بعد فشل المحادثات.. قتلى باشتباكات «عنيفة» بين باكستان وأفغانستان

قتل أربعة أشخاص وأصيب أربعة آخرون في اشتباك مسلح بين القوات الباكستانية والأفغانية في منطقة سبين بولداك الحدودية بولاية قندهار الأفغانية مساء الجمعة.

وصرح المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية ذبيح الله مجاهد أن باكستان شنت هجمات على المنطقة، مؤكداً أن قوات طالبان كانت ترد على الهجوم، بينما صرح مسؤولون باكستانيون بأن القوات الأفغانية أطلقت قذائف هاون على منطقة باداني.

وانتشرت شائعات عن وقوع قتال على طريق تشامان-قندهار السريع، دون تأكيد رسمي لهذه الأنباء، وكشف ضابط كبير في مدينة كويتا أن تبادل إطلاق النار بدأ حوالي الساعة العاشرة مساء واستمر حتى وقت متأخر من الليل.

ولم تصدر شعبة الإعلام في الجيش الباكستاني ووزارة الخارجية أي بيان رسمي حول الاشتباكات، فيما يصل معبر تشامان الحدودي، المعروف باسم “بوابة الصداقة”، إلى مدينة قندهار بمحافظة بلوشستان الأفغانية، ويعد أحد المنافذ الحيوية للتبادل التجاري والحركة المدنية بين البلدين.

وأكد مسؤولون من باكستان وأفغانستان أن تبادل إطلاق النار جاء في وقت متأخر من مساء الجمعة، في ظل تصاعد التوتر بعد فشل جولة جديدة من محادثات السلام بين البلدين في وقت سابق من الأسبوع، دون ورود تقارير عن وقوع إصابات إضافية.

وأوضح المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد أن القوات الباكستانية شنت هجمات في منطقة سبين بولداك، بينما اتهم متحدث باسم رئيس الوزراء الباكستاني القوات الأفغانية بإطلاق نار غير مبرر على امتداد المنطقة الحدودية في تشامان.

وقال المتحدث الباكستاني مشرف زيدي إن باكستان ظلت في حالة تأهب تام وملتزمة بضمان وحدة أراضيها وسلامة مواطنيها، مشيراً إلى أن الجيش مستعد للتصدي لأي تهديد على الحدود.

ويأتي تبادل إطلاق النار بعد يومين من انتهاء جولة جديدة من محادثات السلام بين باكستان وأفغانستان في السعودية دون تحقيق أي تقدم ملموس، رغم الاتفاق على مواصلة وقف إطلاق النار الهش بين الطرفين، وتشكل هذه الجولة أحدث لقاء في سلسلة اجتماعات استضافتها قطر وتركيا والسعودية بهدف تهدئة التوتر الناتج عن الاشتباكات الحدودية التي وقعت في أكتوبر الماضي.

وتؤكد باكستان أن مسلحين متمركزين في أفغانستان نفذوا هجمات داخل أراضيها خلال الفترة الأخيرة، شملت تفجيرات انتحارية شارك فيها مواطنون أفغان، بينما تنفي كابول هذه الاتهامات مؤكدة أنها لا تتحمل مسؤولية الأمن داخل باكستان.

وشهدت الحدود بين البلدين في أكتوبر الماضي اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص، وهي الأشد منذ تولي طالبان السلطة في أفغانستان عام 2021، مما يعكس هشاشة الاتفاقات الأمنية وضرورة إيجاد حلول دبلوماسية عاجلة لتجنب المزيد من التصعيد.

ويمتد خط الحدود بين باكستان وأفغانستان لأكثر من 2500 كيلومتر ويعرف باسم “خط دوراند”، وقد شهد منذ تقسيم المنطقة عام 1893 نزاعات متكررة وعمليات مسلحة بين القبائل المحلية والجيشين الوطنيين، فيما ازدادت حدة التوتر بعد سيطرة طالبان على أفغانستان عام 2021 وعودة حركة المسلحين عبر الحدود، ما جعل التفاهمات الأمنية غير مستقرة وتحتاج إلى ضمانات دولية وإقليمية للسلام الدائم.

وفي تطور منفصل، وصف الجيش الباكستاني رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان بأنه “مريض عقلياً”، معتبرًا أن منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي وزياراته العائلية تُستغل لمهاجمة القوات المسلحة وبث الفرقة بينها، وأشار الفريق أول أحمد شريف شودري إلى أن خان يتسم بطموحات نرجسية سياسية تصل إلى حد اعتقاده أنه إذا لم يكن في السلطة فلا ينبغي أن يكون هناك أي شيء آخر، واعتبر أن لقاءاته في السجن تُستغل لنشر سموم ضد الجيش.

وتأتي تصريحات الجيش بعد منشور لخان على منصة “إكس” اتهم فيه رئيس أركان الجيش الجنرال عاصم منير بالانحدار الأخلاقي وتسبب ذلك في انهيار الدستور وسيادة القانون في باكستان، مؤكدًا أنه وزوجته محتجزان بتهم يعتبرها ملفقة ويخضعان للحبس الانفرادي ويواجهان ضغوطًا نفسية، بينما اعتبر ذوالفقار بخاري المتحدث باسم خان أن تصريحات الجيش تهدف إلى تمهيد مواجهة أشد قسوة مع حزبه وزيادة ضغوط السجن ومنع الاجتماعات المستقبلية معه.

ويذكر أن عمران خان (73 عامًا) مسجون منذ عام 2023 بعد إدانته بالفساد ويواجه سلسلة من التهم الأخرى.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً