فرضت وزارة الخزانة الأميركية، حزمة عقوبات جديدة استهدفت شبكة تهريب نفط مرتبطة بإيران، ومؤسسة مالية تابعة لحزب الله اللبناني، في خطوة تعكس تصعيداً ملحوظاً في الضغوط الاقتصادية الأميركية على طهران وحلفائها، بعد أيام من الضربات العسكرية التي طالت منشآت نووية إيرانية.
وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن شبكة شركات يديرها رجل أعمال يحمل الجنسيتين العراقية والبريطانية قامت منذ عام 2020 بتهريب كميات ضخمة من النفط الإيراني تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، عبر عمليات تمويه معقدة شملت خلط الخام الإيراني بالنفط العراقي وبيعه على أنه نفط عراقي خالص.
وشملت العقوبات أيضاً سفناً تشارك في عمليات نقل سرية ضمن ما يعرف بـ”أسطول الظل” الإيراني، إضافة إلى مسؤولين وكيانات مالية متورطة في معاملات تُدرّ إيرادات ضخمة لإيران وحزب الله، منها مؤسسة “القرض الحسن” اللبنانية.
وأكد وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أن بلاده “ستواصل استهداف الموارد المالية التي تغذي الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار”، مشدداً على أن العقوبات الجديدة تمنع الأفراد والكيانات المُدرجة من التعامل مع المواطنين الأميركيين أو الوصول إلى النظام المالي الأميركي.
إسرائيل تتوعد إيران بـ”ردع دائم”
بالتوازي مع التصعيد الاقتصادي، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الجمعة، بوضع “خطة تضمن عدم تهديد إيران لإسرائيل مجددًا”، مؤكداً ضرورة الحفاظ على التفوق الجوي والاستخباراتي للجيش الإسرائيلي بعد الحرب التي اندلعت بين البلدين منتصف يونيو واستمرت 12 يوماً.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، إن “العملية العسكرية انتهت لكن المعركة لم تنته بعد”، معتبراً أن عدم التحرك كان سيكلف إسرائيل ثمناً أكبر في المستقبل، فيما تواصل إسرائيل استهداف شخصيات تابعة لفيلق القدس في لبنان وسوريا.
طهران.. الضربات لم تمر بلا رد
من جانبها، أكدت طهران التزامها بمعاهدة حظر الانتشار النووي، لكنها شددت على أن قواتها المسلحة “ستتصدى بقوة لأي اعتداء جديد”، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية الإيرانية تمكنت من التصدي للهجمات الأميركية والإسرائيلية.
وتأتي هذه التطورات بينما يجري الحديث عن محادثات محتملة بين واشنطن وطهران في أوسلو الأسبوع المقبل، وسط مساعٍ دبلوماسية لتخفيف التوتر وإحياء المفاوضات النووية المتوقفة.
ترامب يكشف تفاصيل مثيرة عن الضربة الإيرانية: “اتصلوا بكل احترام وطلبوا الإذن بإطلاق 14 صاروخاً.. فسمحت لهم”
أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجدل مجددًا بتصريحات لافتة بشأن الضربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة، مؤكدًا أن طهران أبلغت واشنطن مسبقًا بنيّتها قصف قاعدة أميركية في قطر، ردًا على الضربات الجوية التي نفذتها القوات الأميركية ضد منشآت نووية إيرانية.
وخلال خطاب ألقاه، الجمعة، بمناسبة وطنية عقب إقرار قانون ضريبي جديد، قال ترامب بسخرية: “الإيرانيون اتصلوا بنا بكل احترام ليطلبوا الإذن بإطلاق 14 صاروخاً.. فقلت لهم: تفضلوا”، مشيرًا إلى أن الصواريخ الإيرانية كانت “عالية الجودة وسريعة جدًا”، لكنها “أُسقطت جميعًا بسهولة”.
وفي السياق نفسه، أشاد ترامب بالعملية الجوية التي قال إنها دمرت البرنامج النووي الإيراني بالكامل، مشيرًا إلى أن العملية شاركت فيها أكثر من 30 طائرة تزويد بالوقود، إضافة إلى مقاتلات شبح من طراز B2. وأضاف: “كانت عملية دقيقة وناجحة نفذناها بكفاءة عالية”.
وأوضح أن وكالة الطاقة الذرية أكدت تدمير المنشآت النووية الإيرانية بشكل كامل، معلنًا في المقابل عن خطة لبناء ما وصفه بـ”القبة الذهبية” لحماية الولايات المتحدة من أي تهديدات مستقبلية.
وانتقد ترامب تغطية شبكة “سي إن إن” لما جرى، واصفًا إياها بـ”المزيفة”، واتهمها بتقليل شأن العملية العسكرية وتجاهل “بطولات الجنود الأميركيين الرائعين”، وفق تعبيره. كما هاجم إدارة سلفه جو بايدن، قائلًا إن “أميركا كانت أضحوكة العالم قبل أشهر فقط، لكننا استعدنا احترام حلفائنا”.
وفي ختام تصريحاته، كشف ترامب أن إيران أبدت رغبتها في التفاوض مع الولايات المتحدة، مؤكدًا أن المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يتولى حاليًا إدارة هذه المحادثات. وقال: “أعلم أنهم يريدون اللقاء، وإذا لزم الأمر سأقوم بذلك”.
كما أعلن عن موافقة شركاء واشنطن في حلف الناتو على رفع ميزانية الدفاع المشتركة بأكثر من تريليون دولار، مؤكدًا أن “لا أحد يملك معدات عسكرية تضاهي ما نملكه نحن”.
إيران تعلن إدارة ملفها النووي عبر مجلس الأمن القومي وتؤكد التزامها بمعاهدة عدم الانتشار
أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران لا تزال ملتزمة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وباتفاق الضمانات الموقع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيراً إلى أن التعاون مع الوكالة سيُدار من الآن فصاعداً عبر المجلس الأعلى للأمن القومي، لدواعٍ وصفها بالأمنية والفنية.
وفي تدوينة نشرها الخميس على حسابه بمنصة “إكس”، أوضح عراقجي أن الخطوات الأخيرة تأتي “ضمن إطار قانوني واضح”، وذلك بعد مصادقة مجلس صيانة الدستور الإيراني على قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية، وإبلاغه رسمياً من قبل الرئيس مسعود بزشكيان كقانون واجب التنفيذ.
وكان المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، هادي طحان نظيف، قد أكد أن قرار تعليق التعاون دخل حيّز التنفيذ، وسيمتد إلى حين وضع آليات لحماية العلماء والمنشآت النووية، ضمن جدول زمني يحدده المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسحب فريق المفتشين من إيران بعد قرار طهران تعليق التعاون
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الجمعة، سحب فريق من المفتشين العاملين في إيران بشكل آمن، إثر قرار طهران تعليق التعاون مع الوكالة.
وأفادت تقارير صحفية أمريكية بأن المفتشين سيعودون إلى مقر الوكالة في فيينا، مشيرة إلى أن سحبهم تم وسط مخاوف تتعلق بالسلامة والأمن.
وأكد المدير العام للوكالة، رافائيل جروسي، أن الخطوة التالية الحاسمة ستكون بدء مفاوضات مع إيران تسمح بعودة المفتشين واستئناف عمليات المراقبة والتحقق اللازمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تدوينة على منصة “إكس”، التزام بلاده بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وباتفاق الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، موضحًا أن إدارة التعاون ستتم مستقبلاً عبر المجلس الأعلى للأمن القومي لأسباب تتعلق بالسلامة والأمن.
وتأتي هذه التصريحات بعد تأكيد المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني، هادي طحان نظيف، أن قرار تعليق التعاون مع الوكالة أصبح واجب التنفيذ بموجب قانون أقره مجلس الشورى ومصادق عليه مجلس صيانة الدستور، مشيرًا إلى أن تعليق التعاون سيستمر حتى يتم ضمان سلامة العلماء والمنشآت النووية وفق جدول زمني تحدده السلطات العليا في البلاد.
وفي وقت سابق، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن استيائها من قرار إيران، معتبرة أن تعليق التعاون مع الوكالة “غير مقبول” ويشكل عائقًا أمام الشفافية الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
بعد لقائه ترامب.. وزير الدفاع السعودي يتصل برئيس أركان إيران في محاولة لخفض التوتر الإقليمي
ذكر موقع “أكسيوس” أن وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء عبد الرحيم موسوي، عقب اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الخميس.
وناقش اللقاء بين ترامب والأمير خالد بن سلمان قضايا إقليمية عدة، من بينها الوضع مع إيران، في إطار مساعي السعودية لتهدئة التوترات التي شهدتها المنطقة بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران في يونيو الماضي.
وجاء اتصال الوزير السعودي برئيس الأركان الإيراني بعد ساعات من اللقاء مع ترامب، حيث كتب بن سلمان على منصة “إكس” (تويتر سابقاً): “ناقشنا تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة للحفاظ على الأمن والاستقرار”.
كما التقى الأمير خالد بن سلمان خلال زيارته واشنطن بالمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، في تحركات تُشير إلى استعداد الإدارة الأمريكية لدفع عجلة صفقة سلام تاريخية بين السعودية وإسرائيل خلال الأشهر المقبلة، وفق ما أكد الموقع.
وتأتي هذه المحادثات قبل اجتماع مرتقب بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، مما يعكس ديناميكية دبلوماسية نشطة تسعى لإعادة التوازن إلى المنطقة.






اترك تعليقاً