بين مصراتة والزنتان تصالحاً وليس صلحاً.. ؟؟

بين مصراتة والزنتان تصالحاً وليس صلحاً.. ؟؟

انهيار منظومة القيم بفعل خساسة التجاذبات والصراعات السياسية والعسكرية الساعية للاستحواذ على السلطة بأي طريقة يجعلنا نرى هذا التصحر وهذا الهزال في تناول قيمة من أعظم قيم ديننا واخلاقنا، قضية الصلح تتطلب نوايا وافهام، حضور واستحضار مهارات وأدوات وهذا كله غير متوفر لدى الاطراف التي تدعي انها تبرم صلحا …الصلح يعني ويهم الجميع اما التصالح فهو لايعني ولايهم الا الاطراف المبرمة له فقط فعندما لانرى ليبيا والليبيين في هذا الامر فإننا في الحقيقة لانرى صلحا بل تصالحا يتم بين بعض مصراتة وبعضا من الزنتان ..وكون هذا التصالح في حقيقته يدور بين فريق ونفسه انما الاكاذيب والاطماع هي التي مزقته واظهرته لنا زورا بأنه اكثر من فريق ..فإنه لاقيمة حقيقية له كونه شأنا داخليا لفريق سياسي يحاول ان يصلح من شأنه ويرمم قدراته بعد ان اطاحت به شهواته لعله يقوى على مواجهة خصومه المتربصين به والقادرين على مايبدو الاطاحة به بعد ان ثبت فشله وقلة حيلته وانهكته مجموعة المتناقضات التي بنى نفسه عليها .
الصلح ايا كان لابد ان ينتج عنه نظام وانتظام وضوح ورسوخ ولكوننا لم نرى تبادلا للاسرى او ردا للمنهوبات والمسروقات ولم نشاهد اسفا و ندما على ماتم التفريط فيه من روح وطنية وقيم اخلاقية ..ولم نسمع انهما شكلا فريقا يذهب لكل من طالهم الأذى من صراعهما وتقاتلهما بحيث يتم تعويضهم والاسف منهم وارجاع ما تم اخده منهم ..ولم نرى شهودا من القضاة والمستنيرين على هذا الصلح المبرم فلا وعود ولا عهود تضمن عدم عودة الاقتتال وترك المغالبة بالقوة وافتكاك الامور بالعنوة ..فهذا يؤكد غياب الوعي بقيمة الوطن لدى هؤلاء وان ماتم ماهي الا تفاهمات خاصة .
سيستمر التخبط وسنرى تصرفات واعمال هوجاء ولن ينقدهم منها الا عودة الوعي واستعادة قيم المواطنة التي تتطلب التضحية والايثار وليس النهب والسطو ..ان تردي الاوضاع التي يعيشها الوطن ومواطنيه يتحمل اغلب وزرها هي هذه الاطراف التي ارتضت ان تجر لميدان هي غير مؤهلة لولوجه او الانخراط فيه..تم استغلال قدراتها على المناطحة في خدمة اغراض واهواء الاعداء ..اننا نطلب منهم عودة الوعي عبر اعادة روح المواطنة الحقة التي تفرض عليهما الالتزام بقواعد الدين والفضيلة حيث لاضرر ولاضرار حيث افضلنا انفعنا حيث الميدان الحقيقي ميدان الانتاج وليس ميدان السلاح والفتك بالناس وقطع ارزاقهم .. الدول لاتبنى بالاكاذيب والاراجيف والتبريرات بل بالاعمال المخلصة الخاضعة لسطوة القانون باب القدرة على خداع الناس باتت معدومة واللعب على العواطف وتحريك المشاعر صارت نوعا من الشعوذة والتدليس ..لقد استيقظ الناس من سباتهم وهم يرونكم تغامرون بحياتهم ومستقبل ابناءهم ..لقد رأوكم فقط وانتم تنهبون وتسرقون وتتقاتلون على ماتسرقون فلا يهمكم الا المال ولايشغلكم الا الدولار وكل شعاراتكم من الحرية والعدالة والاستشهاد هدفها المال وغايتها المنصب والكرسي والوزارة.. لم يروكم ولو مرة واحدة تصدقون.. لم يروكم تنتجون لم يروكم تضحون وتتعففون لم يروكم الا متشذقون مكابرون لاتعترفون ولاتقرون ولاتشبعون ..لهذا لامجال للخداع او التحايل فإننا لن ننخدع ما لم نرى بأعيننا ونتلمسه بايدينا ذلك الذي توعدون من استقامة وعدالة وتكافؤ فرص ..ليبيا اليوم في أزمة ويجب ان تدار بقانون الازمة وهذا يتطلب اناس متجردون محبون ومتيقظون وايضا مقبولون وهذا غير موجود حتى اللحظة .
اذا استمر الصراع على السلطة في ليبيا بهذه الطريقة البدائية البشعة فإن ليبيا كدولة عربية اسلامية واحدة موحدة ستختفي وسيكون اول ضحاياها هؤلاء مدعي الصلح والمصالحة .

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المنتصر خلاصة

كاتب ليبي

اترك تعليقاً