ترامب يجرى مكالمة مع الرئيس الصيني.. خطوة لاحتواء النزاعات التجارية

أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، اتصالاً هاتفياً مطولاً مع نظيره الصيني شي جين بينغ، استمر نحو 90 دقيقة، تناول خلالها الزعيمان قضايا تجارية معقدة وسط مناخ متوتر بين البلدين، وانتهى الاتصال – بحسب وصف ترامب – بـ”نهاية إيجابية للغاية لكلا الجانبين”.

وقال ترامب، في منشور على منصة “تروث سوشيال”، إنه بحث مع شي تفاصيل الاتفاق التجاري الذي تم التوصل إليه مؤخراً عقب محادثات جنيف، موضحاً أن المكالمة تركزت بشكل شبه كامل على المسائل الاقتصادية، لا سيما ما يتعلق بمنتجات المعادن النادرة، والتي تُعد محوراً حساساً في العلاقة التجارية بين القوتين.

وأضاف ترامب: “انتهيت للتو من مكالمة هاتفية مثمرة للغاية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، ناقشنا فيها بعض تعقيدات اتفاقيتنا التجارية، واتفقنا على خطوات عملية للمضي قدماً. فرقنا ستجتمع قريباً في مكان سيتم الإعلان عنه لاحقاً”.

وفي خطوة تشير إلى محاولة إعادة بناء الثقة، أعلن ترامب أن شي دعاه وزوجته لزيارة الصين، مضيفاً أنه بدوره وجّه دعوة مماثلة للرئيس الصيني. وقال: “كرئيسي دولتين عظيمتين، فإننا نتطلع لهذه الزيارات الثنائية لتعزيز العلاقات مستقبلاً”.

وأوضح الرئيس الأمريكي أن المحادثة لم تتطرق إلى ملفات السياسة الدولية مثل الحرب في أوكرانيا أو التوتر مع إيران، مشيراً إلى أن التركيز كان منصباً بالكامل على التعاون التجاري، وأن موعد ومكان الاجتماع المرتقب سيُعلَن عنه قريباً.

من جهته، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، في تصريحات نقلها التلفزيون المركزي الصيني، أن بلاده طبّقت ما تم الاتفاق عليه في جنيف “بشكل جاد وواعٍ”، داعياً واشنطن إلى “النظر بواقعية إلى التقدم المحرز ورفع الإجراءات السلبية المفروضة على الصين”.

وأضاف شي أن الجانبين بحاجة إلى “تعزيز التبادلات في مجالات متعددة، من الدبلوماسية والتجارة إلى التعاون العسكري وإنفاذ القانون”، مؤكداً أهمية بناء توافق مشترك وتقليص سوء الفهم وتعزيز الثقة والتعاون.

ويأتي هذا الاتصال بعد إعلان البيت الأبيض قبل يومين عن احتمال إجراء مكالمة مماثلة خلال الأسبوع الجاري، وسط ترقب إعلامي واسع، خاصة في ظل استمرار الخلافات التجارية على الرغم من الاتفاق المبدئي الذي تم في مايو الماضي بشأن تخفيض بعض الرسوم الجمركية.

وتشير التوقعات إلى أن المحادثة ركزت على ملفات الخلاف التجاري التي لا تزال قائمة، في وقت يشهد فيه الملف توترات متبادلة بين الجانبين، مما يجعل هذا الحوار بمثابة محاولة لكسر الجمود وإعادة المسار إلى طور المفاوضات البناءة.

وفي وقت سابق، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ “صارم للغاية ومن الصعب للغاية التوصل إلى اتفاق معه”، معبراً في الوقت ذاته عن تقديره وحبه له.

ونشر ترامب تصريحاته على منصته “تروث سوشيال” قائلاً: “أنا أحب الرئيس شي، ودائماً ما أحببته وسأظل كذلك، لكنه صارم جداً ومن الصعب للغاية التوصل إلى اتفاق معه”، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.

هذا وارتفعت حدة التوترات بين واشنطن وبكين بعدما اتهم ترامب الصين بانتهاك اتفاق سابق يهدف إلى خفض الرسوم الجمركية وتخفيف الحواجز التجارية، وهو ما نفاه الجانب الصيني مؤكدًا استعداده لمواصلة الحوار، في حين تعبر الولايات المتحدة عن قلقها من بطء وتيرة التنفيذ.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً