استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان، في الكرملين، مؤكدًا أن روسيا تولي أهمية خاصة لعلاقاتها مع الإمارات العربية المتحدة.
وقال بوتين خلال المحادثات الرسمية: “يسعدني جدًا رؤيتكم مجددًا في موسكو، نولي أهمية خاصة للعلاقات مع الإمارات، وهناك تعاون نشط بين بلدينا على المنصات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، مجموعة بريكس، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي”.
وأشار بوتين إلى أن العلاقات الإنسانية بين البلدين تشهد تقدمًا ملموسًا، خصوصًا في مجالي التعليم والثقافة، مؤكدًا أن التعاون الثنائي في هذا المجال “في مستوى جيد”.
من جانبه، أكد محمد بن زايد أن الإمارات تسعى دائمًا إلى “تعزيز جسور التعاون” مع روسيا، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 11 مليار دولار، معربًا عن تطلعه إلى مضاعفة هذا الرقم، كما شكر بوتين على كرم الضيافة، معربًا عن أمله في أن تسفر الزيارة عن نتائج إيجابية ومثمرة للشعبين.
وعلّق رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الخميس، على زيارته الرسمية إلى موسكو ولقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدًا حرص بلاده على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع روسيا.
وكتب ابن زايد، في منشور على منصة “إكس” باللغة الروسية، أن الإمارات تسعى إلى تطوير العلاقات بما يخدم التطلعات التنموية المشتركة للبلدين.
وأشار إلى التزام الإمارات بنهج ثابت يقوم على دعم التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية، وترسيخ مبادئ السلام والاستقرار والازدهار إقليميًا ودوليًا، بما يصب في مصلحة الشعوب كافة.
وأكد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، استعداد بلاده لبذل كل جهد إضافي لتسهيل عمليات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، مشيداً بتسهيل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجهود الوساطة التي تقوم بها أبو ظبي في هذا الشأن الإنساني الحيوي.
وأوضحت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” أن بن زايد جدد شكره وتقديره لبوتين على التعاون والدعم في تسهيل عملية تبادل الأسرى التي شملت أكثر من أربعة آلاف أسير حتى الآن، مؤكداً أن العلاقات الإماراتية الروسية مبنية على أسس راسخة من الثقة والاحترام المتبادلين، وترتكز إلى إرث عريق من التعاون يمتد لأكثر من خمسة عقود.
هذا وشارك في المحادثات كل من رئيس الشيشان رمضان قديروف، ورئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميترييف، ووزير النقل الروسي أندريه نيكيتين.
ووفقًا للمكتب الصحفي للكرملين، يعتزم الجانبان دراسة الجوانب الرئيسية للتعاون الاقتصادي، مع التركيز على تنفيذ مشاريع محددة في مجالات الاستثمار والنقل، بالإضافة إلى توقيع عدد من الوثائق الثنائية ذات الصلة.
كما يتضمن جدول الأعمال مناقشة الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك تطورات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إضافة إلى القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.
هذا وبلغت قيمة التجارة غير النفطية بين الإمارات وروسيا 11.5 مليار دولار عام 2024، بزيادة 5% عن العام السابق، فيما سجل الربع الأول من عام 2025 نمواً استثنائياً بنسبة 76.3% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، ما يعكس متانة الشراكة الاقتصادية.
ويشمل التعاون بين الجانبين مجالات متقدمة أبرزها الفضاء، حيث تم إيصال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية عام 2019 بالتعاون مع “روسكوسموس”، كما وقّع الجانبان اتفاقيات لتوسيع الشراكة العلمية والتقنية.
كما شهد التبادل السياحي نمواً لافتاً، مع تسجيل أكثر من 1.9 مليون سائح روسي إلى الإمارات عام 2024، وتزايد إقبال المواطنين الإماراتيين على زيارة روسيا، مدفوعًا بنظام الإعفاء من التأشيرات وشبكة الطيران الواسعة بين البلدين التي تتجاوز 300 رحلة أسبوعيًا.
روسيا والإمارات توقعان مذكرة تعاون لتطوير النقل البري الذكي والذكاء الاصطناعي
وقّع وزير النقل الروسي أندريه نيكيتين، اليوم الخميس، مذكرة تعاون مع الإمارات العربية المتحدة في مجال النقل البري الذكي، تشمل تطوير تقنيات الطائرات دون طيار والذكاء الاصطناعي.
وأوضح نيكيتين عقب محادثاته مع المسؤولين الإماراتيين أن المذكرة تمثل خطوة مهمة لبدء العمل المشترك، تمهيدًا لاتفاق حكومي دولي بين البلدين.
تشمل الوثيقة أيضًا التعاون في نقل البضائع العابرة برًا عبر الأراضي الروسية، مع اهتمام خاص بالتعاون مع شركات النقل العربية وتبادل الخبرات التجارية.
وأشار الوزير إلى تشغيل الشاحنات المسيّرة حاليًا على الطريقين السريعين “إم-11″ و”تسيه كاد” في روسيا، مع خطط لإطلاقها العام المقبل على الطريق السريع “إم-12″، مشيرًا إلى امتلاك الإمارات لتقنيات مماثلة.
ووفقًا لوزارة النقل الروسية، تتضمن المذكرة التعاون لوضع أطر تشريعية وتطوير حلول استثمارية مشتركة في النقل الذكي، إلى جانب أبحاث وبرامج صناعية وتدريب فني، مع هدف التحول إلى نقل مستدام لتحقيق الحياد الكربوني.
الخارجية الروسية تستدعي القائم بالأعمال الإيطالي في موسكو
أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن استدعائها القائم بالأعمال الإيطالي جيوفاني سكوبا في 5 أغسطس الجاري، على خلفية استمرار الحملة الإعلامية المناهضة لروسيا في وسائل الإعلام الإيطالية وردود الفعل غير المتناسبة من السلطات الإيطالية تجاه رفض موسكو لبعض التصريحات الصادرة عن مسؤولين حكوميين إيطاليين ضد روسيا.
وأكدت الخارجية الروسية خلال اللقاء أن النشاط الإعلامي المعادي لروسيا في إيطاليا، بما في ذلك انتشار أخبار مزيفة ومقالات تحتوي على معلومات كاذبة، مدعوم بشكل كامل من الدوائر الحاكمة الإيطالية، ويساهم في تفاقم الأزمة في العلاقات بين البلدين.
وشددت الوزارة على أن استمرار تصوير روسيا كعدو لا يخدم مصالح الشعب الإيطالي ولا يعكس التقاليد الطويلة للصداقة والاحترام المتبادل بين شعبي البلدين.






اترك تعليقاً