حرب صور مزيفة.. بعد حادثة طائرة الرئيس الإيراني

تدور حرب صور مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، جراء تحطم الطائرة التي كانت تقلهما قرب الحدود مع أذربيجان.

ورغم أن السلطات الإيرانية لم تكشف حتى الآن أي جديد بخصوص الظروف والعوامل التي سقطت فيها المروحية، إلا أن منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي زعمت أنه تم “إسقاطها” بسلاح “ليزر فضائي”.

وفي منشور عبر منصة “إكس” أرفق بصورة مروحية تشتعل فيها النيران، ادعى تعليق أن الطائرة أُطلق عليها النار “من السماء بواسطة ليزر فضائي”.

وحصد المنشور نحو 30 مليون مشاهدة، رغم أن الخبراء والمحللين العسكريين يؤكدون أن تقنية استخدام سلاح الليزر، لا يمكنها أن تستهدف طائرة مروحية متحركة، وخاصة في ظل ظروف جوية عاصفة.

وبالبحث عن صورة الطائرة المرفقة مع المنشور، تبين أنها منشورة قبل أشهر في تقرير يتحدث عن نظريات المؤامرة حول تحطم طائرات المروحية، فيما رجح تقرير نشره موقع “دويتشه فيليه” أن الصورة مفبركة.

قناة الحرة الأمريكية دققت فرضية استخدام الليزر مع خبراء عسكريين وتقنيين، حيث أكدوا أن مثل هذه الادعاءات لا تخرج عن إطار “حرب معلومات مضللة” لحقيقة ما حصل.

وقال الخبير العسكري الأميركي، مارك كيميت، إن “هذه مزاعم لا أساس لها على الإطلاق”، مشيرا إلى أنه “إذا استخدمت آلية أو مركبة أو طائرة قديمة الصنع، في ظروف جوية سيئة” عليك أن تتوقع وقوع “حادث”.

وقال كيميت، الذي كان مساعدا لوزير الخارجية الأميركي الأسبق للشؤون العسكرية، إنه “لا توجد أي دولة لديها القدرة والقابلية على استهداف طائرة مروحية متحركة” بسلاح يستخدم شعاع الليزر يتم إطلاقه من الفضاء.

الخبير العسكري الأردني، مأمون أبو نوار، يوضح أن هذه “حرب معلومات مضللة تستغل أحداثا في إطار تجاذبات سياسية عبر شبكات التواصل الاجتماعي”.

وقال أبو نوار،  إن هناك أسلحة “تستخدم أشعة ليزر في نطاق ضيق”، لكن في تقديره المبدئي أن “ما وقع كان حادثا” مضيفا أن التساؤلات حول حقيقة ما حصل لن يجيب عنها سوى حطام الطائرة الذي سيحدد الأسباب الحقيقية.

وتعمل الولايات المتحدة وإسرائيل وألمانيا واليابان والصين وتايوان وتركيا ، على تطوير أسلحة تستخدم تقنيات الليزر، حسب تقرير نشرته مجلة نيوزويك، لكن هذه التقنيات لم تصل إلى حد “سلاح ليزري يطلق من الفضاء”.

وتداول مستخدمون صورة تظهر هيكل طائرة محطم وسط منطقة حرجية، أشار ناشروه في تعليقهم إلى أنها تعود للمروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني، لكن بعد التحقق منها تبين أنها تعود لحادث تحطم طائرة في كولومبيا، في عام 2016.

وظهرت منشورات أخرى تحدثت عن صورة لحطام طائرة في منطقة حرجية، وتتضمن بعض المنشورات صورة أخرى لمن بدوا وأنهم عناصر إنقاذ.

وأيضا كشف التحقق من الصور على محركات البحث أنها منشورة ضمن مجموعة من الصور على عدة مواقع إيرانية عام 2020، مما ينفي أن تكون لها أية علاقة بحادث تحطم مروحية رئيسي.

وحسب وكالة “ميزان” الناطقة باسم السلطات القضائية في إيران، تظهر المشاهد طائرة تدريب تحطمت آنذاك في قلا قلعة عباس آباد في شمال إيران.

ووثقت صورة أخرى مشهدا لحطام مروحية عسكرية، تبيّن أنها تعود لمروحية تحطمت في شمال المغرب قبل 5 سنوات.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً