تونس تتفوق عربياً وأفريقياً في مجال الابتكار

وكالات

خطفت تونس الأضواء في مجال الابتكار بعد أن تربعت على قائمة الدول العربية والإفريقية ضمن مؤشر الاقتصادات الأكثر ابتكارا للعام 2017 الذي أعدته وكالة “بلومبرغ” الأميركية، وهو تصنيف يعكس مستوى النجاحات التي تحققت بفضل مهارة المهندسين التونسيين في قطاع التكنولوجيا.

وضمن 78 دولة شملها التصنيف جاءت تونس في المركز الـ45 متبوعة بالمغرب الذي تراجع للمرتبة الخمسين، وظلت كوريا الجنوبية في صدارة الترتيب تليها السويد ثم ألمانيا.

واعتمد تقييم “بلومبرغ” على سبعة معايير مثل البحث والتطوير، وصناعات القيمة المضافة، والتعليم العالي، وكثافة التكنولوجيا.

ويأتي هذا التصنيف عقب سلسلة من الجوائز العالمية التي حصدها مخترعون تونسيون كثر في شتى المجالات خلال السنوات الماضية، مما جعل كبرى الشركات العالمية المتخصصة في تكنولوجيات الاتصال أو صناعة مكونات الطائرات أو غيرها تسعى لاستقطابهم أو التعاون معهم.

 تليش: تمتلك تونس منظومة تعليم متطورة تنتج كفاءات عالية (الجزيرة)

كفاءة عالية
الشاب التونسي محمد تليش أحد المهندسين الذين حققوا نجاحا لافتا بفضل ثقة زبائنه في كفاءته، فقد تمكن قبل أعوام من تأسيس شركة ناشئة متخصصة في أنظمة الاتصالات، ومع ذلك أصبحت شركته تلبي حاجيات العديد من الوزارات والشركات الخاصة.

يقول محمد الذي تخرج من المدرسة التونسية للتقنيات ثم اشتغل بعد إنهاء مشواره التعليمي في فرنسا مع أحد مشغلي الاتصالات البارزين هناك، إن شركته استطاعت بفضل كفاءة مهندسيها أن تتعاقد مؤخرا مع إحدى الشركات الأميركية الكبرى المتخصصة في مجال استكشاف النفط.

ويؤكد محمد للجزيرة نت أن نجاح شركته في التعامل مع شركات خاصة سواء في أميركا أو فرنسا أو الإمارات العربية أو السعودية أو تونس لبيعها ما تحتاجه من أنظمة اتصالات خاصة، “يعود إلى ثقتها في قدرة المهندسين التونسيين على توفير منتجات لها قيمة مضافة وبجودة عالمية مرموقة”.

ويرجع هذا المهندس إشعاع تونس في مجال الابتكار مقارنة بباقي الدول العربية والإفريقية إلى وجود “منظومة تعليم متطورة تنتج كفاءات عالية”.

توجد شركة محمد تليش “كود إن تاك” في قطب الغزالة لتكنولوجيات الاتصال بالعاصمة تونس الذي يمتد على مساحة 65 هكتارا، ويجمع المئات من الشركات الناشئة والشركات الصغرى والمتوسطة والشركات المتعددة الجنسيات التي تعتمد في ابتكاراتها وصناعتها على الأدمغة التونسية.

الجندوبي: قطب الغزالة يضم 110 شركات ناشئة ومتوسطة ومتعددة الجنسيات (الجزيرة)

ويعتبر قطب الغزالة لتكنولوجيات الاتصال الذي تأسس عام 1997 أول قطب تكنولوجي بالبلاد، وهو يضم 110 شركات ناشئة ومتوسطة ومتعددة الجنسيات بالإضافة إلى مدارس المهندسين الحكومية والخاصة، بحسب المسؤولة عن الاتصال والتعاون الدولي منية الجندوبي.

وتقول الجندوبي للجزيرة نت إن هذا القطب يساهم في تطوير كفاءة المهندسين من خلال الإحاطة التي يقدمها للشركات الناشئة والصغرى والمتوسطة، كما يساهم في التعريف بمنتجاتهم إضافة إلى جذب الشركات المتعددة الجنسيات “التي طالما أبدت إعجابا بالكفاءة التونسية”.

مجهود الدولة
وبحسب إلياس الجريبي المدير التنفيذي لبرنامج “تونس الذكية” التابع لوزارة تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي فإن من أهم أسباب حصول تونس على المركز الأول عربيا بمجال الابتكار هو “تمتعها بموارد بشرية هامة وذلك بفضل استثمار الدولة بعد الاستقلال في التعليم والصحة”.

ويتخرج سنويا من الجامعات التونسية حوالي ستين ألفا من حاملي الشهادة العليا، ويتوجه قرابة عشرين ألف طالب لدراسة الهندسة والرياضيات، ويذهب 12 ألف طالب منهم إلى المدارس المتخصصة في مجال تكنولوجيا الاتصال الذي ينتج كفاءات عالية مطلوبة بأسواق العمل، كما يقول الجريبي.

ومن الأسباب الأخرى التي يرى هذا المسؤول أنها ساهمت في دعم الخبرة التونسية في مجال الابتكار هو تمتع تونس ببنية تحتية مهمة تضم أكثر من ثلاثة آلاف شركة أجنبية “أغلبها تعتمد على تكنولوجيات متطورة يتحكم فيها مهندسون تونسيون أصبحت لهم خبرة عالية في هذا المجال”.

ويقول للجزيرة نت إن هناك توجها حكوميا في إطار برنامج “تونس الذكية” الذي انطلق فعليا عام 2015 لجعل تونس قطبا إقليميا في قطاع التكنولوجيا لتصدير الخدمات إلى أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، وأكد أن الهدف من البرنامج هو تهيئة الأرضية وجذب الاستثمار لتشغيل خمسين ألف شاب.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً