تقرير.. الغلاء يفتك بالليبيين.. هل يدخل الجوع بيوتهم؟

تشهد أسعار الدقيق في ليبيا منذ بداية العام ارتفاعا قياسيا زاد من وطأته جراء الحرب الروسية الأوكرانية وتضرر سلاسل الإمداد العالمية للحبوب القادمة من أوكرانيا وروسيا وهي المصدر الرئيسd لواردات ليبيا من القمح. 

وقفز سعر قنطار الدقيق من 200 دينار إلى 300 للقنطار. في أزمة متصاعدة مرتبطة بالحرب بين أوكرانيا وروسيا، وتزامنا مع غلاء الطحين شهدت السلع الغذائية غلاء غير مسبوق مع قرب حلول شهر رمضان المبارك.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا مقاطع فيديو تظهر مواطنين يشتكون من غلاء السلع غير مبرر، في مشهد ينذر بتذمر مجتمعي إزاء الأوضاع المعيشية التي وصلت إلى قوت الليبيين .

وبحسب استطلاع أعدته المبادرة الأوروبية لمراقبة السوق الليبية، زاد سعر عدد لا بأس به من البضائع المستوردة مثل التونة بنسبة 25.15%، والبيض 20.8%، والدقيق 12%، والسكر 4.3%، أما أكبر زيادة في تكلفة سلة الغذاء فلوحظت في المدن الغربية مثل مصراتة بـ42.8%، والخمس 38.3%، وسرت 28.6%، وغدامس 20.4%.

أزمة جوع في الأفق

ووصف المتحدث باسم النقابة العامة للمخابز على مستوى ليبيا على أبوعزة الوضع الوضع بأسوأ فترة اقتصادية تمر على البلاد حسب قوله، مضيفا أن الدولة لا تملك مخزونا استراتيجيا من الدقيق الذي أصبح سعره بيد التجار الذين يتحكمون في الأسواق ويبيعونه بالتسعيرة التي يريدونها.

وتابع أبوعزة أنّ الأسعار لا تزال في ارتفاع مستمر دون رقابة ولا تدخل من السلطات الاقتصادية مطالبا الحكومة بوضع تسعيرة ثابتة للخبز والسلع الغذائية ومراقبتها موضحا أن أسعار الزيوت التي تدخل في صناعة الخبيز هي أيضا تصاعدت أسعارها بمقدار 50 دينارا فوق أسعارها السابقة خلال أسبوع واحد.

مخابز مقفلة

وقع الأزمة في المناطق يشتد بالأخص مع تأخر الحلول وارتفاع الأسعار وقد سجلت بعض المناطق ارتفاع سعر قنطار الدقيق إلى 300 دينار، فقد أوضح رئيس نقابة المخابز في الجبل الغربي عصام جلول أن أغلب المخابز قد تم قفلها في المنطقة، وأن المخابز التي تعمل ستغلق أيضا بمجرد انتهاء مخزون الدقيق لديها، وسط اعتراض المواطنين على شراء رغيف الخبز بالسعر الجديد.

أما شرقا وفي مدينة بنغازي فقد أوضح رئيس نقابة الخبازين في بنغازي محمود عريبي أنّ أسعار الدقيق ارتفعت خلال أسبوعين إلى 290 دينارا للقنطار الواحد بعد أن كان بقيمة 210 دينار، متهما وزارة الاقتصاد بأنها غير قادرة على تحديد أسعار الدقيق والخبز، موضحا أن ذلك أثر على سعر الخبز الذي أصبح 3 أرغفة بدينار واحد.

جنوبا الوضع لا يختلف الوضع حيث ذكر رئيس نقابة المخابز في الجنوب ناجي الصغير أنّ الدقيق غير متوفر في الجنوب، وقد تسبب ذلك في ارتفاع سعر القنطار الواحد إلى 300 دينار فيما بات سعر الخبز 3 أرغفة بدينار واحد، محذرا من كارثة في المنطقة بسبب استمرار شح الدقيق وعجز المواطن عن توفير حاجته من الخبز.

محاولة للسيطرة على الوضع

من جانبه، قال مدير إدارة التجارة في وزارة الاقتصاد والتجارة مصطفى قدارة إنّهم بصدد التعاقد لتوريد 150 ألف طن من الدقيق، تكفي لمدة 3 أشهر.

وأضاف قدارة أنّ كميات القمح داخل ليبيا تكفى 3 أشهر حسب المعلومة التي وردتهم من بعض أصحاب المطاحن، مشيرا إلى أن بعض الشركات لديها قمح مورد على وشك الوصول إلى الموانئ الليبية

وبيّن قدارة أنّ الزيت ارتفع سعره وأنّهم يسعون حاليا إلى تأمين 7 إلى تسع سلع أساسية على الأقل من بينها الدقيق، والعمل على ضبط مسألة ازدياد الأسعار وضبط المخالفين، مشيرا إلى أنّ رئاسة الوزراء شكلت لجنة طوارئ ولجنة أزمة لتوفير السلع الغذائية الأساسية والمحافظة على استقرار السوق.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً