تشهد الولايات المتحدة أزمة سياسية واقتصادية متصاعدة مع استمرار الإغلاق الحكومي وتأثيراته على ملايين العسكريين والمدنيين، بينما يواصل الرئيس دونالد ترامب سلسلة من الإجراءات المثيرة للجدل تشمل تغييرات كبرى في قيادة البحرية، وإصدار أوامر بالسجن لمتدني احترام العلم الأمريكي، ودراسة سك عملة تذكارية تحمل صورته.
وفي الوقت نفسه، تواجه الحكومة الأمريكية تحديات مالية غير مسبوقة، مع ارتفاع قياسي في الدين العام الأمريكي بمئات المليارات، ونقص تمويل المخزون النووي، فضلاً عن خطط لدفع مبالغ للمهاجرين غير الشرعيين للعودة إلى بلدانهم، ما يعكس مزيجاً من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تُهدد استقرار البلاد.
تغييرات هيكلية بالبحرية الأمريكية
أفادت مجلة “بوليتيكو” السبت، نقلاً عن مسؤولين في البنتاغون، أن وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث أقال رئيس أركان البحرية الأميركية جون هاريسون من منصبه بشكل مفاجئ.
وأوضح البنتاغون في بيان رسمي أن هاريسون “لن يشغل منصب رئيس أركان وزير البحرية بعد الآن”، معرباً عن امتنانه لخدماته الطويلة والمتميزة للوزارة.
تأتي هذه الخطوة بعد أيام من تأكيد تعيين هونغ كاو وكيلًا لوزارة البحرية، في ما اعتبره مراقبون إعادة ترتيب هيكلي لقيادة البحرية الأميركية.
وكان هاريسون، المعين من قبل إدارة ترامب في يناير الماضي، يتمتع بسلطة نادرة كونه أحد كبار المساعدين في الوزارة، وعُرف بدوره المحوري خلف الكواليس في ضمان سير العمل بسلاسة. وقد قام هو ووزير البحرية جون فيلان بإدخال تغييرات واسعة على مكاتب السياسة والميزانية داخل البحرية، وسعيا للحد من نفوذ منصب وكيل الوزير الجديد.
ونقلت “بوليتيكو” عن مصادر أن هاريسون وفيلان أعادا تعيين عدد من المساعدين الذين كان من المفترض أن يدعموا كاو، كما خططا لإجراء مقابلات مع جميع المساعدين العسكريين المستقبليين لضمان صدور القرارات من مكتب الوزير.
وتأتي هذه الإقالة ضمن سلسلة تغييرات أجراها هيغسيث في البنتاغون خلال الأشهر الماضية، شملت الإطاحة بعدد من كبار مساعديه، بما في ذلك رئيس هيئة الأركان المشتركة وعدد من القادة العسكريين في البحرية والقوات الجوية وخفر السواحل.
في سياق آخر، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيستضيف يوم الأحد 5 أكتوبر “تحية للأسطول البحري الأميركي في نورفولك، فرجينيا”، بمشاركة كبار القادة العسكريين واحتفالا بمرور 250 عاماً على الهيمنة البحرية للولايات المتحدة، مؤكداً فخره بتمكين رجال ونساء البحرية الأميركية من الخدمة والشجاعة.
وزارة الخزانة الأمريكية تخطط لسك عملة تذكارية برسم ترامب احتفالاً بمرور 250 عاماً على تأسيس الولايات المتحدة
تدرس وزارة الخزانة الأمريكية خطة لسك عملات معدنية تذكارية بقيمة دولار واحد تحمل صورة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمن احتفالات الذكرى الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة.
وأفاد متحدث باسم الوزارة لشبكة “فوكس بيزنس” بأن الخطة تهدف إلى إبراز الإنجازات التاريخية للرئيس ترامب، رغم ما وصفه بـ”إغلاق الحكومة بالقوة من قبل اليسار المتطرف”.
ولم يُحدد بعد التصميم النهائي للعملة، لكن المسودات الأولية التي نشرتها وسائل الإعلام أظهرت ترامب في وضعية رافع القبضة أمام العلم الأمريكي، مع صورة مستوحاة من تفاعله خلال محاولة اغتياله في يوليو 2024 ببنسلفانيا.
وتتمتع وزارة الخزانة بالسلطة القانونية لسك عملات معدنية تذكارية في مناسبات خاصة، وكانت أحدث العملات التذكارية الصادرة في 2024 هي عملتا “هارييت توبمان” و”الجيل الأعظم”، حيث بيع نحو 56 ألف و79 ألف قطعة على التوالي.
وتشير بيانات دار سك العملة الأمريكية إلى أن العملة التذكارية الأكثر مبيعاً على الإطلاق كانت عملة تمثال الحرية الصادرة عام 1986، التي بيعت منها نحو 15.5 مليون قطعة، كما تجاوزت مبيعات بعض العملات الأخرى المليون قطعة، مثل العملات الأولمبية وعملة نصف الدولار بمناسبة مرور 250 عاماً على ولادة جورج واشنطن.
من المتوقع الكشف رسمياً عن عملة ترامب التذكارية خلال احتفالات الذكرى الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة في عام 2026.
1.3 مليون جندي أميركي بلا أجر وتحذيرات من نفاد تمويل المخزون النووي بسبب الإغلاق الحكومي
أفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بأن نحو 1.3 مليون جندي أميركي يواصلون الخدمة دون تلقي أي أجر نتيجة الإغلاق الحكومي المستمر منذ الأربعاء الماضي، بما في ذلك أفراد الجيش والبحرية والقوات الجوية ومشاة البحرية وخفر السواحل وقوات الفضاء.
وأوضحت ليفيت أن أسر العسكريين بدأت بالفعل في طلب المساعدات الغذائية لتغطية التحديات المالية الناتجة عن توقف صرف الرواتب، مؤكدة أن الوضع يعكس التأثير المباشر للإغلاق على أولئك الذين “يخدمون بشرف ويخاطرون بحياتهم لحمايتنا”.
وأضافت أن مجلس الشيوخ سيجري تصويتا اليوم الجمعة على مشروع قرار لمواصلة تمويل الحكومة، مشيرة إلى أن الديمقراطيين لديهم فرصة للتصويت لإعادة فتح الحكومة، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطالب بالموافقة على استمرار التمويل.
وفي سياق التهديدات، حذر ترامب من أن استمرار الإغلاق قد يؤدي إلى عمليات تسريح أوسع تشمل موظفين حكوميين، بالإضافة إلى إلغاء مشاريع حظيت بدعم الديمقراطيين، قائلاً: “قد تكون هناك عمليات تسريح، وهذه مسؤوليتهم، وقد تكون هناك أشياء أخرى يمكننا إلغاؤها إلى الأبد”، رغم تأكيده أنه لا يرغب في بلوغ هذا المستوى من التصعيد.
من جهته، حذر وزير الطاقة الأميركي كريس رايت من أن الولايات المتحدة على وشك نفاد الأموال المخصصة للحفاظ على أمن مخزونها النووي، قائلاً إن “إدارة الأمن النووي الوطنية، المسؤولة عن المخزون النووي والمحركات التي تشغّل غواصاتنا وحاملات الطائرات، لم يتبق لديها سوى ثمانية أيام من التمويل”، مضيفاً أنه بعد انتهاء هذه الفترة سيتعين على الموظفين تعليق أنشطتهم الحيوية. ووصف رايت الوضع الحالي بأنه “غير فعال وسخيف للغاية”.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تتواصل فيه محاولات الحكومة لإقرار مشروع قانون تمويل جديد، لكن المقترحات المقدمة من الجمهوريين أو الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لم تتمكن من حشد الأصوات اللازمة، حيث يحتاج الحزب الحاكم الذي يمتلك حالياً 53 مقعداً فقط، إلى 60 صوتاً لإقرار مشروع القانون.
الدين العام الأمريكي يقفز 358 مليار دولار في يومين عند بدء السنة المالية الجديدة
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية زيادة قياسية في الدين العام بمقدار 358 مليار دولار خلال يومين فقط مع بدء السنة المالية الجديدة، ليصل إجمالي الدين إلى 37.86 تريليون دولار، وفق بيانات وزارة الخزانة الأمريكية.
وسجل اليوم الأخير من السنة المالية القديمة زيادة متواضعة بلغت 131 مليار دولار، فيما ارتفع الدين بمقدار 226.5 مليار دولار في اليوم الأول من السنة الجديدة، ما يجعل هذا الانتقال السنوي الأغلى في تاريخ الدين العام الأمريكي.
وجاءت الزيادة الرئيسية من التزامات الحكومة تجاه هيئاتها، التي نمت بمقدار 266 مليار دولار، في حين ارتفع الدين المستحق للأفراد والشركات وبقية العالم بنحو 91.7 مليار دولار.
وللمقارنة، بلغ إجمالي الدين العام لروسيا 388 مليار دولار في سبتمبر الماضي، أي أكبر بنسبة 8% فقط من الزيادة الأمريكية خلال يومين.
يُذكر أن السنة المالية الفيدرالية الأمريكية تمتد من الأول من أكتوبر حتى 30 سبتمبر من كل عام.
الولايات المتحدة تبحث دفع 2500 دولار لتحفيز المراهقين المهاجرين غير الشرعيين على العودة
تفكر السلطات الأمريكية في دفع مبلغ 2500 دولار للمراهقين غير الموثقين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً، لتشجيعهم على العودة طوعاً إلى بلدانهم الأصلية، وفق ما نقلت قناة “سي بي إس” عن وثائق حكومية.
وأوضح التقرير أن البرنامج يستهدف المراهقين غير الموثقين وغير المصحوبين بذويهم والمتواجدين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، لكنه لن يشمل المقيمين المكسيكيين.
ويأتي هذا الإجراء في إطار جهود الحكومة الأمريكية لتنظيم تدفقات الهجرة غير الشرعية وتشجيع العودة الطوعية للمهاجرين القصر، في حين قالت وزارة الأمن الداخلي إن السياسة تهدف إلى “أمريكا للأمريكيين”.
ترامب يصدر أمرًا بالسجن لعام لأي شخص يحرق أو يدنس العلم الأمريكي
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة توجيهاته لضباط الهجرة وعناصر إنفاذ القانون لتطبيق الأمر التنفيذي الصادر في 25 أغسطس، الذي ينص على السجن لمدة عام لأي شخص يقوم بحرق أو تدنيس العلم الأمريكي.
وقال ترامب: “من الآن فصاعدًا، أي شخص يحرق العلم الأمريكي سيسجن لمدة عام”. وأكد أن السلطات ستلاحق جميع المشتبه بهم الذين ينتهكون حرمة العلم، مع توجيه المدعي العام بمقاضاة المخالفين والسعي لتوضيح نطاق التعديل الأول في هذا المجال.
وأوضح مسؤول في البيت الأبيض لشبكة “CNN” أن الأمر التنفيذي يتيح أيضًا إحالة قضايا تدنيس العلم التي تنتهك قوانين الولايات أو السلطات المحلية إلى الجهات المختصة للتعامل معها وفق القوانين المحلية.
مجلس الشيوخ الأمريكي يرفض مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكومي وتأثيره يتوسع على العسكريين والمدنيين
رفض مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون قدمه الديمقراطيون لتمويل الحكومة وإنهاء الإغلاق المستمر، حيث صوت 46 عضواً لصالحه مقابل 52 عضواً عارضوه، فيما كانت المبادرة بحاجة إلى 60 صوتاً لاعتمادها.
ويأتي ذلك بعد إغلاق الحكومة الأمريكية معظم عملياتها في الأول من أكتوبر، نتيجة الانقسامات الحزبية العميقة في الكونغرس، ما أدى إلى أزمة تهدد آلاف الوظائف الحكومية. وبدأ الإغلاق بعد ساعات من رفض مجلس الشيوخ مشروع إنفاق قصير الأجل كان سيمدد عمل الحكومة حتى 21 نوفمبر.
وحذر البيت الأبيض من تداعيات الإغلاق على المدنيين والعسكريين، مؤكداً أن 1.3 مليون جندي أمريكي في الجيش والبحرية والقوات الجوية وقوات الفضاء وقوات خفر السواحل لا يتلقون أجورهم ويضطرون إلى طلب مساعدات غذائية. كما أُجبر أكثر من 13 ألف موظف في المطارات على العمل دون أجر.
وأفادت مصادر بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تخطط لتسريح 16 ألف موظف فيدرالي خلال الإغلاق، رغم التحذيرات القانونية من إمكانية مخالفة عمليات التسريح للحظر القانوني على الالتزامات المالية الجديدة بدون موافقة الكونغرس.
وأشار البيت الأبيض إلى استمرار التصويت في مجلس الشيوخ، مؤكداً أن قرار الديمقراطيين يمكن أن ينهي الإغلاق الحكومي إذا اتخذوا القرار المناسب.






اترك تعليقاً