تحركات عربية حاسمة.. ضغوط دبلوماسية لإنهاء حرب غزة والتحضير لمؤتمر سلام دولي

هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، المقترح الأميركي الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي طرحه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، ورفضه بشكل قاطع، معتبراً أن حركة “حماس” ستستغل أي هدنة لإعادة تسليح صفوفها والاستعداد لجولات قتال جديدة.

ووفقاً لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية، انتقد بن غفير موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المبادرة، واصفاً ذلك بـ”الخطأ الفادح”، ومشدداً على أن “الحل في غزة يجب أن يكون بقتلهم لا بالتفاوض معهم”.

وأضاف الوزير اليميني المتشدد: “أنا لا أقلق فقط على المخطوفين الموجودين في غزة، بل أيضاً على أبناء شعبنا وجنودنا”، مجدداً معارضته لأي تسوية دائمة مع حماس، أو أي صيغة اتفاق يمكن أن تعني وقفاً طويل الأمد لإطلاق النار.

من جهتها، علّقت حركة حماس على مقترح ويتكوف، مؤكدة أنها تعاطت مع المبادرة بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني، لكن من دون القبول الكامل بها. وأوضح وليد كيلاني، المسؤول الإعلامي للحركة في لبنان، أن إسرائيل “تراوغ” في المفاوضات، وتركز فقط على قضية تبادل الأسرى دون التزام واضح بوقف دائم للعدوان، وهو ما ترفضه الحركة.

في السياق ذاته، أفاد مصدر أميركي مشارك في المفاوضات لصحيفة إسرائيل هيوم أن رد حماس على مبادرة ويتكوف لم يكن إيجابياً بشكل كامل، لكنه يتضمن “عناصر إيجابية مهمة” يمكن البناء عليها لمواصلة الحوار.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تستمر فيه الضغوط الدولية على الجانبين للتوصل إلى اتفاق هدنة يضع حداً للقتال المستمر منذ شهور، وسط تباين واضح في المواقف بين أطراف الحكومة الإسرائيلية، وبين تل أبيب وواشنطن.

وفي سياق متصل، صعدت الدول العربية من تحركاتها السياسية والدبلوماسية لإنهاء الحرب في غزة، حيث عقدت اللجنة الوزارية العربية لقاءات في رام الله مع القيادة الفلسطينية، أعقبها مواقف وتصريحات حازمة بشأن الأزمة الإنسانية في القطاع وضرورة إنهاء الاحتلال.

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن وفد اللجنة الوزارية استمع لرؤية العاهل الأردني وتوافق مع القيادة الفلسطينية حول مسارات الحل.

وأوضح أن “منع إسرائيل لزيارة الوفد الوزاري العربي إلى رام الله يكشف عن غطرسة وعجرفة مرفوضة”، مؤكداً أن “الوضع في غزة أصبح كارثة إنسانية لا يمكن السكوت عنها”.

وأضاف عبد العاطي: “ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، ونسعى مع فرنسا للاعتراف بدولة فلسطينية، ونُحضّر لعقد مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار، ولا بد من التصدي لسياسة التهجير القسري من القطاع”.

من جانبه، أكد وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني أن بلاده تدعم عقد مؤتمر دولي للسلام في نيويورك هذا الشهر، وتواصل جهودها في مجلس الأمن للحصول على اعتراف كامل بدولة فلسطين داخل الأمم المتحدة. ودعا إلى وقف الحرب وإطلاق الرهائن وتأمين دخول المساعدات.

بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن “لقاء اللجنة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس كشف عن نقاط إيجابية جديدة”، مشيراً إلى أن التحرك العربي يمهد بشكل جدي لمؤتمر السلام الدولي في نيويورك، المزمع عقده لاحقاً هذا الشهر.

في السياق نفسه، شدد الرئيسان العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، واللبناني جوزيف عون خلال لقاء في بغداد على مواصلة دعم القضية الفلسطينية.

وأكدا أهمية قيام دولة فلسطينية مستقلة، داعيين إلى تخفيف حدة التوترات في المنطقة، واحترام السيادة الوطنية لدولها، وفي مقدمتها فلسطين وسوريا ولبنان.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً