تقرير: روسيا تعدّ سيف الإسلام القذافي لرئاسة ليبيا

كشفت صحيفة “تايمز” البريطانية، عن وجود ما أسمته شبكة من المؤامرات الرامية إلى تمكين سيف الإسلام معمر القذافي من زعامة ليبيا، وأن خيوط تلك المؤامرات تقود إلى موسكو.

وفي تقرير مطول لمراسلها الصحفي الحربي أنتوني لويد، أوضحت الصحيفة أن من ضمن خيوط تلك المؤامرات قضية السجينين الروسيين ماكسيم شوغالي وسمير سعيفان المعتقلين في ليبيا، واللذين ادعت الحكومة الروسية أنهما باحثان اجتماعيان “اختطفتهما جماعة إرهابية تعمل لصالح حكومة الوفاق الوطني.

ونقلت شبكة “الجزيرة” عن الصحيفة، أن الوثائق التي اطلعت عليها، إلى جانب المعلومات التي تبادلها محللون ومحققون عبر ثلاث قارات، تٌحيل إلى استنتاج آخر هو أن السجينين المعتقلين في سجن معيتيقة كانا جزءا من خطة صادق عليها الكرملين لإعداد سيف الإسلام القذافي ليكون زعيما لليبيا، بعد نحو عقد من الزمن على إطاحة الثوار بوالده.

وأشار التقرير إلى أن روسيا كانت تعلق الآمال على تحقيق نصر عسكري على حكومة الوفاق على يد حليفها خليفة حفتر، ولكن تلك الآمال ذهبت أدراج الرياح بعد الهزائم المتوالية التي مُنيت بها قوات حفتر المدعومة روسيا، إثر قرار تركيا الاستجابة لطلب حكومة الوفاق ومساعدتها لدحر قوات زعيم الحرب المنشق، بحسب الصحيفة.

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن روسيا لم تضع كل بيضها في سلة حفتر، فقد اطلعت “تايمز” على عرض “باوربوينت” يُزعم أنه أعد للقذافي الابن من قِبل الروسيين اللذين سجنا لاحقا في ليبيا، ويتضمن خطة لإطلاق حركة سياسية بزعامته أطلق عليها اسم “نهضة ليبيا” وتقترح الوثيقة مجموعة من الشعارات للترويج للحركة باللون الأخضر السائد في عهد القذافي، من قبيل “الرحمة والسلام، ليبيا الحازمة”.

ووفقا للصحيفة، فإن الروس عرضوا المساعدة في تشويه سمعة معارضي سيف الإسلام، كما عرضوا استعدادهم لتوفير متظاهرين مأجورين في لاهاي، في حال تعرضه للاعتقال وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وبحسب مركز دوسييه للتحقيق ومقره لندن بتمويل الملياردير والسجين الروسي السابق ميخائيل خودوركوفسكي، فإن العرض يفصِّل ما يسعى إليه سيف الإسلام وما يقدمه الروس لإعداده للزعامة السياسية، وقد تم العثور عليه ضمن ملف ليبيا في وثائق للروسي يفغيني بريغوجين المعروف باسم “طباخ بوتين” لقربه من الرئيس الروسي، والذي فرضت عليه عقوبات من قِبل الولايات المتحدة لدوره في التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016.

ويعمل السجينان الروسيان في ليبيا لصالح زعيم شركة “فاغنر” التي تعمل بشكل غير رسمي مع الحكومة الروسية وتقدم خدمات عسكرية خاصة، وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على زعيمها ألكسندر مالكفيتش عام 2018 لتورطه في جرائم سيبرانية وعلاقته وبريغوجين بملف التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.

كما أشار التقرير إلى أن السجينين الروسيين اللذين تتهمهما حكومة الوفاق الوطني بالتجسس، قد قابلا القذافي الابن ثلاث مرات في الفترة ما بين وصولهما إلى ليبيا في مارس 2019 واعتقالهما بعد ذلك بشهرين، مع العلم بأن مكان سيف الإسلام غير معروف منذ إطلاق سراحه من السجن بشكل غامض قبل ثلاث سنوات رغم وجود مذكرة توقيف بحقه من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً