أعلن صندوق النقد الدولي، اليوم الجمعة، عن إجرائه تقييمًا شاملًا لحجم الأضرار والاحتياجات العاجلة في قطاع غزة، تمهيدًا لوضع خطة متكاملة للتعافي بالتنسيق مع المنظمات الدولية.
وأوضح مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الصندوق، جهاد أزعور، في تصريحات للصحفيين، أن صندوق النقد يعمل ضمن إطار التعاون الدولي، ويسعى للتنسيق مع شركائه، بما في ذلك البنك الدولي ووكالات الأمم المتحدة، لتقديم الدعم وفق نطاق اختصاصه، وبما يساهم في إعادة الاستقرار المالي والاقتصادي إلى القطاع بعد عامين من الحرب.
ويأتي هذا التحرك بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وثيقة شاملة لوقف إطلاق النار في غزة، والتي أفضت إلى إطلاق حركة “حماس” الفلسطينية آخر الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
وتندرج هذه الوثيقة ضمن خطة ترامب للسلام التي أُعلن عنها في نهاية سبتمبر/أيلول 2025، وتشمل وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن خلال 72 ساعة، وتسليم إدارة غزة إلى لجنة تكنوقراطية بإشراف دولي، بهدف إرساء الاستقرار وتهيئة الظروف لإعادة الإعمار والتنمية المستدامة.
ويُتوقع أن يشكّل تقييم صندوق النقد الدولي خطوة أولى في تحديد حجم الخسائر الاقتصادية والبنية التحتية المتضررة، ووضع إطار تمويلي مشترك مع الشركاء الدوليين لدعم جهود التعافي في غزة خلال المرحلة المقبلة.
كبار المسؤولين الماليين العالميين يؤكدون استعدادهم لإعادة إعمار غزة بتكلفة تقدر بـ 70 مليار دولار
أكد كبار المسؤولين الماليين من مختلف أنحاء العالم خلال الأسبوع الحالي استعدادهم الكامل للمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة، في ظل جهود البنك الدولي والأمم المتحدة لوضع تقدير جديد لتكلفة الإعمار التي قد تصل إلى 70 مليار دولار.
وأوضحت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نغوزي أوكونجو إيويالا، أن أعضاء لجنة التنمية الوزارية التي تقدم المشورة للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ناقشوا التحديات المرتبطة بإعادة الإعمار في اجتماع عُقد يوم الخميس الماضي.
وأشارت إلى أهمية وقف إطلاق النار وتوقف أعمال القتل، إلى جانب توفير الغذاء للفلسطينيين، معربة عن أملها في أن تفتح هذه الخطوات طريقاً نحو السلام واستعادة الحياة الطبيعية في غزة.
ومن جانبها، أكدت الأمم المتحدة أن قوافل المساعدات تواجه صعوبات في الوصول إلى مناطق شمال غزة التي تعاني من أوضاع إنسانية حرجة بسبب تضرر الطرق وإغلاقها.
وقال برنامج الغذاء العالمي إن كمية الغذاء التي تدخل قطاع غزة يومياً منذ اتفاق وقف إطلاق النار لا تزال أقل بكثير من الاحتياجات الفعلية.
في سياق متصل، صرح هاوليانغ شو، القائم بأعمال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بأن ظروف إعادة الإعمار لم تتوفر بعد، مشيراً إلى ضرورة إزالة أكثر من 61 مليون طن من الأنقاض وافتقاد قطاع غزة للمأوى الملائم، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
وأكد أن هناك خططاً لعقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في المستقبل القريب، لكن لم يتم تحديد موعده بعد.
يذكر أن تقديرات سابقة في فبراير 2025 قدرت تكلفة إعادة إعمار غزة بأكثر من 50 مليار دولار، في حين تجري حالياً مراجعة لتحديث هذا الرقم ليصل إلى 70 مليار دولار.






اترك تعليقاً