خيوط ‘المجزرة الكيماوية’ تنتهي عند ماهر الاسد

اصابع الاتهام مجتمعة على "صاحب الفظاعات"
اصابع الاتهام مجتمعة على “صاحب الفظاعات”

يكتنف الغموض شخصية ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري بشار الاسد، الذي لم يشاهد منذ أكثر من عام، وبقي في الظل، بينما كان شقيقه الوجه المألوف امام الجمهور.

يلعب ماهر الاسد دور اكثر حسماً من اخيه الرئيس السوري بشار الاسد في الصراع المحتدم في سوريا منذ عامين، ويقود فرقة عسكرية تعتبر الاكثر شراسة في الجيش السوري، تعمل على الدفاع عن العاصمة دمشق ضد المعارضة المسيطرة على الضواحي، وفقاً لصحيفة “الغارديان” البريطانية.

ويطرح العديد من السوريين تساؤلاً بعد الكشف عن الهجوم الكيماوي على المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة: ما هو الدور الذي لعبه شقيق الرئيس في هذه الفظاعات؟.

وماهر الاسد عضو بارز في اللجنة المركزية لحزب البعث وركن أساسي من أركان الدولة البوليسية، التي رغم معاناتها من ويلات الحرب، الا انها لا تزال واحدة من أكثر هذه الدول البوليسية فعالية في العالم.

ورغم ان مسار الحرب في سوريا شهد تذبذباً واضحاً خلال العام الاخير بين المعارضة وقوات النظام، ظل قائد فرقة المدرعات الرابعة ماهر الاسد البطل في رواية النظام السوري.

ويلعب ماهر الاسد دور قائد فرقة منذ عام 2000، وفي الوقت نفسه يقود قوات قتالية اخرى هي الحرس الجمهوري. وكانت كلا الوحدتين في طليعة الحرب منذ أيامها الأولى، ونشطت مرة أخرى الأسبوع الماضي حين شنت القوات الموالية للنظام العملية الاكبر للقضاء على الجماعات المعارضة في ضواحي العاصمة.

كانت العملية العسكرية تجري في ضواحي دمشق، في الوقت الذي تعرض فيه سكان شرق الغوطة لما يعتقد الخبراء انه غازات أعصاب “ربما السارين”، ومحاولات تحديد المسؤولين عن الهجوم هي الان محط جهود اجهزة الاستخبارات العالمية التي بدأت بالفعل بالاشتباه بالقوات الموالية لنظام الاسد.

وكانت الحكومة السورية نفت استخدام مخزونها من غاز السارين في قصف ريف دمشق.

يشار الى ان الفرقة الرابعة ظلت نسبياً بعيدة عن حالات الفرار والانشقاقات في صفوفها، والتي اصابت العديد من الوحدات الاخرى في الاشهر الـ18 الاولى من الحرب، وانخرطت القوات التي يقودها ماهر الاسد في كثير من الاحيان في مناطق الصراع.

وفي درعا جنوباً، قاد ماهر الاسد شخصياً الحصار من قبل قوات الفرقة الرابعة في مارس/اذار 2011.

وقال مجند سابق في الشعبة الرابعة هرب الى اسطنبول، متحدثا للصحيفة البريطانية “ان احدهم جاء لرؤيتنا في احدى عطل نهاية الاسبوع وقال لنا لا تطلقوا النار على الرجال الذين يحملون البنادق، لأنهم معنا، واخبرنا ان نطلق النار فقط على الناس الذين لا يحملون اسلحة لانهم ارهابيين”.

واضاف “استغرق الأمر مني بعض الوقت للاحتجاج على ذلك، تم اجبارنا على اطلاق النار على الرؤوس والصدور، وأي مجند كان يطلق النار عالياً او بعيداً ‘متعمداً ذلك’ سيتعرض للضرب، أو القتل”.

وفي مخيم الزعتري في الاردن، والذي يبعد فقط 9 كيلومترات الى الجنوب من درعا، يقطن هناك كثير من سكان المدينة الذين يأتون على ذكر ماهر الاسد بنبرة مشوبة بالغضب.

وقال السباك في مدينة درعا خالد عثمان الذي وقف في خيمة عرض تتبع للامم المتحدة “بشار دمية لماهر والايرانيين (…) ماهر هو الشيطان انه حاول إبادتنا فقط لأننا تحديناه، استمتع في ذلك مع الضباط المقربين منه” وتساءل “هل رأيت فيديو له في السجن؟”.

ويشير عثمان الى التمرد الذي جرى بأحد السجون السورية في العام 2008 والذي طلب من ماهر الاسد آنذاك اخماده في مهمة اضطلع بها بوحشية، مما اسفر عن مقتل العديد من الذين اتخذوا الحرس والجنود رهائن ثم عمد الى تصوير الجثث عبر هاتفه النقال.

وكثيرا ما يرى مؤيدو نظام الأسد في شريط الفيديو هذا، دليلاً على قوة علاقة الاخوة المزعومة. ولكن بين رجال الدولة والعامة، فقد كان يصور شخصية ماهر الاسد التي تلهم بالخوف والغموض.

وسجل آخر ظهور علني لماهر الاسد قبل عدة اسابيع من الانفجار الذي هز قاعة اجتماعات وسط دمشق قتل فيه قائد الامن وزوج شقيقة الاسد آصف شوكت ووزير الدفاع وعدة اعضاء في الدائرة المصغرة حول الاسد.

وانتشرت الشائعات ان ماهر الاسد كان موجوداً في الاجتماع في ذلك الوقت، الا ان موظف في الدائرة الصحفية في القصر الجمهوري ويدعى عبدالله عمر انشق في سبتمبر/ايلول الماضي اكد انه شاهد ماهر الاسد يزور القصر وبدا فاقداً لجزء من اليد والساق.

ولم يتم التأكد من رواية عمر السابقة، الا ان مسؤولين اتراك يعتقدون ان الشقيق الاصغر للرئيس السوري اصيب في حادثة التفجير وهي واحدة من المرات القليلة التي تقترب فيها المعارضة من مقر السلطة.

وقال دبلوماسي تركي بارز “ماهر الاسد على قيد الحياة ويسير، والفرقة الرابعة لا تزال واحدة من افضل الوحدات القتالية في الجيش”.

يقول زعيم احدى الكتل السياسية اللبنانية “نحن نعرف ان زوجته مع شقيقته بشرى الاسد في دبي (…) نعلم ان بشار سيجد صعوبه في ابقائه داخل الصندوق، اذا كانوا يعتقدون انهم منتصرون، سيتصرفون دون اي رادع، واذا جرى هجوم كيماوي، فان ماهر لن يكون بعيداً عن ذلك”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً