تركيا ترفض إملاءات واشنطن حول «آيا صوفيا»

أعربت وزارة الخارجية التركية عن استغرابها حيال بيان نظيرتها الأمريكية حول آيا صوفيا، وأكدت أنه لا يحق لأحد أن يتحدث عن تركيا بأسلوب التحذير والإملاءات.

ونقلت وكالة “الأناضول” عن بيان للناطق باسم الخارجية التركية حامي أقصوي: “نستغرب البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية بشأن آيا صوفيا”.

وأكد أن بلاده اتخذت خطوات “ثورية صامتة” لحماية حرية الدين والمعتقد التي يكفلها الدستور والقوانين لجميع المواطنين في تركيا دون تمييز.

وأشار إلى أنه انطلاقاً من تقاليد التسامح النابعة من ثقافة وتاريخ تركيا، فإن جميع الصروح الثقافية في البلاد بما فيها آيا صوفيا يتم حمايتها بشكل حريص ودقيق.

وأضاف: “نحافظ بحرص على القيمة التاريخية والثقافية والمعنوية لآيا صوفيا منذ أن دخلت في ملكية دولتنا بعد فتحها”.

ولفت إلى أن آيا صوفيا مثل جميع الصروح الثقافية هي ملك لتركيا، موضحاً أن “كافة حقوق التصرف عليها هو شأن يخص وزارة الداخلية في إطار الحقوق السيادة لتركيا، ومن حق الجميع أن يعربوا عن أفكارهم بكل حرية”.

وأكد أنه لا يحق لأحد أن يحذر ويفرض إملاءات في موضوع يتعلق بالحقوق السيادية لتركيا.

وفي وقت سابق الأربعاء، دعت الخارجية الأمريكية، تركيا إلى الحفاظ على وضع “آيا صوفيا” كمتحف في إسطنبول.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في بيان، إن تركيا تدير “آيا صوفيا” كمتحف منذ نحو قرن من الزمان.

وأضاف: “كمثال على احترام التقاليد الدينية للجمهورية التركية وللعصور المختلفة، ندعو حكومة تركيا إلى مواصلة الحفاظ على آيا صوفيا كمتحف، وضمان بقاء المكان متاحا للجميع”.

وفي سياقٍ ذي صلة، قال وزير العدل التركي عبد الحميد غُل، في وقت سابق، إن مسألة صرح “آياصوفيا” خاضعة لسيادة الجمهورية التركية.

ونقلت وكالة “الأناضول” للأنباء عن غُل تأكيده، أن “كسر قيود آياصوفيا وفتح أبوابه للعبادة رغبة مشتركة لدينا جميعا وهي تنفيذ لوصية السلطان محمد الفاتح”.

وأضاف الوزير: “آياصوفيا المسجد الوحيد الذي يجري دخوله بأجرة، والقانون يقضي بإزالة هذا الأمر المشين”.

يُشار إلى أن آيا صوفيا هو معلم تاريخي مشهور في الضفة الأوروبية من مدينة إسطنبول، وقد كانت عند نشوئها كاتدرائية أرثوذكسية شرقية سابقًا قبل أن يتحول إلى مسجد على يد السلطان العثماني محمد الفاتح، ومن ثم إلى متحف ديني عام 1935.

واستخدم الصرح لمدة 481 عاماً مسجدًا، وتم تحويله إلى متحف عام 1934، ويعتبر صرح “آياصوفيا” من أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.

وفي مارس 2019، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا تخطط “لإعادة آيا صوفيا إلى أصله، وليس جعله مجانيا فقط، وهذا يعني أنه لن يصبح متحفًا، وسيسمى مسجدًا”.

وشدد على أن مسألة إعادة تحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد “مطلب يتطلع إليه شعبنا، والعالم الإسلامي، أي أنه مطلب للجميع، فشعبنا مشتاق منذ سنوات ليراه مسجدًا”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً