تطبيقات تكنولوجية فى حالات الطوارئ الناتجة عن مخاطر الكوارث

م. أحمد المجدوب

هذه السطور المختصرة لاعطاء صورة لما يمكن للتكنولوجيا المساهمة فيه فى مجالات الطوارى، والمدرج هنا من تطبيقات هى جزء محدود من كم تزخر به التكنولوجيا الحديثة.

تختلف حالات واشكال ونوعيات الطوارى الناتجة عن مخاطر الكوارث فمها:

أولها: المخاطر الطبيعية وهي ظواهر فيزيائية تحدث بشكل طبيعي، كالزلازل والفيضانات والعواصف والاعاصير والجفاف والحرائق والانزلاقات الأرضية والانهيارات الجليدية والتسونامي والنشاط البركاني، يضاف الى ذلك  أمراض الأوبئة.

ثانيها: الكوارث التى هى من صنع الانسان والتكنولوجيا والتى منها حالات النزاع  والاشتباكات المسلحة والحروب والمجاعات  والنازحين والحوادث الصناعية وحوادث النقل وتلوث البيئة.

هناك مجموعة من التحديات التى تواجه الانسان مثل تغير المناخ والتحضر غير المخطط  والتخلف والفقر، فضلا عن تهديد الأوبئة، كل تلك التحديات ستؤدي كعوامل إلى زيادة تكرار الكوارث وتعقيدها وشدتها.

في كثير من الحالات تكون التكنولوجيا هي الجزء الأسهل، ويتمثل التحدي في إنشاء أساس رقمي طويل الأجل للمنظمات الإنسانية يمكنها من الاستثمار في الحلول التكنولوجية واختبارها وقياسها قبل وقوع الكوارث حتى يتم إعدادها عندما تكون في أشد الحاجة إليها. يجلب الابتكار التكنولوجي حلولا رقمية للقطاعات التي كانت تفتقر سابقا إلى التكنولوجيا، وتشير الوتيرة السريعة لهذا التغيير إلى أن أحد أهم فوائد التكنولوجيا في المجتمع قد يكمن في القطاع الإنساني، الذي يجب أن يصل إلى أعداد كبيرة من الناس في الأماكن النائية والخطيرة لتوفير الموارد الحيوية بسرعة وكفاءة.

مع الاخذ في الاعتيار أن التكنولوجيا لا يمكن أن تحل محل الموارد الحيوية التي يحتاجها الناس في الكوارث، كالطعام أو الماء أو المأوى أو الراحة، فالتكنولوجيا تساهم في جهود الإغاثة في حالات الكوارث وتمهد الطريق لنهج متطور للمعونة اذ يمكن الوصول إلى عدد أكبر من الناس يشكل أسرع ومساعدة المجتمعات على تطوير القدرة على التكيف عند وقوع الكارثة التالية.

يتم بالعالم الاستفادة من التكنولوجيا بالعمل بتطبيقات تساهم فى المساعدة فى ادارة حالات الطوارى ومن بين تلك التطبيقات الاتى:

اولا: تعزيز عملية التخطيط الرقمي

قبل التخطيط الرقمي كان التخطيط يتم بالطرق التقليدية فكانت عملية مرهقة، وبالتالى فقد تم تطوير برامج حاسوبية جديدة تبسط عملية التخطيط في حالات الطوارئ نفسها، كما تعمل برامج التخطيط على تسهيل النمذجة التنبؤية، حيث يتم تحميل النماذج  وسد المتغيرات، ثم يتم اننشاء خطط مختلفة، وبالتالى تسمح النمذجة لمديري الطوارئ بتحديد الكيفية التي قد تؤثر بها كارثة على منطقة معينة، وأفضل الخيارات لعمليات التخفيف والاستجابة والإنقاذ.

ان إدارة الطوارئ تدور حول الخطط حيث تسمح البرامج بربط الخطط المختلفة معا وتشديد الأمان، حيث يمكن تتبع كل تكرار للخطة ومن قام بتغييرها، لذا فهي شفافة للجهة ويمكن تقييد الوصول إلى أجزاء معينة بناء على التصريح الأمني للمكلف.

فالتكنولوجيا ذكية بما يكفي للحث على التفكير في العوامل التي ربما فاتت من قبل وتذكرها والاستفادة منها وعدم تكرار الاخطاء فهى أكثر فعالية بكثير.

ثانيا: برمجيات المحاكاة التدريبية

قد يكون إعداد الأفراد للعمل في الطوارئ من الامور الصعبة، نظرا لأن طبيعة حالات الطوارئ تتمثل في كونها في الغالب إما غير متوقعة أو ليس هناك وقت كاف للإعداد، وبالتالى فان برمجيات التدريب بالمحاكاة مفيدة لأول المستجيبين والمشرفين والمخططين، كما يتم بها تدريب المدربين، فهى تتضمن أفضل الممارسات واعتبارات التدريب وطرقا ملموسة لربط التدريب بالخطط.

ثالثا: طرق التحذير التكنولوجية البديلة

من المحتمل أن يكون لدى معظم المجتمعات المعرضة للخطر صافرات الإنذار، ولكنها بعيدة كل البعد عن الحماية ويمكن أن يكون من الصعب سماعها، وبالتالى تسير التكنولوجيا الجديدة الأكثر تطورا على المسار الصحيح لجعل الإخطار بكارثة محتملة أكثر فعالية، فاليوم بالإضافة إلى صفارات الإنذار يمكن لادارة الطوارئ عن طريق غرفة التحكم إرسال إخطارات إلى منطقة محددة جغرافيا بالنص او عن طريق الراديو او التلفزيون او الانترنت، فإن التكنولوجيا الناشئة ستظل تؤثر بشكل كبير على مجال إدارة الطوارئ، يضاف الى ذلك ما يمكن للمنصات الاجتماعية التى هي الآن من بين الطرق الأساسية لتوصيل معلومات الطوارئ بسرعة، حيث تتوافق شبكات التواصل الاجتماعي بشكل جيد مع الهاتف المحمول في الاتصال أثناء حالات الأزمات، ومع ذلك هناك خطر من تقارير كاذبة وعدم القدرة على تحديد منصات وسائل الاعلام الاجتماعية التي يتم استخدامها بشكل متكرر، ومع ذلك تظل وسيلة للاستفادة بشكل أفضل من وسائل الإعلام الاجتماعية لتقديم إخطارات في حالات الطوارئ.

رابعا: طرق التواصل ما بعد الهاتف المحمول

تعمل التكنولوجيا على كسر الحواجز التي تمكن التوصيلية عندما يتم الاحتياج إليها أكثر من غيرها، ففي أوقات الكوارث يعتبر التوصيل الأساسي شكلا من أشكال المساعدات التي تربط الناس بالموارد الحيوية من أجل البقاء وتمكن المنظمات الإنسانية من توصيل المعلومات المنقذة للحياة بسرعة.

الهواتف المحمولة فهي فى كل مكان لكنها ليست مثالية في أوقات الطوارئ، اذ يمكن أن يكون هناك اعطال في الابراج او فقدان التغطية او ما الى ذلك، فاليوم العديد من أجهزة الحاسوب تعمل على كل من الأقمار الصناعية والخلايا، لذلك لا يزال بإلامكان التواصل، مما يدعو الى توفر هذه الامكانية كبديل جاهز.

خامسا: برمجيات جمع وتحليل ومعالجة البيانات

يتم إنشاء كميات هائلة من البيانات في أوقات الكوارث بما في ذلك البيانات الشخصية والطبية، وتحديد الموقع الجغرافي للطرق وتتبع الناجين وأكثر من ذلك، وﺗﻌرض إدارة ھذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣدﯾﺎت، وﻟﮐن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾتم اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﺑﺷﮐل ﻓﻌﺎل ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗوﻓر ﻣﻌﻟوﻣﺎت قيمة والتى يمكن التصرف ﻓﯾﮭﺎ وﺗﻌطﻲ اﻷوﻟوﯾﺔ وﺗﺣﺳن ﺟﮭود اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ وﺗﻌزز اﻟوﻋﻲ ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﺑر اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﺟﻐراﻓﻲ، فعلى سبيل المثال هناك برنامج مفتوح المصدر لرسم خرائط الأزمات ينشئ قاعدة بيانات للتقارير الموضحة بعلامات جغرافية ومختومة بالوقت يتم جمعها عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية القصيرة أو التغريدات، ومن هذه المعلومات يتم بناء صورة شاملة في الوقت الحقيقي لما يحدث على الأرض.

سادسا: طائرات بدون طيار

تعتبر من بين انواع التكنولوجيا التى لها تأثير كبير لمهنيي إدارة الطوارئ، اذ يمكن استخدامها لرسم خرائط للمناطق أثناء عمليات التدريب، ويمكن تحليقها فوق مكان الكارثة ورؤية مدى الضرر وتقييم أي خطر قائم، والبحث عن الناجين.

الطائرات بدون طيار يمكنها أن تذهب إلى حيث لا تستطيع فرق الطوارئ، وبها يمكن تحويل المساعدات الإنسانية وتقييم الاضرار في الوقت الفعلي والوصول الى الامكان التى يتعذر على فرق الكوارئ الوصول إليها.

بالإضافة إلى ذلك تمكن كاميرات الأشعة تحت الحمراء وأنظمة الاستماع المتقدمة بالطائرات بدون طيار من الكشف عن الناجين من الأنقاض والصور الليلية الحية، مما يزيد من نجاح جهود الإنقاذ الحيوية.

سابعا: إنترنت الأشياء لتسريع الخدمات

إنترنت الأشياء المعروفة بتوصيل الأجهزة الرقمية المختلفة مثل تلك المنزلية بالهواتف الذكية عبر الإنترنت، فإنها تخلق إمكانيات لا حصر لها لتسريع الاتصالات الطارئة بشكل كبير، فبالنسبة لإدارة الطوارئ تمكن أجهزة انترنت الاشياء المساعدة فى تحديد حالات الطوارئ بشكل أسرع من أي وقت مضى، حيث يمكن ربط اجهزة المراقبة في اى مبنى بقسم إطفاء محلي على سبيل المثال إذا تم الكشف عن الدخان أو درجات الحرارة المفرطة، سيتم إخطار إدارة مكافحة الحرائق على الفور، فهذه مجرد طريقة واحدة لتسريع عمليات إنترنت الأشياء، وهناك طرق اخرى تساهم بشكل كبير في مجالات ادارة الطوارئ.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً