تقرير: لماذا تُدين الجامعة العربية جهود تركيا في ليبيا وتصمت عن إسرائيل؟

نشر موقع منظمة “ميدل إيست مونيتور” تقريراً تحت عنوان “لماذا تدين الجامعة العربية جهود تركيا في ليبيا وتصمت عن إسرائيل؟”، تناول علاقة خليفة حفتر بالاحتلال الصهيوني، معتبرًا جامعة الدول العربية سعيدة بهذه العلاقة وغاضبة من العلاقة التركية الليبية الرسمية.

‏ ومنظمة “ميدل إيست مونيتور” هي منظمة مراقبة صحفيّة لا تهدف للربح، وتُركّز المنظمة إلى حدٍ كبيرٍ على الصراع الإسرائيلي العربي ولكنها تكتب عن قضايا أخرى في الشرق الأوسط.

وذكر التقرير أنه “في وقت سابق الأسبوع الماضي، هبطت طائرة ليبية خاصة في مطار بن غوريون الإسرائيلي تقل مساعدين مقربين من أمير الحرب الليبي الجنرال خليفة حفتر. ولم يتم الكشف عن هوية من كانوا على متن الطائرة، لكن صحفيا إسرائيليا كشف أن الطائرة أقلعت من الإمارات العربية المتحدة وأن وجهتها التالية بعد إسرائيل هي مصر”.

وكتب إيتاي بلومنتال، الذي يعمل في قناة “كان” الإسرائيلية العامة، في تغريدة على تويتر أن “طائرة تنفيذية (P4-RMA) يستخدمها خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق ليبيا في طريقها إلى مطار بن غوريون من دبي”، واضاف: “ستنطلق في وقت لاحق الى مصر”.

وبحسب التقرير، لم يتضح سبب الزيارة، ولكن ما هو واضح هو أنه لا توجد علاقة دبلوماسية بين ليبيا ودولة الاحتلال الإسرائيلية، غير أن الصحفي الإسرائيلي ذكر أن هناك علاقة سرية بين الجانبين.

وفي الواقع، وجد العديد من المحللين والتحقيقات أن هناك علاقة قوية بين الجنرال الانقلابي، الذي يسيطر على معظم شرق ليبيا، وإسرائيل، ولكن الأول حريص على إبقاء هذه العلاقة مخفية – جزئيا لإرضاء “مؤيديه السلفيين والقوميين، بحسب وصف التقرير.

وأضاف التقيري: “ليس غريبا أن تكون هناك صلات بين الجنرال الليبي وإسرائيل، فالعديد من الدول العربية والقادة العرب لديهم علاقات رسمية أو غير رسمية مع دولة الاحتلال. والغريب هو أن إسرائيل تساعد حفتر على تدمير ليبيا، والجامعة العربية سعيدة بذلك، في حين أنها غير راضية عن العلاقة التركية مع الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس والتي تدعمها لحماية ليبيا من تقدم حفتر وإعادة بنائه”.

ومنذ إنشاء حكومة الوفاق الوطني الليبية في عام 2015، وقفت تركيا إلى جانبها كجزء من التزامها بقرارات الأمم المتحدة، وقالت أنقرة إنها تدعم عملية سياسية في ليبيا تتماشى مع مجلس الأمن الدولي.

وعندما هاجمت قوات حفتر المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق الوطني في عام 2019، ردت تركيا على دعوات الحكومة للمساعدة ودعمت الإدارة المعترف بها دوليا، لكن تبين أن آخرين يدعمون الانقلابيين.

وقالت حكومة الوفاق الوطني، قبل حلها، إن تركيا تقدم الدعم في ليبيا بناء على طلبها وستواصل القيام بذلك طالما طلبت البلاد ذلك.

وفي الوقت نفسه، قالت تركيا إنها ستواصل تقديم دعمها في مجالات التعليم والصحة والمساعدات الإنسانية والمشورة في ليبيا وفقا لاتفاق تم توقيعه مع حكومة الوفاق الوطني.

ونقلت وكالة “الأناضول” عن مصادر تركية قولها عندما كانت حكومة الوفاق الوطني في السلطة: “كما نعبر دائما، هدفنا هو ضمان السلامة الإقليمية، وقف إطلاق النار المستدام، السلام والاستقرار الدائمين في ليبيا، حيث لدينا 500 عام من الوحدة والتاريخ المشترك والثقافة والتفاهم والمعتقدات”.

وقوضت تركيا محاولة حفتر غزو طرابلس وإزالة حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة، وأوقفت الهجمات على المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية، ومع ذلك، دعت الجامعة العربية باستمرار إلى مغادرة ليبيا والتوقف عن التدخل في شؤونها الداخلية.

وفي سبتمبر الماضي، أدانت جامعة الدول العربية تركيا بزعم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، ودعتها إلى وقف الأعمال “التي تهدد الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط”، في إشارة إلى اتفاقياتها الثنائية مع حكومة الوفاق الوطني ودعمها وحمايتها لها.

وفي الوقت نفسه، تلتزم جامعة الدول العربية الصمت بشأن التدخل المدمر الواضح لدولة الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب حفتر في ليبيا.

وفي صيف عام 2018، توسطت الإمارات العربية المتحدة في اجتماع سري بين حفتر ووكالة الموساد الإسرائيلية للتجسس وافقت خلاله على تزويد قوات حفتر بالأسلحة، في خرق لحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن الدولي على ليبيا في عام 2011.

وكشفت موقع “واشنطن فري بيكون” في أبريل من هذا العام، أن مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية التقوا على انفراد مع نجل حفتر لمناقشة ترشحه للرئاسة عام 2021.

وقال إن حفتر “كان قائدا عسكريا سابقا موثوقا به في عهد معمر القذافي قبل أن ينشق ويصبح أحد أصول وكالة الاستخبارات المركزية في التسعينيات”، وأشار إلى أن “انتصار صدام حفتر يمكن أن يؤدي إلى توثيق العلاقات بين إسرائيل وليبيا”.

في عام 2015، التقى حفتر، خلال زيارة إلى عمان، بمسؤولين إسرائيليين ودعاهم إلى شن غارات جوية في مدينة سرت الليبية، وقد فعلوا ذلك. وفي مقابل ذلك، تعهد حفتر بتوقيع صفقات نفط وأسلحة مع إسرائيل.

وعلى الرغم من كل هذا، لا تزال الجامعة العربية صامتة.

وفي أوائل عام 2017، قال الصحفي “ريتشارد سيلفرشتاين” إن سبب الصمت هو ببساطة أن إسرائيل صديق لمعظم الدول الأعضاء الفعالة في جامعة الدول العربية – مصر والإمارات والأردن.

وذكر مصدر في الجيش الإسرائيلي قائلا: “صديق لصديقنا – وعدو عدونا – هو صديقنا، وحفتر صديق لمصر والأردن والإمارات العربية المتحدة”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً