توالت ردود الفعل الدولية على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت فجر اليوم الجمعة مواقع عسكرية ومنشآت نووية وشخصيات إيرانية بارزة، حيث أدانت عدة جهات العملية، معتبرين إياها تصعيدًا خطيرًا يهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق إزاء التصعيد العسكري، مشيرًا إلى أن الضربة جاءت في ظل محادثات جارية بين إيران والولايات المتحدة حول الملف النووي. ودعا غوتيريش الطرفين إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب انزلاق الوضع نحو صراع أوسع.
وأدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشدة الهجمات الجوية التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف داخل الأراضي الإيرانية فجر الجمعة، معتبراً إياها “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، وقال الأمين العام للمجلس، جاسم محمد البديوي، إن هذا التصعيد العسكري يشكل تهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي والسلم الدولي، داعياً المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التدخل العاجل لوقف “هذا العدوان”، ومنع اتساع رقعة الصراع، وأكد البديوي أن على القوى الدولية تحمل مسؤولياتها لمنع اندلاع حرب أوسع في المنطقة، محذراً من أن التصعيد الحالي قد تكون له تداعيات كارثية على الأمن في الخليج والشرق الأوسط والعالم.
وأعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن إدانتها الشديدة للهجمات التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي على مواقع داخل الأراضي الإيرانية فجر الجمعة، ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي وسيادة الدول”، وأكدت الجامعة في بيان رسمي أن استمرار مثل هذه الاعتداءات يهدد بإشعال المنطقة وجرّها إلى مواجهات واسعة النطاق، محذّرة من أن التصعيد المتبادل قد يخرج عن السيطرة ويقوّض أمن المنطقة واستقرارها.
ودعت الجامعة العربية المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، إلى تحرك فوري وحاسم للجم هذا التصعيد، والعمل على وقف الاعتداءات وضمان التزام جميع الأطراف بضبط النفس وتفادي الانزلاق نحو صراع شامل، وأكدت الأمانة العامة ضرورة اعتماد الحلول السياسية والدبلوماسية لمعالجة التوترات القائمة، ورفض سياسة القوة وفرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية، بما يهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط بأكمله.
من جانبها، أدانت سلطنة عمان، التي تلعب دور الوسيط في المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، بشدة الغارات الإسرائيلية ووصفتها بـ”التصعيد الخطير” الذي يهدد الجهود الدبلوماسية، محملة إسرائيل مسؤولية هذا التصعيد، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف واضح وحازم لوقف هذه الممارسات.
وأعربت قطر عن إدانتها الشديدة للضربات الإسرائيلية على إيران، مؤكدة أنها “تعرقل الجهود الرامية لخفض التصعيد” في المنطقة، وأشارت وكالة الأنباء القطرية الرسمية في بيان إلى أن الدوحة التي تؤدي دور وسيط رئيسي بين الدولة العبرية وحركة حماس، “تعبر عن بالغ قلقها إزاء هذا التصعيد الخطير، الذي يأتي في سياق نمط متكرر من السياسات العدوانية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة”.
في المقابل، نددت المملكة العربية السعودية بـ”الاعتداءات الإسرائيلية السافرة” التي استهدفت منشآت متعددة في إيران وأسفرت عن سقوط قتلى من القادة العسكريين، مؤكدة على مسؤولية المجتمع الدولي ومجلس الأمن في وقف العدوان فورًا للحفاظ على الأمن والاستقرار.
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا استنكرت فيه الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع إيرانية وأدت إلى مقتل كبار القادة العسكريين، ووصفت التصعيد بأنه “إقليمي سافر وبالغ الخطورة”، وأكدت الوزارة أن الحلول السياسية والسلمية هي السبيل الوحيد لإنهاء أزمات المنطقة، مشددة على أن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لأي دولة بما في ذلك إسرائيل، وأن احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها هو الضمان الحقيقي للاستقرار، وأضاف البيان أن الهجمات تمثل “انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا للأمن والسلام الإقليمي والدولي”، محذرًا من أن هذه التطورات قد تؤدي إلى إشعال فتيل الأزمة وتصعيد الصراع مع تداعيات خطيرة تهدد استقرار المنطقة وشعوبها.
بدورها، أدانت حركة “حماس” العدوان الإسرائيلي الواسع على إيران، معتبرةً أن التصعيد يشكل خطرًا بالغًا يهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط بأكمله، وأكدت الحركة في بيان رسمي أن “العدوان الصهيوني يعكس إصرار حكومة نتنياهو المتطرفة على جر الإقليم إلى مواجهات مفتوحة لخدمة أجنداتها التلمودية”، ووصفت العدوان بـ”الانتهاك الصارخ للأعراف والمواثيق الدولية”، كما أعربت الحركة عن تضامنها الكامل مع إيران، وقدمت التعازي باستشهاد كبار قادتها، معتبرة أن إيران تدفع ثمن مواقفها الثابتة في دعم القضية الفلسطينية ومقاومتها.
وأدان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني التصعيد العسكري، داعياً إلى تحرك عاجل لوقف هذا النزاع الخطير، ومؤكداً أن الأردن لن تسمح بأن تصبح ساحة لأي حرب أو تهديد لأمنها واستقرارها، وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسط تقارير عن اعتراض القوات الجوية الأردنية صواريخ وطائرات مسيرة دخلت مجالها الجوي، في خطوة تؤكد حالة الاستنفار القصوى لحماية سماء المملكة.
وأعربت وزارة خارجية الكويت عن “إدانتها واستنكارها الشديدين للهجمات الإسرائيلية على إيران”.
أما الرئيس اللبناني جوزيف عون فقال إن الاعتداءات الإسرائيلية على إيران استهدفت الجهود الرامية للحفاظ على الاستقرار بالمنطقة.
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية العراقية أن “بيانات التنديد لم تعد كافية، بل يتعين أن يُترجم الموقف الدولي إلى خطوات رادعة وعملية”.
وأصدر مكتب المرجع الديني الأعلى في العراق، علي الحسيني السيستاني، بياناً شديد اللهجة أدان فيه الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي الإيرانية فجر اليوم، وأسفر عن مقتل العشرات من القادة العسكريين والعلماء والمدنيين، بينهم نساء وأطفال. ووصف البيان هذه العملية بـ”الجريمة” التي برهنت على “خطورة النظام الصهيوني وعدوانيته”.
وأكد مكتب السيستاني في بيانه: “ندعو للشهداء بالرحمة والرفعة، ونتقدم بالتعازي لأسرهم الكريمة، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين”، مشدداً على ضرورة أن يمارس المجتمع الدولي ضغوطاً على النظام الإسرائيلي وداعميه لوقف مثل هذه الاعتداءات.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، أن روسيا تشعر بقلق بالغ وتدين التصعيد في مستوى التوتر بين إسرائيل وإيران، وأوضح بيسكوف للصحفيين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتلقى تقارير فورية من وزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات الخارجية ووزارة الخارجية حول تطورات الأحداث في المنطقة، وأضاف بيسكوف أن وزارة الخارجية الروسية، بناءً على تعليمات من الرئيس بوتين، ستصدر قريباً بياناً مفصلاً حول الوضع بين البلدين، سيتم توزيعه لاحقاً على الأمم المتحدة.
حزب الله يدين الهجوم الإسرائيلي على إيران ويؤكد موافقة واشنطن وتنسيقها مع تل أبيب
أصدر حزب الله اللبناني بيانًا شديد اللهجة أدان فيه الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، الذي أدى إلى مقتل قادة عسكريين وعلماء ومواطنين، مؤكدًا أن الهجوم جاء بموافقة وتنسيق أمريكي كامل مع تل أبيب.
وقال البيان الصادر الجمعة: “يدين حزب الله بشدة العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي استهدف إيران، والذي يمثل تصعيدًا خطيرًا لمسار التفلت الصهيوني من كل الضوابط، بغطاء ورعاية أمريكيتين كاملتين”.
وأضاف أن “العدو الإسرائيلي لا يلتزم بأي منطق أو قوانين، ويقوم بمغامرات تنذر بإشعال المنطقة برمتها، خدمة لأهدافه العدوانية ولإنقاذ نفسه من أزماته الداخلية”.
وشدد البيان على أن “كل الجهود المبذولة للحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة تم نسفها بواسطة حكومة العدو، مما يعرض الأمن الإقليمي والدولي لمخاطر جسيمة قد تؤدي إلى تداعيات لا تحمد عقباها”.
ودعا حزب الله شعوب ودول المنطقة إلى الوعي بمخاطر العدوان الإسرائيلي، محذرًا من أن عدم مواجهته بالرفض والإدانة سيزيد من عدوانية وجبروت هذا الكيان.
وأكد البيان أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية حرصت على ضبط النفس والتزام المبادرات الدولية لنزع فتيل الأزمة، متمسكة بحقها في إنتاج الطاقة النووية السلمية.” وأضاف أن “العدو الإسرائيلي تخطى كل الخطوط الحمراء ظنًا منه أنه يغير المعادلات”.
كما أشار البيان إلى أن “هذا العدوان لم يكن ليحصل لولا الموافقة والتنسيق والتغطية الأمريكية المباشرة، التي تسعى واشنطن للتنصل منها درءًا لأي تداعيات عليها”.
وأعرب حزب الله عن تضامنه الكامل مع إيران، قيادة وشعبًا، وقدم تعازيه إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، ورئيس الجمهورية والحكومة الإيرانية، وقيادة الحرس الثوري، والشعب الإيراني على شهداء العدوان.
وفي تصريح منفصل لوكالة “رويترز”، أكد مصدر مسؤول في حزب الله أن الحزب لن يبادر بشن هجمات على إسرائيل ردًا على الضربات الإسرائيلية على إيران.
فيما أكد الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم في بيان منفصل أن “العدوان الإسرائيلي المدعوم من الإدارة الأمريكية على إيران لن يمر دون رد”، محذراً من أن “هذه العملية ستترك آثاراً كبيرة على استقرار المنطقة”، ووصف قاسم إيران بأنها “شعلة الأحرار والكرامة والحر، وستبقى في موقعها المتقدم كداعم للشرفاء والمستضعفين”، وشدد على تمسك حزب الله بموقفه الداعم لإيران في الدفاع عن نفسها، محذراً إسرائيل والولايات المتحدة من “الخزي والعار” الذي سينالونه نتيجة هذا العدوان.
وفي أنقرة، نددت وزارة الخارجية التركية بهجوم إسرائيل على إيران وطالبت إسرائيل بأن تنهي فورا أفعالها العدوانية التي قد تؤدي إلى صراعات أكبر، وقالت الخارجية التركية إن “الهجوم يُظهر أن إسرائيل لا تريد حل القضايا بالوسائل الدبلوماسية”.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الهجوم الإسرائيلي على إيران بأنه “استفزاز واضح”، بينما تواصل الأنباء تدفقها حول سقوط قتلى من كبار القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وأدانت وزارة الخارجية الإندونيسية الهجوم الإسرائيلي، محذرة من احتمال تفاقم التوترات واندلاع صراع إقليمي أوسع، فيما أعربت اليابان عن إدانتها للعملية، ووصف وزير خارجيتها تاكيشي إيوايا الهجوم بأنه “مؤسف جدًا”، معبرًا عن أسفه لاستخدام الوسائل العسكرية في هذه الأزمة.
من جهتها، أعربت الصين عن “قلقها البالغ” إزاء العواقب الوخيمة بعد الضربات الإسرائيلية على إيران، مؤكدة معارضتها “أي انتهاك” للسيادة الإيرانية بعد الضربات الإسرائيلية، ودعت الخارجية الصينية الأطراف المعنية إلى التصرف بطرق تخدم السلام والاستقرار الإقليميين، مشيرة إلى استعدادها للعب دور بناء في تهدئة الوضع.
وأعربت وزيرة خارجية أستراليا بيني وونغ عن “انزعاج” بلادها إزاء التصعيد بين إسرائيل وإيران، ودعت وونغ جميع الأطراف إلى “الإحجام عن أي أعمال أو لغة من شأنها أن تفاقم حدة التوتر”.
وقالت وونغ: “نتفهم جميعا التهديد الذي يمثله برنامج إيران النووي، والصاروخي الباليستي، فهو يمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، وندعو جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية للحوار والدبلوماسية”.
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته أن الحلف لا يشارك في أي شكل من أشكال التدخل العسكري في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الضربات الإسرائيلية ضد إيران جاءت كإجراء أحادي الجانب من تل أبيب، في وقت تحاول فيه عدة دول أعضاء في الحلف، لا سيما الولايات المتحدة، العمل على تهدئة الأوضاع المتوترة.
وأوضح روته خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة السويدية ستوكهولم أن “الوضع ديناميكي للغاية وسريع التغير”، مشدداً على أهمية ضبط النفس من جانب جميع الأطراف، وأضاف: “هذا إجراء أحادي من إسرائيل، وبالنسبة للعديد من دول الناتو، خاصة الولايات المتحدة، فإن من المهم بذل جهود دبلوماسية لاحتواء التصعيد. أعلم أنهم يعملون لتحقيق ذلك”.
وكان حذر الجنرال إيال زامير، رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إيران من تبعات أي محاولة لتحدي إسرائيل، مؤكداً أن بلاده ستدفع الثمن باهظاً مقابل أي تهديد.
وجاء في بيان رسمي نشره الجيش الإسرائيلي صباح اليوم، أن الهجوم على إيران بدأ لأن “الوقت قد حان، ووصلنا إلى نقطة اللاعودة”، وأضاف البيان أن إسرائيل “لا تملك خياراً آخر، ولا يمكنها انتظار فرصة أخرى للتحرك”، مشدداً على أن التاريخ علمهم أنه “في وجه الطموحات لتدميرنا، يجب ألا ننحني، بل يجب أن نناضل للحفاظ على وجودنا”.
وأوضح رئيس الأركان أن “الحرية مُنحت لمن استعد للقتال من أجلها”، مؤكداً أن المعركة الحالية تهدف إلى “بناء مستقبل أكثر أماناً لدولة إسرائيل ومواطنيها بالإيمان والعمل المشترك”.
وختم الجنرال زامير تحذيره بالقول: “أحذركم، كل من يحاول تحدينا سيدفع ثمناً باهظاً. نخوض المعركة معاً، وهدفنا واحد، وسننتصر”.
من جهته، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن “الرسالة واضحة: كل من يعمل لتدمير إسرائيل سيتم القضاء عليه”، مشيراً إلى أن العملية استهدفت “قادة في الحرس الثوري والعلماء النوويين”، متوعداً بمواصلة الجهود لإفشال البرنامج النووي الإيراني.
وقال رئيس هيئة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، الميجر جنرال شلومي بيندر، إن إسرائيل تخوض “معركة وجودية” ضد إيران، مؤكداً أن الأجهزة الاستخباراتية في حالة تأهب قصوى وجاهزية كاملة لمواصلة العمليات، وجاءت تصريحات بيندر صباح الجمعة، من داخل غرفة العمليات في مقر سلاح الجو، حيث أُديرت الضربة المنسقة التي استهدفت قيادة الأركان العليا للنظام الإيراني.
وأضاف بيندر: “انطلقنا إلى معركة لا تقل عن كونها معركة وجودية ضد عدو يسعى إلى تدميرنا. إيران تعمل على تطوير قدرات نووية وتتقدم بسرعة في هذا المجال، كما تسعى لامتلاك قدرات تقليدية بكميات هائلة”، مؤكداً أن الهدف الإسرائيلي هو “تقويض هذا التهديد، تعطيله، وإزالته”.
وشدد المسؤول العسكري على أن هيئة الاستخبارات الإسرائيلية “عملت بشكل مكثف لتقديم إنذارات دقيقة بشأن تقدم البرنامج النووي الإيراني وكميات الصواريخ أرض–أرض”، مشيراً إلى أن الجهاز في “موقف قوي جداً” في هذه المواجهة، وجاهز لكافة السيناريوهات المحتملة.






اترك تعليقاً