حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، من أن رد بلاده سيكون “جادا وساحقا” في حال شنت أوكرانيا ضربات داخل الأراضي الروسية باستخدام أسلحة بعيدة المدى.
واعتبر بوتين أن أي هجوم من هذا النوع يشكل تصعيدًا خطيرًا للنزاع القائم، مؤكدًا أن “أي ضربات في عمق روسيا ستكون تصعيدًا واضحًا، والرد الروسي سيكون جادًا وساحقًا”.
وفي الشأن الاقتصادي، شدد بوتين على أن قطاع الطاقة في روسيا لا يزال يشعر بالثقة، رغم بعض الخسائر المتوقعة بسبب العقوبات الدولية.
وأضاف أن إسهام روسيا في توازن الطاقة العالمي يظل أمرًا بالغ الأهمية، مشيرًا إلى تأثير موقف روسيا في إمدادات النفط على أسعار الأسواق العالمية.
وقال إن أي تراجع حاد في حجم النفط الروسي في الأسواق العالمية سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، بما في ذلك داخل الولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بالعقوبات الأمريكية الجديدة، أكد بوتين أن هذه العقوبات تمثل “محاولة للضغط على روسيا”، لافتًا إلى أن “لا يوجد بلد محترم يفعل شيئًا تحت الضغط”.
وأوضح أن هذه العقوبات لن تؤثر على الاقتصاد الروسي بشكل كبير.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعرب بوتين عن رغبة روسيا في مواصلة الحوار، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربما هو من طلب تأجيل القمة التي كانت مقررة بين الجانبين في بودابست.
وكان أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، إلغاء الاجتماع المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بودابست، موضحًا أنه لم يرَ الوقت مناسبًا لتحقيق الأهداف المرجوة، مع تأكيد إمكانية عقد اللقاء في وقت لاحق، وفق ما نقلته وكالة “سبوتنيك عربي”.
وجاء ذلك خلال لقاء ترامب مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، بينما كان من المقرر أن يجري بوتين وترامب مكالمتهما الهاتفية الثامنة لهذا العام يوم 16 أكتوبر.
وفي خطوة موازية، أكدت وزارة الخزانة الأمريكية استمرار واشنطن في الدعوة إلى تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا، مع التشديد على أن نجاح عملية السلام يعتمد على استعداد روسيا للتفاوض بحسن نية.
كما نفى ترامب مزاعم وسائل إعلامية بأن الولايات المتحدة سمحت لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية، مؤكداً أن أمريكا ليست لها أي علاقة بهذه الصواريخ.
وعلى الصعيد الاقتصادي والدبلوماسي، صرّح ترامب أن اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية يمكن أن يسهم في ممارسة تأثير كبير على بوتين للتوصل إلى تسوية في النزاع الأوكراني.
وأضاف أن ملف روسيا وأوكرانيا سيكون أحد محاور النقاش، إلى جانب إمكانية التوصل لاتفاق تجاري بين واشنطن وبكين، في ظل تصاعد التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين عالميين بعد قرار الصين فرض قيود على صادرات المعادن النادرة والتكنولوجيا ذات الصلة.
وفيما يخص العقوبات على روسيا، أوضح الرئيس الأمريكي أنه يؤجل فرض قيود جديدة على أمل التوصل إلى اتفاق تسوية في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن العقوبات تكلف الولايات المتحدة مليارات الدولارات، وأن الغرب يعاني من ضعف تأثيرها رغم استمرار الضغوط على موسكو.
هذا التطور يأتي في ظل تباين مواقف إدارة ترامب بشأن الضغوط على روسيا، حيث أعلن وزير الخزانة سكوت بيسنت عن استعداد واشنطن للإعلان عن عقوبات جديدة خلال اليومين المقبلين، في حين أعلن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ تعليق مشروع قانون عقوبات إضافية مؤقتاً.






اترك تعليقاً