أعلن وزير خارجية بنين أولوشيغون أدجادي بكاري، يوم الأحد، فشل محاولة انقلاب على السلطة نفذتها مجموعة من الجنود، مؤكدًا أن الوضع في البلاد تحت السيطرة.
وأوضح الوزير في إفادة صحفية أن القسم الأكبر من الجيش والحرس الوطني لا يزال على ولائه ويسيطر على الوضع الداخلي، مشيرًا إلى أن الرئيس باتريس تالون بأمان وأن البلاد تحت السيطرة الكاملة للسلطات الشرعية.
وقالت مصادر مقربة من الرئيس لوكالة “الصحافة الفرنسية” إن المجموعة التي سيطرت على التلفزيون كانت صغيرة وتمكنت القوات النظامية من استعادة السيطرة، مؤكدة أن البلاد والرئيس وعائلته في أمان تام.
كما أعلنت السلطات في بنين، يوم الأحد، اعتقال 14 شخصًا على خلفية محاولة انقلاب فاشلة، بحسب تصريحات متحدث باسم الحكومة لوكالة رويترز.
وكان أعلن جنود في بنين اليوم الأحد، عبر التلفزيون الوطني إقالة الرئيس باتريس تالون من مهامه والاستيلاء على السلطة في الدولة الواقعة غرب أفريقيا والمطلة على المحيط الأطلسي.
وظهرت مجموعة العسكريين على شاشة التلفزيون تحت اسم “اللجنة العسكرية لإعادة التأسيس”، وأعلنت أنها اجتمعت صباح اليوم وتداولت القرار النهائي بإقالة الرئيس تالون وحل الحكومة والسيطرة على مفاصل الدولة.
وأكدت مصادر مقربة من الرئيس تالون أنه بأمان، وأن الجيش استعاد السيطرة على الوضع، فيما أفادت السفارة الفرنسية بوقوع إطلاق نار في معسكر غيزو قرب مقر الرئاسة في كوتونو، ودعت المواطنين الفرنسيين إلى ملازمة منازلهم كإجراء احترازي.
ويشغل باتريس تالون منصب رئيس بنين منذ 6 أبريل 2016، ويشتهر بتركيزه على تعزيز روابط بلاده مع الشتات الأفريقي العالمي. وكان من المفترض أن يتنحى تالون في أبريل المقبل بعد عشر سنوات من البقاء في السلطة.
ويأتي هذا الانقلاب بعد أيام قليلة على انقلاب مماثل في غينيا بيساو، حيث أعلن ضابط بالجيش عزل الرئيس عمر سيسوكو إمبالو وتعليق عمل مؤسسات الدولة حتى إشعار آخر.
وشهدت منطقة غرب أفريقيا في السنوات الأخيرة سلسلة من الانقلابات العسكرية المتتالية، غالبًا نتيجة التوترات السياسية والاجتماعية وضعف المؤسسات المدنية، وتزايد دور الجيش في السياسة.
وتشير التحليلات إلى أن الانقلاب الأخير في بنين، بالتزامن مع ما حدث في غينيا بيساو، يعكس حالة عدم استقرار متزايدة في دول المنطقة، ما يثير مخاوف دولية بشأن مستقبل الديمقراطية والأمن الإقليمي، ويجعل الاستثمار والتنمية الاقتصادية أكثر هشاشة.
الاتحاد الأفريقي يدين محاولة الانقلاب في بنين ويؤكد دعم الحكومة الشرعية
أدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، يوم الأحد، محاولة الانقلاب العسكري في جمهورية بنين، مؤكدًا أن أي تدخل عسكري في العملية السياسية يعد انتهاكًا خطيرًا لمبادئ الاتحاد الأفريقي.
وأشار يوسف في بيان رسمي إلى أن الأطر المعيارية للاتحاد، بما في ذلك القانون التأسيسي للاتحاد (2000)، وإعلان لومي (2000)، والميثاق الأفريقي للديمقراطية والانتخابات والحوكمة (2007)، وإطار إيزولويني (2009)، ترفض جميعها التدخل العسكري، وتؤكد على أهمية احترام النظام الدستوري والشرعية الديمقراطية كركائز للسلام والاستقرار.
ودعا رئيس المفوضية الجهات المشاركة في محاولة الانقلاب إلى التوقف فورًا عن أي أعمال غير قانونية، والالتزام بدستور بنين والعودة إلى ثكناتها، مشددًا على أهمية الحوار والوحدة الوطنية للحفاظ على السلم الداخلي.
وأعرب يوسف عن قلقه من الانتشار المتزايد لمحاولات الانقلاب في المنطقة، محذرًا من تأثيرها على الاستقرار القاري والمكاسب الديمقراطية وثقة المواطنين بالمؤسسات العامة، كما تهدد الأمن الجماعي وسلطة الدولة، مؤكدًا موقف الاتحاد الأفريقي الرافض لأي تغيير غير دستوري للحكومة، والتزامه بالدفاع عن الديمقراطية وسيادة القانون وإرادة الشعوب الأفريقية.
وأوضح رئيس المفوضية دعم الاتحاد الأفريقي لرئيس بنين باتريس تالون والسلطات الشرعية في البلاد، مؤكدًا استعداد الاتحاد، بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لمساندة الحكومة والشعب لاستعادة الوضع الدستوري وتعزيز المؤسسات الديمقراطية.
من جانبه، أعلن وزير الداخلية في بنين الحسن سيدو، يوم الأحد، استعادة النظام في البلاد واحتجاز المتمردين العسكريين من قبل الحرس الجمهوري، بعد محاولة انقلاب فاشلة نفذها عناصر من الجيش بقيادة المقدم باسكال تيغري، الذين عزلوا الرئيس تالون مؤقتًا وسيطروا على بعض المراكز الحكومية، بما في ذلك التلفزيون الرسمي.






اترك تعليقاً