خالد محمد: مجلس أمناء المؤسسة الليبية للإستثمار «الوهمي »

295876f88eda8e484c8a7ebb3411288c

* خالد محمد – صحفي مستقل

مرة أخرى يفاجئنا موقع ليبيا هيرالد الإلكتروني، ففي مقال نشر في أوائل الأسبوع، تعرض الموقع لتقرير عن اجتماع بما سمّي “مجلس أمناء مؤسسة الليبية للإستثمار” عقد في مالطا، “المقر” المزعوم للمؤسسة المارقة.

ويزعم المقال أن خمس شركات تابعة للمؤسسة تقوم “بشكل مستمر” بتقديم تقارير لمسؤوليها في مالطا، بما في ذلك “لاجتماعات مجلس الأمناء شهريا”. وهذا كلام لا أساس له من الصحة. فلربما حاولت هذه المجموعة المنفصلة عن المؤسسة الأصلية تكوين صناديق مزيفة ولكن هذه الصناديق لا وجود لها إلا على الورق. أما الشركات التابعة لمؤسسة الإستثمار الليبية الرئيسية الأصلية لا تزال تحت سيطرتها. كما ظلت المكاتب الرئيسية الرسمية لهذه الشركات تعمل باستمرار في العاصمة طرابلس، وهي مستمرة في عملياتها من هناك.

ويورد موقع ليبيا هيرالد أرقاما تشير إلى أن استثمارات المؤسسة تصل إلى قيمة 67 مليار دولار. وهذه الأرقام تعود إلى ثلاث سنوات مضت ولا تعكس حقيقة الوضع في المؤسسة. وليس من المستغرب أن “المؤسسة” المارقة ليس لديها معلومات ولا قدرة على تقديم أرقام حقيقة تعكس القيمة الحقيقية لأصول المؤسسة. بالإضافة إلى ذلك، فإن المجموعة المنفصلة في مالطا ليس لها أي سلطة أو مسؤولية عن استثمارات المؤسسة.

وتدّعي المجموعة المارقة أنها تملك شرعيتها من علاقتها باعتراف المجتمع الدولي بالبرلمان القائم في طبرق، وبحكومة عبدالله الثني المنبثقة عنه، والذي يحتل بدوره مقعد رئيس مجلس أمناء المؤسسة. ولكن هذا الإدعاء يعاني من خلل بسيط وهو أن البرلمان المشار إليه قد انتهت مدته في 20 أكتوبر2015 ولم تعد له صلاحيات المجلس التشريعي، وفقد الاعتراف الدولي به.

وعلمنا أخيرا من خلال وسائل الإعلام المحترمة في باريس، المغرب كونفيدنشل، أن حسن بوهادي، رئيس المجموعة المنفصلة في مالطا، على وشك أن يُفصل، مما يوحي باختلافات بين المجموعة، ويشير إلى سوء الأوضاع داخل مجموعة مالطا، وأن الأوضاع لم تعد مريحة وحان الوقت لرحيل بعض الشخصيات.

ونتوجه إلى الله ضارعين أن تشهد الأوضاع الليبية في القريب العاجل انفراجا سياسيا بتوقيع كل الأطراف على إتفاق تحت رعاية الأمم المتحدة يفضي إلي تشكل حكومة وطنية واحدة في ليبيا. وبذلك يصبح من الطبيعي أن تعود المياه إلى مجاريها الطبيعية وتستمر المؤسسة الليبية للإستثمار الأصلية، ومقرها في طرابلس، في عملها.. وتختفي الى الأبد المجموعة المنفصلة في مالطا بأرقامها المفبركة، واجتماعات مجالسها الوهمية، وشركاتها الورقية، وادعاءاتها الكاذبة للشرعية والدعم الدولي.

وبوجود مؤسسة واحدة للإستثمار، يستطيع موقع ليبيا هيرالد أن يغطي أخبار مؤسسة واحدة بدلا من مؤسستين، وبقدر 50٪ فقط من الأخطاء والتضليل.

هذا المقال لايعبر سوى عن رأي كاتبه كما أنه لا يعبر بالضرورة عن عين ليبيا

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً