انتهت الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون تحقيق تقدم ملموس، وفق ما أفاد مصدران فلسطينيان مطلعان لوكالة “رويترز” صباح الاثنين، بينما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق هدنة “هذا الأسبوع”، قبيل لقائه المرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.
وأشار المصدران إلى أن سبب تعثر الجولة الأولى يعود إلى “غياب تفويض كافٍ للوفد الإسرائيلي”، وهو ما حال دون التوصل إلى تفاهمات أولية، رغم ما وصفه أحد المصادر بـ”التفاعل الإيجابي” من جانب حماس مع بعض المقترحات المطروحة، لا سيما المقترح القطري الذي ينص على هدنة لمدة 60 يوماً تشمل الإفراج عن 10 رهائن أحياء و18 جثة لجنود إسرائيليين، مقابل انسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي من مناطق داخل القطاع، وتدفق واسع للمساعدات الإنسانية.
وبحسب نسخة من المقترح اطلعت عليها وكالة “أسوشيتد برس”، فإن المساعدات ستُوزع عبر وكالات الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني، دون ذكر “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي منظمة أميركية جديدة تضغط إسرائيل لإشراكها بديلاً عن آليات الأمم المتحدة، مما يشير إلى وجود تباينات حول إدارة المرحلة الإنسانية.
المقترح يتضمن أيضاً فتح باب التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار خلال فترة الهدنة، لكنه لا يشمل التزاماً صريحاً بإنهاء الحرب، وهو أحد الشروط الأساسية التي تطالب بها حماس. كما ينص على أن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو الضامن الأساسي لتنفيذ الاتفاق، على أن يُعلن بنفسه عن التفاهم النهائي في حال التوصل إليه.
وفي تصريح للصحفيين من نيوجيرسي قبيل توجهه إلى واشنطن، قال ترامب: “أعتقد أن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق مع حماس خلال هذا الأسبوع”، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق قد يؤدي إلى تحرير “عدد لا بأس به من الرهائن”.
وأكد نتنياهو من جهته أن اجتماعه مع ترامب يوم الإثنين قد يسهم في الدفع نحو اتفاق، قائلاً: “النقاش مع الرئيس ترامب سيساهم بالتأكيد في تحقيق هذه النتائج”، مضيفاً أن الوفد الإسرائيلي المفاوض يحمل تعليمات واضحة للتوصل إلى اتفاق وفق الشروط الإسرائيلية، وعلى رأسها إعادة الرهائن وإنهاء تهديد حماس.
من جانبه، قال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس ترامب، في لقاء مع الجالية اليهودية في هامبتونز بنيويورك، إن “هناك زخماً كبيراً للتوصل إلى اتفاق، والأمور تسير في الاتجاه الصحيح”، مؤكداً التزام ترامب بأمن إسرائيل وسعيه لـ”تغيير وجه الشرق الأوسط”.
بن غفير يحذّر من الصفقة مع حماس ويدعو لاجتياح شامل لغزة… ونتنياهو يأمل بدعم ترامب لإنهاء الحرب
صعّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، لهجته ضد أي اتفاق محتمل مع حركة حماس، داعيًا إلى دخول قطاع غزة “بكل قوة” لإنهاء سيطرة الحركة بشكل كامل، مؤكدًا أن “الوقت قد حان للانتصار الحقيقي على حماس”.
وقال بن غفير، في تصريحات اليوم الاثنين، إن “الصفقة الجديدة ستمنح حماس فرصة لإعادة ملء مخازنها وإطلاق سراح مئات الإرهابيين”، مطالبًا وزير المالية يسرائيل سموتريتش بالتحرك لإفشال الاتفاق المقترح.
وأكد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “لا يسير على الطريق الصحيح لتحقيق النصر الكامل في غزة”، معتبرًا أن الصفقة المطروحة “تهديد لأمن إسرائيل وتفريط بإنجازات الجيش في الميدان”.
في المقابل، أعرب نتنياهو قبيل مغادرته إلى واشنطن عن أمله في أن يُسهم لقاؤه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دعم الأهداف الإسرائيلية داخل غزة، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الأسرى والقضاء على قدرات حماس العسكرية.
وأشار إلى أن إسرائيل “حررت 205 من أصل 255 رهينة، بينهم 148 أحياء”، لكنه أقر بأن العملية العسكرية لا تزال مستمرة وتتطلب “استكمال المهام”.
الجيش الإسرائيلي يعتزم إصدار 54 ألف أمر استدعاء لطلاب المعاهد الدينية بعد إلغاء الإعفاء من الخدمة العسكرية
أعلن الجيش الإسرائيلي عزمه إصدار 54 ألف أمر استدعاء لطلاب المعاهد الدينية اليهودية، تنفيذًا لقرار المحكمة العليا القاضي بإلغاء الإعفاء التقليدي الذي كان يُمنح لهم من الخدمة العسكرية الإلزامية، وسط ضغوط متزايدة من قوات الاحتياط العاملة على عدة جبهات.
القرار يأتي بعد إلغاء المحكمة العليا العام الماضي لإعفاء تاريخي استمر لعقود، حين كانت نسبة الحريديم (اليهود المتشددين دينيًا) من سكان إسرائيل أقل بكثير مما هي عليه الآن، حيث باتوا يشكلون 13% من المجتمع. وتشترط إسرائيل الخدمة العسكرية الإلزامية لمعظم الشبان اليهود من سن 18، بمدة تتراوح بين 24 إلى 32 شهرًا، إضافة إلى سنوات من خدمة الاحتياط.
وأكّد الجيش في بيان رسمي، الأحد، أن أوامر الاستدعاء ستُصدر خلال الشهر الجاري، مشيرًا إلى أن ترتيبات ستُتخذ لضمان احترام أسلوب الحياة الديني للطلاب الحريديم، مع تطوير برامج تسهّل اندماجهم داخل الوحدات العسكرية.
تزامن هذا الإعلان مع تقارير عن محاولات من داخل الائتلاف الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو – خصوصًا من قبل حزبي شاس ويهدوت هتوراة– لإيجاد تسوية برلمانية تحفظ إعفاء طلاب المعاهد أو تضع بدائل تنظيمية.
وتتصاعد حدة الجدل حول الإعفاء الديني في ظل تزايد الضغوط العسكرية على الجيش الإسرائيلي، الذي يخوض منذ أشهر مواجهات مع حركة حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، فضلًا عن التوترات المتصاعدة مع إيران.
وترى فئات واسعة من الإسرائيليين أن الحريديم لا يتحملون عبء الأمن والدفاع بشكل عادل، بينما يعتبر زعماؤهم أن الخدمة العسكرية، خاصة في صفوف مختلطة مع الجنود العلمانيين والنساء، تهدد هوية الطلاب الدينية وتعرضهم لمخاطر ثقافية وأخلاقية.
يأتي ذلك في وقت أقر فيه الكنيست الإسرائيلي قانونًا جديدًا يفرض قيودًا صارمة على الإعلام زمن الحرب، وسط تحذيرات من تقليص الحريات المدنية، بينما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن مئات الحريديم يحاولون الفرار إلى الخارج، عبر شرم الشيخ ومنافذ أخرى، لتفادي الاستدعاء.
إسرائيل تعتقل الصحفي ناصر اللحام بعد اقتحام منزله وتخريبه في بيت لحم
صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها للصحفيين الفلسطينيين، باعتقالها فجر اليوم الاثنين الإعلامي البارز ناصر اللحام، مدير مكتب قناة “الميادين” في فلسطين ورئيس تحرير شبكة “معًا”، عقب اقتحام منزله في مدينة الدوحة بمحافظة بيت لحم.
وأفادت مصادر إعلامية أن القوة الإسرائيلية التي نفذت الاقتحام عاثت خرابًا داخل المنزل، حيث حطمت أثاثه وصادرت أجهزة إلكترونية وهواتف شخصية، في ما وُصف بأنه “تخريب متعمد” يستهدف كسر الصوت الإعلامي الفلسطيني.
ويأتي اعتقال اللحام في إطار تصعيد واضح ضد الصحفيين الفلسطينيين، إذ سبق أن اقتحمت القوات الإسرائيلية منزله في أكتوبر 2023، واعتدت حينها على أفراد عائلته، واعتقلت نجليه باسل وباسيل، ضمن حملة استهداف ممنهجة طالت العاملين في الحقل الإعلامي.
ويُعتبر ناصر اللحام من أبرز الأصوات الإعلامية الفلسطينية، حيث يتميز بتغطية ميدانية متواصلة وقراءات تحليلية تُنقل عبر وسائل إعلام محلية وعربية، جعلته هدفًا دائمًا للسلطات الإسرائيلية.
وتزامن اعتقال اللحام مع إعلان حكومة غزة استشهاد الصحفي مؤمن أبو العوف، ما يرفع حصيلة “شهداء الصحافة” في القطاع إلى 227 صحفيًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، في إحصائية تعكس حجم الاستهداف المباشر للإعلاميين في الميدان.






اترك تعليقاً