قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن ملامح التسوية السلمية للنزاع في أوكرانيا ستتضح خلال الأسبوعين المقبلين، مشيراً إلى أنه قد يغيّر نهجه تجاه القضية بعد هذه الفترة.
وأوضح ترامب في مقابلة صحفية أنه لا يرغب في تحديد جدول زمني نهائي لكنه يتوقع وضوح الصورة قريباً، مضيفاً: “أعتقد أننا سنعرف خلال أسبوعين بشكل أو بآخر. بعد ذلك، قد نضطر إلى اتباع نهج مختلف، لكننا سنرى”.
في السياق، أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمثيل مشهد شهير من زمن الحرب الباردة، وذلك خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة ألاسكا الأسبوع الماضي، في صورة أثارت جدلاً واسعاً وشبهات بالتوظيف الرمزي لعلاقات القوة بين القوتين العالميتين.
ونشر ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” صورتين بالأبيض والأسود، إحداهما التُقطت له مع بوتين أثناء حديث جانبي في القمة، حيث بدا وكأنه يوجه إصبعه باتجاه الرئيس الروسي، على غرار صورة شهيرة تعود لعام 1959 جمعت الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون مع الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف خلال ما يُعرف بـ”نقاش المطبخ”.
تشابه “مذهل”
وأشارت صحيفة “ديلي تليغراف” إلى وجود “تشابه مذهل” بين الصورتين، من حيث الوضعية الجسدية، والتعبير الوجهي، ووجود مترجم يقف بين الزعيمين ببنية مشابهة.
في الصورة الأصلية من 1959، كان نيكسون، آنذاك نائباً للرئيس دوايت أيزنهاور، يزور معرضاً أميركياً في موسكو حين دخل في نقاش حاد مع خروتشوف بشأن تفوق الرأسمالية مقابل الاشتراكية. وقد تميز اللقاء بالتوتر والحدة، وانتهى بتحذير خروتشوف من أن “نبرة نيكسون قد تؤدي إلى عواقب خطيرة”.
في المقابل، تشير الصحيفة إلى أن لقاء ترامب – بوتين لم يكن مشحوناً بالتوتر، بل على العكس، أظهرت لقطات القمة أن ترامب بدا ممتدحاً للرئيس الروسي في عدة مواضع، على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا.
لقاء بدون حسم
انعقدت قمة ألاسكا في قاعدة “إلمندورف–ريتشاردسون” الأميركية يوم الجمعة الماضي، في محاولة لتقريب وجهات النظر بشأن الحرب الروسية – الأوكرانية، التي دخلت عامها الرابع.
وعلى الرغم من وصف ترامب للمحادثات بأنها شهدت “تقدماً كبيراً”، لم يصدر أي إعلان رسمي عن وقف لإطلاق النار أو خطة سلام شاملة، مما جعل الكثير من المراقبين يعتبرون اللقاء رمزياً أكثر منه عملياً.
رمزية الصورة
يرى مراقبون أن اختيار ترامب لإعادة تمثيل صورة نيكسون وخروتشوف لم يكن صدفة، بل يحمل في طياته رسالة سياسية بشأن الدور القيادي لأميركا في مواجهة روسيا، حتى لو اختلفت الظروف والسياقات.
ويثير نشر ترامب لهذه الصورة الرمزية أسئلة حول استخدام الرموز التاريخية للتأثير على الرأي العام، خاصةً في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية 2026، والتي يسعى ترامب فيها إلى العودة للبيت الأبيض.






اترك تعليقاً