تصاعد التوتر أم بوادر سلام.. محادثات إسطنبول تفتح نافذة أمل في قلب النزاع الأوكراني

شهدت الساعات الماضية تطورات دبلوماسية مهمة، حيث أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، ناقشا خلاله نتائج المحادثات التي جرت بين وفدي روسيا وأوكرانيا في إسطنبول يوم الاثنين، وسط أجواء من التفاؤل بحصول تقدم ملموس نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

وأكد فيدان في اتصال هاتفي مع روبيو أن روسيا وأوكرانيا اتفقتا على جولة جديدة من المفاوضات، مع ترقب انعقاد اجتماع مباشر بين الوفدين قريبًا، ما يفتح نافذة أمل جديدة أمام وقف نزيف الدماء.

وقال مصدر في وزارة الخارجية التركية لوكالة “سبوتنيك” إن المحادثات التي استمرت لأكثر من ساعة في قصر سيراغان باسطنبول، برئاسة مساعد الرئيس الروسي فلاديمير ميدينسكي، شهدت تركيزًا واضحًا على النتائج وأرست قواعد جولة المفاوضات القادمة.

وفي المقابل، في بودابست، أبدى وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو تفاؤله بالجهود الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب لحل الأزمة الأوكرانية، مؤكدًا أن أوروبا الغربية تحاول عرقلة هذه المساعي، لكنه أثنى على التزام واشنطن بإيقاف الحرب رغم الضغوط. كما أكد على أهمية إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الولايات المتحدة وروسيا لتحقيق السلام.

بينما شهد الملف العسكري مفاجأة بعد إعلان غياب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث عن اجتماع المجموعة الدولية لتنسيق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، في وقت تحاول واشنطن حشد دعم أكبر للجيش الأوكراني.

في الوقت ذاته، عبرت الصين عن موقف حازم يؤكد أن الحوار والمفاوضات هي السبيل الوحيد لتسوية النزاع، داعية جميع الأطراف للتهدئة وضبط النفس، عقب سلسلة الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية الروسية التي اعتبرتها موسكو هجمات إرهابية.

وفي خطوة سياسية مثيرة، حذر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان من مخاطر انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن ذلك سيؤدي إلى استنزاف أموال أوروبا ودفع الأزمة إلى مزيد من التعقيد، مؤكدًا أن المجر لن تسمح بمثل هذا السيناريو.

وعلى الصعيد العسكري الأوكراني، أعلن الرئيس زيلينسكي تعيين قيادات جديدة لقواته المشتركة وقوات الهجوم الجوي وقوات الأنظمة المسيّرة، في محاولة لتقوية الجبهة العسكرية وسط تصعيد مستمر.

وتبقى الأنظار مشدودة نحو جولات المفاوضات القادمة، وسط تساؤلات عن إمكانية تحقيق اختراق حقيقي في النزاع الذي قلب موازين القوى الإقليمية والدولية، وهل ستنجح الدبلوماسية في إنقاذ المنطقة من دوامة الحرب؟ الأيام القادمة تحمل الإجابة.

بوتين يعقد اجتماعًا هامًا لكبار المسؤولين الروس لمواجهة الهجمات الإرهابية الأوكرانية ويؤكد استمرار العمليات العسكرية

عقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اجتماعًا طارئًا مع كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين والسياسيين في روسيا، لمناقشة تصاعد الهجمات الإرهابية الأوكرانية على السكك الحديدية والمطارات داخل الأراضي الروسية.

وخلال الاجتماع، أكد بوتين أن القوات الأوكرانية تعاني من هزائم متتالية في ساحة المعركة، محذرًا من أن وقف العمليات القتالية سيُستغل لضخ المزيد من الأسلحة إلى كييف، ومواصلة التعبئة القسرية، والتحضير لهجمات إرهابية جديدة.

وهاجم بوتين السلطات الأوكرانية بقوله إنها تفتقر إلى الثقافة السياسية وتُهين من يرغبون في التفاوض معهم، مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك تكبدت خسائر فادحة وغير مبررة، وأن الهجمات الإرهابية في كورسك وبريانسك كانت قرارات سياسية اتخذتها كييف.

وفي تعليق على طلب كييف عقد قمة، قال بوتين: “من يتفاوض مع الإرهابيين أصلاً؟”، مضيفًا أن الجرائم المرتكبة ضد المدنيين عشية الجولة الثانية من مفاوضات روسيا وأوكرانيا تهدف لتعطيل الحوار.

وأكد بوتين أن روسيا تخشى تحول النظام غير الشرعي في كييف إلى منظمة إرهابية، مستندًا إلى الهجمات المتكررة على المدنيين، واصفًا رعاة كييف بأنهم متواطئون مع الإرهابيين.

وأضاف: “كييف اتجهت إلى تنظيم هجمات إرهابية في محاولة لترهيب روسيا وسط خسائرها على الجبهة، حيث أن السلطة بالنسبة لهم أهم من السلام وحياة الناس.”

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الجانب الأوكراني لم يقدم أي مقترحات ملموسة بشأن تشكيل وفد التفاوض الروسي، محذرًا من ضرورة عدم الرضوخ لاستفزازات كييف التي تهدف إلى تعطيل العملية السياسية.

وأشار لافروف إلى أن رفض الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي اقتراح روسيا بوقف إطلاق نار مؤقت لجمع القتلى والجرحى كان “خطأ فادحًا”، مشددًا في الوقت ذاته على أن جولتي المفاوضات في إسطنبول أسفرتا عن نتائج ملموسة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً