حالة طوارئ في مناطق شرق ليبيا جراء العاصفة «دانيال»

تشهد مدن ومناطق شرق ليبيا حالة طوارئ جراء العاصفة “دانيال” التي ضربت البلاد قادمة من البحر المتوسط بعد مرورها باليونان.

وبعدما اكتسبت خصائص استوائية، وخلفت خسائر مادية وأضرارًا كبيرة في تركيا واليونان وبلغاريا، تحركت عاصفة “دانيال” المتوسطية بكامل قوتها إلى شرق ليبيا من وسط البحر المتوسط، كما أنها تهدد دولًا عربية أخرى.

وتحرك مركز العاصفة، يوم الأحد، من البحر المتوسط إلى ساحل المنطقة الشرقية في ليبيا، حيث هطلت أمطار غزيرة غمرت بعض المناطق وتسببت بإغلاق طرق.

وكانت الحكومة الليبية المُكلفة من مجلس النوّاب قد أعلنت يومي الأحد والاثنين عطلة رسمية بسبب التقلبات الجوية في المنطقة الشرقية، وشكلت غرفة طوارئ لمتابعة التطورات.

وفي مدينة البيضاء، أعلن عميد البلدية خروج الوضع عن السيطرة تماماً وطالب جميع السلطات في الدولة الليبية بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وحمَّلهم المسؤولية الكاملة.

وأعلنت بلدية البيضاء في وقت سابق، حظر التجول في المدينة جراء التقلبات الجوية التي تشهدها المنطقة.

وغمرت مياه الأمطار ممرات وأقسام مركز البيضاء الطبي جراء العاصفة المتوسطية “دانيال” ما تسبب في خروج المستشفى عن الخدمة ونقل كافة مرضى العنايات إلى المستشفيات الخاصة بالمدينة.

وأفاد رئيس غرفة الطوارئ بالهلال الأحمر محمد المنفي، بتلقيهم العديد من البلاغات بفقدان أشخاص وعائلات بالكامل في مدينة البيضاء، مشيراً إلى أن الوضع في المدينة خطير جدا ولا توجد إحصائيات إلى حد هذه اللحظة وأن العمل مستمر لمحاولة إنقاذ العائلات العالقة.

كما جرفت سيول الأمطار سيارات المواطنين في منطقة البياضة الواقعة بين مدينتي المرج والبيضاء بالجبل الأخضر.

وأعلنت بلدية بنغازي فرض حالة الطوارئ وحظر التجول في المدينة ابتداء من الثامنة مساء السبت إلى الإثنين، وإخلاء المناطق، وغلق المحال التجارية المجاورة للساحل الليبي، والمناطق المنخفضة التي تقع بالقرب من الوديان، وذلك على خلفية مرور العاصفة.

كما قرر المجلس البلدي بدرنة فرض حظر تجول من العاشرة مساء السبت إلى حين استقرار الأحوال الجوية، وإخلاء محلة الجبيلة ومحلة البلاد والمناطقة المجاورة للبحر، حفاظاً على الأرواح من سوء الأحوال الجوية.

بدوره دعا الهلال الأحمر الليبي سكان المناطق المطلة على البحر في درنة إلى مغادرة منازلهم، تحسباً للعاصفة، وذلك عبر سيارات إسعاف جابت شوارع تلك المناطق.

وشهدت مدينتي درنة وسوسة بالجبل الأخضر أمطار غزيرة تسببت بسيول جارفة وغرق الشوارع والسيارات والبيوت.

وفي مدينة شحات، وجه مدير فرع جهاز الإسعاف والطوارئ بالمدينة ميلود خليل، نداءاً عاجلاً، بشأن غرق العديد من المنازل بالمدينة واضطرار سكانها للجوء إلى أسطح المنازل واصفا ما يحدث الآن بالوضع المتفاقم.

وأضاف خليل في تصريح لوكالة الأنباء الليبية، بأن الغرفة المشكلة بمدينة شحات وجهاز الإسعاف قد فقدت السيطرة على الوضع، وأن هنالك العديد من المواطنين العالقين في منازلهم، وقد تم نقل العديد منهم.

وأشار إلى أن مدينة شحات سجلت العديد من الجرحى جراء السيول والفيضانات دون تسجيل أي حالة وفاة حتى الآن.

في غضون ذلك، تقدم المجلس الرئاسي بتعازيه لأسر الضحايا الذين سقطوا جراء الفيضانات، وأعلن دعمه لجهود كافة لجان الطوارئ ورجال الأمن بالمدن والمناطق الليبية والمؤسسات ذات الصلة في مواجهة هذه الأزمة.

وأكد المجلس في بيان، تسخير كافة إمكانياته لتقديم الدعم الكامل لأجهزة الدولة المدنية والعسكرية لخدمة أهالي المنطقة الشرقية.

يشار إلى أن إعصار “دانيال” غمر قبل حوالي 3 أيام شوارع مدينة يونانية بالمياه وخلف فيها أضراراً جسيمة، وهو الذي تسبب بهطول أمطار شديدة الغزارة أدت إلى حدوث فيضانات عارمة في أجزاء عدّة من اليونان.

وتسبب إعصار “دانيال” ق في حدوث خسائر مادية في كل من اليونان وتركيا وبلغاريا بعد تكونه في منتصف البحر المتوسط، مما تسبب في ارتفاع أمواج البحر في تلك إلى ما بين 3 و4 أمتار وازدياد سرعة الرياح إلى حوالي 70 كيلومتراً في الساعة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً