بعد أسبوع من المكاسب القوية.. «المعدن الأصفر» يتراجع

تراجعت أسعار الذهب في تعاملات اليوم الثلاثاء، بعد أن سجلت المعدن الأصفر أعلى مستوى لها خلال ستة أسابيع في الجلسة السابقة، نتيجة الضغوط الناتجة عن ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وعمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين.

وفي التفاصيل، انخفض الذهب في السوق الفورية بنسبة 0.3% ليصل إلى 4218.71 دولار للأونصة بحلول الساعة 06:21 بتوقيت غرينيتش. كما هبطت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة، المقرر تسليمها في ديسمبر المقبل، بنسبة 0.6% لتسجل 4250.70 دولار للأونصة.

وأوضحت تحليلات السوق أن ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل عشر سنوات، والتي استقرت قرب أعلى مستوى لها في أسبوعين، قلل من جاذبية الذهب كأداة استثمارية غير مدرة للعائد.

وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة “كيه سي إم تريد”: “يشهد الذهب أداء ضعيفًا اليوم، لكن الصورة الأساسية لم تتغير. لا تزال التوقعات تشير إلى احتمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وهو ما من شأنه دعم الذهب من ناحية العوائد المستقبلية”.

هذا ويشهد الذهب موجة صعود استثنائية خلال عام 2025، بعد أن تجاوز سعر الأونصة حاجز 4000 دولار للمرة الأولى في تاريخه، وسط توقعات ببلوغ مستويات قياسية جديدة خلال العامين المقبلين.

وتأتي هذه الزيادة مدعومة بالتحولات الاقتصادية العالمية، حيث يزداد الطلب على الذهب كملاذ آمن وأصل استراتيجي في محافظ المؤسسات والأفراد، في ظل استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتوقعات خفض أسعار الفائدة.

وأشار استطلاع للرأي أجرته منصة ماركي التابعة لـ “غولدمان ساكس” إلى أن أكثر من 70% من المستثمرين المؤسسيين يتوقعون استمرار الصعود خلال العام المقبل، مع تقديرات بأن يصل الذهب إلى مستويات بين 4500 و5000 دولار للأونصة بحلول نهاية 2026.

ويتوقع بعض الخبراء وصول السعر إلى 5000 دولار، بينما يرى آخرون أن أي انخفاض في الأسعار سيكون فرصة للشراء وليس إشارة على تراجع الاتجاه الصاعد.

وذكرت تقارير عدة، أبرزها دويتشه بنك، أن الذهب سيستمر في الصعود بفضل تراكم البنوك المركزية لاحتياطياتها من المعدن النفيس، واستمرار الطلب من صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، إضافة إلى تراجع الدولار الأميركي وتقلبات الأسواق المالية العالمية.

خبراء مثل عمرو زكريا عبده وحنان رمسيس وحسام الغايش يؤكدون أن الذهب سيظل أداة تحوط استراتيجية في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية المضطربة، وأن توقعات الوصول إلى 5000 دولار للأونصة تمثل مرحلة محتملة ضمن الاتجاه الصاعد للمعدن النفيس.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً