد ممكنا بالمطلق إعادة هواجس الخوف إلى نفوس أبية ثائرة بعد 17 فبراير, وواهم من يعتقد انه بامتلاكه لقوة السلاح وحتى استعمالها ولو بإفراط قادرا على تثبيط عزائم الشباب او إصابتها بأي قدر من الوهن او الفتور! إن النفوس الأبية التي تعتمر بالإيمان بالله ثم الوطن لم ولن تسمح لأي كان أن يفت في عضدها او يفرض سطوته عليها مهما كلفها ذلك من ثمن إذا المهج والأنفس والأرواح ارتضى الشباب تقديمها بسخاء فداء للحرية والكرامة التي سقتها وتسقيها دماء زكية توزعت على طول وعرض التراب الليبي.

لقد قال الشعب كلمته وطفح الكيل ولم يعد هناك من مبرر لبقاء أي تشكيلات مسلحة خارج القانون تحت اي مسمى مصطنع! لم يعد مبررا بقاء ما يسمى بالدروع أو الألوية أو الكتائب التي تكونت في لحظات الغفلة ومنحها المجلس الانتقالي شرعية واهية مثل شرعية تكوينه العبثية! لقد آن الأوان لكل من حمل السلاح وتمترس خلف مسميات مصطنعة مثل اللجنة الأمنية العليا والدروع وغيرها ان يسلم سلاحه لقناتين شرعيتين لا ثالث لهما هما الجيش والشرطة, كفانا هذا العبث الذي صير من مدنيين لا يفقهون في العسكرية شيئا آمري الوية وكتائب!. لقد كان الهدف إسقاط القذافي وقد اسقط فما مبرر بقاء هذه التشكيلات المسلحة الآن داخل المدن والقرى؟! وما هو الدور الذي تقوم به الآن؟! وان كانت نواياهم صادقة فالحدود اولى بتواجدهم هناك وهي الآن مستباحة لكل من هب ودب!

الشعب مل وجود هذه الأجسام المصطنعة! والشعب لن يعترف الا بجيش وطني واحد تحت راية واحدة هي راية الوطن “ليبيا”, انه لا مجال اليوم للمماطلة أو التسويف, فكل من يمتشق السلاح خارج نطاق وسلطة الجيش الوطني هو غير شرعي وضد إرادة كل الليبيين وعليه ان يمتثل فورا لصوت الشعب الذي لا يعلو عليه صوت. أيها المسئولون في المؤتمر الوطني والحكومة, في وزارة الدفاع ورئاسة الأركان كفاكم مجاملة وكفاكم خوفا وارتجافا! بالله عليكم كم سبتا اسودا تريدون؟! الم يكفيكم ما أهدر من دماء وأرواح الليبيين! في معارك خاسرة كان طرفا فيها ما سميتم وجاملتم من هذه التشكيلات المسلحة! استمعوا لصوت الشعب الذي يصدح أمامكم بالحقيقة هاتفا لا للتشكيلات الثورية المسلحة تحت إي مسمى!

أيتها الكتائب الثورية والتشكيلات الميلاشوية تحت ستائر الجهوية والقبلية والحزبية!, بعد سبت بنغازي الدامي, لا مكان لكم بين الشعب الذي أمهلكم قرابة عامين!, فإما ان تنحازوا لشعبكم فتنسحبون بهدوء وتسلمون أسلحتكم وما في عهدتكم إلى الجيش أو الشرطة, والا فان الحسم الشعبي قادم وتيار الشعب سيجرفكم من جدوركم وسيلقي بكم في مزابل التاريخ!. ألا أفيقوا من أوهامكم وامسحوا عن أبصاركم غشاوة تحجب عنكم حقيقة ليبيا وشعبها الأبي. اعلموا أنه لا مكان لكم ولا مقام إذا خنتم الشعب وغدرتم به فتجاسرتم على طعنه حين كنتم توجهون في صلف وغرور نيران بنادقكم وحتى مدافعكم إلى صدور الأبرياء في بنغازي وغيرها من المدن الليبية. الشعب يصرخ فيكم قائلا: اخرجوا بلا أسف عليكم لأنكم من شوَه صورة الثورة التي مازلتم تزايدون بها وهي منكم براء! اغربوا عن وجوهنا وغادروا إلى حيث لا مكان ولا زمان لكم بيننا فما فعلتموه في حق الشعب اكبر من أن ينسى أو أن يحتمل!

ارحلوا ليعود لليبيا وجهها النظر بعبق الثورة وعطرها المضمَخ بدماء وعرق الشهداء والأحياء من المخلصين الصادقين! ارحلوا واتركونا نتدبر أمرنا وأمننا الذي نعرف وحدنا كيف نصونه وكيف نحميه اذهبوا بعيدا عنا احملوا معكم أجنداتكم وانتمائاتكم وعقائدكم,!..ارحلوا فقد مللناكم وسئمنا مشهدا انتم فيه!..ارحلوا واحملوا معكم نزواتكم وقيحكم وصديدكم!.. كفوا عنا عبثكم وخبثكم تأكدوا إن الشعب بعون الله أقوى منكم ومن كل من يقف ورائكم!.. ستغادرون حتما طوعا او قسرا!.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.