تشكيل حكومة إنقاذ وإعلان الطوارئ

تشكيل حكومة إنقاذ وإعلان الطوارئ

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

متى يستشعر الساسة الذين جاءت بهم الصدف الى سدة الحكم في ليبيا! حقيقة الأمر وخطورة الموقف الذي تعيشه البلد الآن؟! متى يدركون أنهم في مأزق وان البلد يتأزم بهم مطلع كل يوم؟! متى يتنازلون عن نرجسيتهم التائهة بهم خلف سراب الكراسي التي أغوتهم بالتمسك بها والاستمرار على حالة القعود فيها وهم نصف نيام؟! متي يفيقون من سباتهم العميق ويدركون أنهم مجرد خشب مسندة لا تهش ولا تنش!؟ وأنهم رقما بلا رصيد في حسابات الأقوياء الذين يحكمون ليبيا الآن من الداخل أو الخارج!

أيها السادة المصابون بعمى الألوان فما عدتم تميَزون بين لون الدم القاني المنسكب في شوارعنا وطرقاتنا وفي مدننا وقرانا من فلذات أكبادنا الذين يموتون يوميا في معركة غير شريفة طرفاها الإخوة والأشقاء!. وبين مشروب العنب العادي او المعتَق الذي تغص به موائدكم العامرة في الفنادق والاستراحات !.. أيها السادة المندفعون بشهوة السلطة وما تابعها, المتطلعون الى أمل زائف حجب عنكم جماهير شعبكم المتطلعة إلى واقع جديد يليق بحجم التغيير الذي حدث ويضاهي مستوى التضحيات الجسام من الأرواح والدماء خلال تسعة أشهر من عمر الانتفاضة وما تلاها مما يقارب السنتان من عمر ارتداداتها المستمرة! أيها السادة هل من وقفة مراجعة صريحة مع النفس بحجم الصدمة التي توقظ ضمائركم فتستدركون جسامة ما ارتكبتموه من ذنب في حق الوطن ولو بغير قصد!؟

يا أعضاء المؤتمر الوطني الآن بعد مضي عام كامل على حكومة زيدان ماذا انتم فاعلين؟! وانتم تختصمون في مسألة حجب الثقة عن حكومة مفلسة لا تملك من أمرها شيئا؟! ألا تستشعرون خطورة المرحلة وتسعون مخلصين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان؟, وهل يخفى عليكم ان الوضع مأزوم ويزداد تعقيدا وانه لا سبيل لحلحلة الأمر إلا من خلال التعامل معه من منظور الأزمة, ما يحتم عليكم المبادرة بتكليف حكومة أزمة يسندها إعلان حالة الطوارئ العامة في كل ليبيا . لا نعتقد أن الوضع يحتمل التباطؤ أكثر أو الانتظار فالبلد قادم على استحقاقات أمنية كبيرة لا ترفدها الا حالة طوارئ, والبلد قادم على استحقاقات سياسية ودستورية كبيرة أيضا لا يقدرعليها إلا بتشكيل فريق محدود من الكفاءات الوطنية في حكومة إنقاذ وطني مصغَرة تشمل قطاعات حساسة يمكن أن تشمل ما يلي:

1- حاكم عسكري يتولى تصريف كافة شئون الدولة خلال فترة مؤقتة تحت حالة الطوارئ مدتها سنة كاملة ويشرف مباشرة على إعادة تفعيل الجيش الليبي

2- تتبعه مجموعة وزارات وهي: وزارة الداخلية والأمن العام – وزارة الخارجية – وزارة الحكم المحلي والخدمات- وزارة الوفاق الوطني والمصالحة الوطنية – وزارة النفط والمالية اما باقي الوزارات القائمة الآن فتبقى تعمل كهيئات عامة تتبع مباشرة الحاكم العسكري.

3- يتفرغ المؤتمر الوطني لموضوع انتخاب لجنة الدستور ومن ثم متابعة كتابة الدستور وصياغته والاستفتاء عليه

هذا من وجهة نظرنا مفتاح الطريق للخروج من الوضع المتأزم حاليا فلا مجال لمزيد من التجريب وتفويت الفرص فقد تبين الرشد من الغي وعرفت مآلات الأجندات الحزبية والقبلية والجهوية التي لا يوقف عبثها الا الإقدام على خطوة جريئة بحجم تكليف فريق لحكومة إنقاذ وطني نسأل الله أن يعين المخلصين من أبناء الوطن لينهضوا بليبيا وينتقلون بمركبها إلى شاطئ الأمان.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

اترك تعليقاً