ترامب لـ«نتنياهو» بعد هجوم الدوحة: قرار «غير حكيم» ويجب أن لا يتكرر

استنكرت قطر تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن استضافة الدوحة مكتب حركة “حماس”، ووصفتها بأنها “متهورة”، مؤكدة أن استضافة المكتب جاءت في إطار جهود الوساطة التي طلبت منها كل من واشنطن وإسرائيل.

وجاء في بيان الخارجية القطرية أن نتنياهو “يحاول الإيحاء بأن الدوحة كانت تؤوي وفداً من حماس سرا لتبرير جريمة أدانها العالم أجمع”، في إشارة إلى الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مقر إقامة قادة الحركة في الدوحة يوم الثلاثاء، وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص، فيما أكدت حماس نجاة قياداتها المستهدفة.

وكان نتنياهو قد وجه تحذيراً للدوحة، قائلاً إن “إما أن تطردوا الإرهابيين أو تقدمونهم للعدالة، وإلا سنفعل ذلك نحن”، مشيراً إلى أن الضربة استهدفت “العقول المدبرة للإرهابيين الذين ارتكبوا مجزرة السابع من أكتوبر”.

من جانبه، وصف رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الهجوم الإسرائيلي بأنه “إرهاب دولة”، مؤكداً أن “الضربة قضت على أي أمل للرهائن المتبقين في غزة” وأن “منطقة الخليج برمتها في خطر”.

وأضاف أن الدوحة تعيد تقييم دورها في الوساطة ومستقبل حماس، مشيراً إلى أن “سيكون هناك رد من المنطقة”، وأن هذا الرد لا يزال قيد التشاور والمناقشة مع شركاء إقليميين.

وفي حوار مع وسيلة إعلام أمريكية، قال محمد بن عبد الرحمن: “ما حدث يُشكل سابقة خطيرة، ولا يتعلق فقط بسيادة قطر، بل بالقانون الدولي الذي أصبح موضع تساؤل، نتنياهو يقودنا نحو عالم فوضوي، ولن يوقفه شيء”.

وأشار إلى أن أول ضحية تم التعرف عليها هو ضابط قطري يبلغ من العمر 22 عاماً كان في مهمة لحماية المنشأة، إضافة إلى جثث فلسطينيين آخرين كانوا موظفين إداريين وليسوا قادة بارزين في حماس.

وأوضح أن هناك مصابين في حالة حرجة، بينهم ضابط قطري آخر، مشدداً على استمرار الجهود لتحديد ما إذا كان هناك مفقودون آخرون.

وتطرق رئيس الوزراء القطري إلى مستقبل استضافة أعضاء حماس في الدوحة قائلاً: “نعيد تقييم العملية برمتها ونجري حواراً مع الولايات المتحدة لفهم الوضع مستقبلاً، ما حدث غير مقبول، وهو ليس مجرد اعتداء على سيادتنا، بل على المنطقة بأكملها، ومنطقة مجلس التعاون الخليجي في خطر الآن”.

وأضاف: “إذا كان نتنياهو يعتقد أنه لن يُحاسب ويواصل تهديد الدول، فلا أعرف كيف سيتعامل العالم مع هذا، سنحمي سيادتنا وندافع عنها حتى النهاية”.

وأكد محمد بن عبد الرحمن أن محادثات المستقبل مع حماس غير واضحة حالياً، مشيراً إلى أن نتنياهو “كان يضيع وقتنا ولم يكن جاداً في المفاوضات”.

وأكد محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجب أن يُقدَّم للمحكمة الجنائية الدولية.

وقال آل ثاني: “يجب تقديمه للعدالة.. إنه مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية”، وأضاف أن نتنياهو، إلى جانب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، متهم بارتكاب جرائم حرب تتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية على غزة، مشيراً إلى أن كلاهما نفى ارتكاب أي مخالفات.

وتابع رئيس الوزراء القطري: “أعتقد أن شخصًا مثله يحاول إلقاء محاضرات عن القانون في الحرب، إنه يخرق كل قانون، بل يخرق كل القانون الدولي”.

في السياق، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن قراره باستهداف حركة حماس داخل قطر “لم يكن حكيماً”، وذلك خلال اتصال هاتفي وُصف بأنه حاد جرى يوم الثلاثاء عقب الغارة الإسرائيلية على الدوحة.

وبحسب الصحيفة، رد نتنياهو بأن الفرصة كانت قصيرة لشن الهجوم فاستغلها، قبل أن يجري اتصال ثانٍ بين الجانبين في وقت لاحق من اليوم نفسه اتسم بأجواء ودية، حيث استفسر ترامب عن مدى نجاح العملية.

وكان ترامب قد عبّر علناً عن انزعاجه من الهجوم قائلاً للصحفيين في واشنطن: “أنا ببساطة لست سعيداً بالوضع برمّته”، مشيراً إلى أن الهدف الأميركي يظل استعادة الرهائن لكنه غير راضٍ عن الطريقة التي جرت بها الأمور.

وفي تصريحات عبر منصته “تروث سوشيال”، أوضح ترامب أن قرار الهجوم على قطر اتخذه نتنياهو بشكل منفرد من دون تنسيق مع واشنطن، مضيفاً أن الجيش الأميركي أبلغ إدارته بالعملية أثناء وقوعها.

كما أعلن أنه وجّه وزير الخارجية ماركو روبيو لإتمام اتفاقية التعاون الدفاعي مع قطر، مؤكداً أنه بعث المبعوث ستيف ويتكوف لإبلاغ الدوحة بالهجوم الوشيك، لكن الأوان كان قد فات لوقف الضربة.

وشدد ترامب على أنه أكد للقطريين أن مثل هذا الأمر “لن يتكرر على أراضيهم”، معتبراً أن الهجوم المؤسف قد يشكّل في الوقت ذاته “فرصة للسلام”.

تفاصيل جديدة عن الهجوم الإسرائيلي في الدوحة… وتباين في المواقف بين واشنطن وتل أبيب

 تتواصل تداعيات الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقراً لقيادات حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، إذ كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس، عن تفاصيل إضافية حول طبيعة العملية ونتائجها.

وأفادت الإذاعة بأن سلاح الجو استخدم نحو عشر قنابل جوية، إلا أن الذخائر كانت محدودة التأثير بهدف تقليل الأضرار الجانبية وتجنب إصابة مواطنين قطريين في محيط المبنى المستهدف، وأوضحت أن أجزاء من الفيلا بقيت سليمة بالكامل رغم الضربة المركزة.

ووفق التقديرات الإسرائيلية، كان كبار مسؤولي حماس متواجدين في المبنى وقت الهجوم، غير أن المؤشرات الأولية ترجح عدم إصابتهم بشكل مباشر أو إصابتهم بجروح طفيفة فقط، فيما لا تزال احتمالية استهداف بعضهم قيد التحقق، وأشارت المصادر العسكرية إلى أن تقييم النتائج النهائية قد يحتاج عدة أيام إضافية.

وعلى الصعيد السياسي، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن قرار استهداف قيادات حماس داخل قطر “لم يكن حكيماً”، مشيراً إلى انزعاجه من تبعات الهجوم.

وبحسب الصحيفة، رد نتنياهو بأن الفرصة كانت سانحة ولم يكن ممكناً تفويتها، فيما جرى اتصال ثانٍ بين الزعيمين لاحقاً اتسم بأجواء ودية، حيث استفسر ترامب عن مدى نجاح العملية.

حزب الله: الهجوم الإسرائيلي على قطر عدوان أمريكي إسرائيلي وندعو العرب لدعم المقاومة

اعتبر الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادات حركة حماس في قطر يمثل “عدواناً إسرائيلياً أمريكياً بامتياز”، مؤكداً أن الهجوم جاء بضوء أخضر من الولايات المتحدة.

ونقلت قناة “المنار” عن قاسم قوله إن “عدوان الاحتلال على قيادات حماس في قطر هو عدوان خطير ومدان ولا يمكن الصمت عنه”، مضيفاً أن “هذا الهجوم ليس حدثاً استثنائياً بل جزء لا يتجزأ من مشروع إسرائيل الكبرى”.

وتساءل قاسم عن موقف الدول العربية من المقاومة، مشيراً إلى أن “من لا يريد دعم المقاومة فليمتنع عن ضربها أو الضغط عليها، لأن لا أحد قادر على مواجهة إسرائيل غيرها”. وأضاف أن “الوحدة التي تبنى على الحق تؤدي إلى الوحدة الوطنية في كل بلداننا”.

لافروف: روسيا تدين الهجوم الإسرائيلي على قطر وتؤكد تضامنها مع الدوحة

أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اتصالاً هاتفياً مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، أكد خلاله إدانة موسكو الشديدة للعمل العدواني الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة في 9 سبتمبر.

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف أعرب عن تضامن روسيا مع قيادة وشعب قطر، واعتبر الهجوم انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتعدياً غير مقبول على سيادة قطر ووحدة أراضيها.

كما قدم الجانب الروسي خالص التعازي لأسر وأصدقاء المواطنين القطريين الذين قضوا في الغارة، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين، فيما أعرب وزير الخارجية القطري عن امتنانه لموقف روسيا الواضح والمبدئي في دعم سيادة بلاده وحماية أراضيها.

قطر تشيع ضحايا القصف الإسرائيلي الذي استهدف مسؤولين من حماس في الدوحة

تستعد قطر، الخميس 11 سبتمبر 2025، لتشييع ضحايا القصف الإسرائيلي غير المسبوق الذي استهدف مقر إقامة مسؤولين من حركة حماس في العاصمة الدوحة، الثلاثاء الماضي، في حادث وصفته الحركة بـ”الهجوم الكارثي على وساطة قطرية حيوية”.

وأعلنت وزارة الداخلية القطرية عبر منصة “إكس” أن صلاة الجنازة ستقام عصر الخميس في جامع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وسيوار الضحايا في مقبرة مسيمير.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً