أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأحد 27 يوليو 2025، التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي ينص على خفض الرسوم الجمركية إلى 15%، في خطوة أنهت شهوراً من التصعيد والتوتر بين الجانبين، وفتحت الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي عبر الأطلسي.
وجاء هذا الإعلان عقب اجتماع حاسم في اسكتلندا جمع ترامب برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في وقت كانت فيه الأسواق العالمية تترقب مصير التهديدات الأمريكية السابقة التي تضمنت فرض رسوم تصل إلى 30% على واردات أوروبية اعتباراً من 1 أغسطس، بعد تهديدات مماثلة في 12 يوليو (30%) و2 أبريل (20%).
وأكد ترامب أن الاتفاق “مرضي للطرفين”، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي لن يفرض رسوماً على الصادرات الأمريكية.
وأوضح أن قطاع الأدوية قد يُستثنى من الاتفاق، معتبراً أنه “شيء خاص جداً”، وهو ما أثار تحفظات أوروبية نظرًا لأهمية صادرات الأدوية الأوروبية إلى السوق الأمريكية.
من جهتها، أشادت فون دير لاين بالاتفاق ووصفته بأنه “يعزز الاستقرار والقدرة على التنبؤ” ويجنّب الشركات على جانبي الأطلسي أضراراً اقتصادية جسيمة.
في وقت سابق من يوليو، كتب ترامب عبر منصته “تروث سوشيال”: “السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك ستواجه تعريفات بنسبة 30% بدءاً من 1 أغسطس”.
وفي رسالة رسمية إلى فون دير لاين، وصف العلاقة التجارية مع أوروبا بأنها “الأكبر في العالم”، وأكد: “رغم العجز التجاري الكبير، قررنا المضي قدمًا نحو تجارة أكثر توازنًا وعدلاً”.
وكان الاتحاد الأوروبي استعد لرد مضاد يشمل تعريفات على سلع صناعية وزراعية بقيمة 95 مليار يورو، وفق قوائم أعدّتها المفوضية بالتنسيق مع العواصم الأوروبية.
وحذّرت فون دير لاين من أن فرض الرسوم كان سيؤدي إلى “تعطيل سلاسل التوريد” وضرر مباشر للمستهلكين والمرضى.
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وصفت تهديدات ترامب بأنها “خيار سيء لكنه ليس كارثياً”، فيما قال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا وصفها بـ”الابتزاز غير المقبول”.
هذا وتزامناً مع الاجتماع، خرجت احتجاجات في شوارع بريطانيا ضد سياسات ترامب، لا سيما في ملف الهجرة والحرب في غزة، في حين لقي الرئيس الأمريكي استقبالاً حافلاً في مطار غلاسكو بريستويك حيث رافقه نجلاه إريك ودونالد جونيور.
أمريكا تحسم قرارها: الرسوم الجمركية تدخل حيز التنفيذ في 1 أغسطس دون تأجيل
أعلن وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، الأحد، أن التعريفات الجمركية التي قررها الرئيس دونالد ترامب ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس دون تمديد أو تأجيل، مؤكدًا أن ما وصفه بـ”فترة التراخي” في هذا الملف قد انتهت.
وفي تصريح عبر برنامج “فوكس نيوز صنداي”، قال لوتنيك: “لا تمديدات. لا فترات سماح. التعريفات ستبدأ كما هو مقرر في الأول من أغسطس”، في إشارة إلى إنهاء النمط المتبع منذ أشهر والمتمثل بتأجيل تطبيق الرسوم أو تعليقها في اللحظات الأخيرة، وهي سياسة كانت الأسواق تسميها “صفقة التاكو – ترامب يتراجع دائمًا”.
وتأتي هذه الخطوة بعد إرسال إدارة ترامب خطابات رسمية هذا الشهر إلى عشرات الدول، تحدد فيها نسب الرسوم الجديدة، التي تُعد الأعلى منذ عام 1911، بمتوسط يزيد على 20% وفق تقديرات مختبرات ميزانية جامعة ييل.
ورغم إشارات التضخم، أصر الوزير على أن الأثر سيكون محدودًا على الأسعار، قائلاً: “عدد قليل جدًا من المنتجات سيشهد تغيّرات فعلية في الأسعار”.
وفي خطوة لطمأنة الأسواق، كشف لوتنيك عن توقعات متفائلة بتحقيق ما لا يقل عن 700 مليار دولار سنويًا من الإيرادات الجمركية، وربما تصل إلى تريليون دولار، وهو رقم يفوق بكثير العائدات الحالية المقدرة بنحو 30 مليار دولار شهريًا.
ومن المقرر أن يلتقي ترامب مسؤولين من الاتحاد الأوروبي، فيما تبدأ جولة ثالثة من المفاوضات مع الصين هذا الأسبوع، وسط استمرار تعثر محادثات مماثلة مع كل من كندا، المكسيك، الهند وكوريا الجنوبية.
واشنطن وبكين تعتزمان تمديد هدنة الرسوم الجمركية 90 يوماً خلال محادثات السويد
أفادت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن الولايات المتحدة والصين تستعدان لتمديد تعليق الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوماً إضافية، خلال جولة جديدة من المحادثات التجارية تنطلق الإثنين في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وذكرت الصحيفة أن الجولة الثالثة من المفاوضات بين أكبر اقتصادين في العالم ستركز على قضايا تجارية شائكة، وسط اتفاق مبدئي على تجنب أي تصعيد في الحرب التجارية أو فرض رسوم إضافية خلال فترة التمديد.
وتأتي هذه التطورات بعد أشهر من التوترات التجارية، التي تفجرت إثر فرض واشنطن، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، رسوماً بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية في فبراير، لتتضاعف لاحقاً إلى 145% في بعض الحالات. وردّت بكين بخطوات مماثلة طالت الموردين الأمريكيين بنسبة وصلت إلى 125%.
لكن في مايو، اتفقت الدولتان على خفض مؤقت للرسوم إلى 10% ولمدة 90 يوماً، وهي المهلة التي يبدو أنها ستُمدد الآن لتمنح الجانبين مساحة إضافية للتفاوض وتجنب تداعيات اقتصادية أوسع.
المحادثات تكتسب أهمية خاصة في ظل سعي الطرفين إلى احتواء التوترات التي أثّرت على التجارة العالمية وأسواق المال، بينما يرافقها حراك اقتصادي لافت، تضمن زيارة وفد من كبار رجال الأعمال الأميركيين إلى الصين، في مؤشر على الرغبة في إعادة بناء الثقة وتعزيز التعاون التجاري.





اترك تعليقاً