تعرضت مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، فجر الثلاثاء لهجمات متكررة بطائرات مسيّرة استهدفت مواقع استراتيجية، أبرزها مطار المدينة وميناؤها البحري، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة وتعليق الرحلات الجوية، في تصعيد غير مسبوق للحرب الدائرة في البلاد.
وأفادت مصادر محلية بأن الهجمات استهدفت خزانات الوقود داخل مطار بورتسودان، مما تسبب في سلسلة انفجارات ضخمة وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان، وتم إخلاء المطار بالكامل وتعليق جميع الرحلات الجوية بشكل فوري، فيما باشرت فرق الدفاع المدني عمليات إطفاء الحريق واحتواء الأضرار، وشملت الهجمات أيضاً الميناء البحري ومواقع أخرى استراتيجية، مما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان المحليين.
السودان يطلب دعم السعودية لإخماد حريق ضخم في مستودعات وقود استراتيجية ببورتسودان
طلبت الحكومة السودانية من المملكة العربية السعودية المساعدة العاجلة لإخماد حريق هائل اندلع في مستودعات وقود استراتيجية بمدينة بورتسودان، شرقي البلاد، بعد استهدافها بطائرة مسيرة أطلقتها قوات الدعم السريع، وفق ما أفاد به وزير الطاقة والنفط محي الدين نعيم.
وقال الوزير في تصريحات لقناة “الإخبارية” السعودية وموقع “قلب إفريقيا” الإخباري، إن الخرطوم طلبت رسمياً طائرة إطفاء من المملكة للمساهمة في السيطرة على الحريق، الذي امتد من مستودعات الغازوال إلى مستودعات أخرى تحتوي على كميات كبيرة من الوقود.
وأدان نعيم ما وصفه بـ”العمليات الإرهابية” التي تستهدف المنشآت الخدمية والمدنية في البلاد، مشيراً إلى أن هذا الهجوم يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات التي تهدد البنية التحتية الحيوية في السودان، وسط الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ولم تصدر السلطات السعودية حتى الآن بياناً رسمياً حول استجابتها للطلب السوداني.
وأدانت مصر والسعودية استهداف البنى التحتية والمرافق الحيوية في بورتسودان وكسلا، معتبرتين أن هذه الهجمات تهدد الاستقرار الإقليمي وتعرقل جهود إيصال المساعدات الإنسانية.
و دعت روسيا ومصر إلى وقف إطلاق النار فورًا والحفاظ على مقدرات الشعب السوداني، محذرتين من تداعيات استمرار استهداف المنشآت المدنية.
في سياق متصل، رفضت محكمة العدل الدولية دعوى قضائية رفعها السودان ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، تتهمها فيها بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية.
وأوضحت المحكمة أنها لا تتمتع بالاختصاص القضائي للبت في القضية، مما أدى إلى شطب الدعوى من سجل المحكمة وإنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بها بشكل رسمي.
ورحبت الإمارات بالقرار، مؤكدة أن الدعوى المقدمة من قبل القوات المسلحة السودانية باطلة ولا أساس لها من الصحة.
من جانبه، أشار وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية خالد الإعيسر إلى أن القضية ضد الإمارات لن تتوقف عند محطة محكمة العدل الدولية، بل ستطرق باب محاكم دولية أخرى تقبل مثل هذه الدعاوى.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات في السودان، حيث تشهد البلاد صراعًا مستمرًا بين الجيش و”قوات الدعم السريع”، مما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني والأمني في المنطقة.
في السياق، وفي تطور جديد للأوضاع في السودان، أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني، عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً سحب السفير السوداني من أبوظبي وإغلاق السفارة والقنصلية السودانية في الدولة.
ويأتي هذا القرار في وقت حساس يشهد فيه السودان تصاعداً في النزاع العسكري، حيث تواصل “قوات الدعم السريع” السودانية تنفيذ هجمات طائرات مسيرة على مواقع استراتيجية في البلاد.
من جهتها، أعلنت شركة أمبري للأمن البحري أن “قوات الدعم السريع” استهدفت، محطة الحاويات في ميناء بورتسودان، ما أدى إلى تعطيل حركة الموانئ بشكل جزئي.
في السياق ذاته، أفادت وكالة الأنباء السودانية (سونا) بأن وزارة الطاقة أكدت استقرار إمدادات المشتقات البترولية رغم الهجمات التي استهدفت مستودعات وقود في مطار بورتسودان.
وفي وقت سابق من اليوم، شنت “قوات الدعم السريع” هجمات واسعة باستخدام الطائرات المسيرة على مواقع عسكرية في مدينة أم درمان، بما في ذلك قاعدة “وادي سيدنا” العسكرية ومنطقتي جبل سركاب والكلية الحربية.
وصرح الباشا طبيق، مستشار قائد “قوات الدعم السريع” ، بأن قواته دخلت مرحلة جديدة في الصراع، مشيراً إلى تدمير عدد من الطائرات الحربية والمسيّرات ومخازن الأسلحة في الهجوم الأخير على “وادي سيدنا”.
من جانب آخر، أفادت مصادر صحفية بأن بورتسودان شهدت انقطاعاً في التيار الكهربائي إثر استهداف محطة رئيسية للطاقة في المدينة، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في المنطقة.






اترك تعليقاً