أعلن الرئيس الجديد لجمهورية مدغشقر، ميكائيل راندريانيرينا، أن البلاد تمر بوضع حرج وتحتاج إلى دعم المجتمع الدولي لمواجهة الأزمة الراهنة.
وقال راندريانيرينا لوكالة “نوفوستي”: “أود أن أخاطب المجتمع الدولي وأقول إن مدغشقر على شفا الانهيار. في الوقت الحالي، تحتاج البلاد إلى الدعم والمساعدة. نحن مستعدون للتعاون مع المجتمع الدولي والسير معه جنباً إلى جنب”.
وتولى العقيد راندريانيرينا الحكم بعد وصول الجيش إلى السلطة، وأدى اليمين الدستورية يوم الجمعة الماضي، عقب ثلاثة أسابيع من احتجاجات مناهضة للحكومة قادها الشباب في مختلف المدن، مطالبين بحلول لمشكلات الانقطاعات المزمنة للكهرباء والمياه وانتشار الفقر.
وكانت أعلنت وكالات إعلام غربية، أن الجيش في مدغشقر استولى على السلطة بعد أن صوت مجلس النواب على عزل الرئيس أندريه راجولينا، ويقوم حالياً بحل جميع مؤسسات الدولة باستثناء الجمعية الوطنية.
وقال الكولونيل مايكل راندريانيرينا عبر الإذاعة الوطنية: “لقد استولينا على السلطة”، مضيفًا أن الجيش يحل جميع المؤسسات باستثناء مجلس النواب الذي صوّت على عزل الرئيس.
ويأتي هذا بعد أن قرر راجولينا سابقًا حل البرلمان وسط استعدادات للتصويت على إقالته، لكنه اضطر لاحقًا للانتقال إلى مكان آمن لحماية حياته وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية، دون الكشف عن مكان وجوده.
وكان أعلن رئيس مدغشقر، أندري راجولينا، اليوم الاثنين، أنه اضطر للانتقال إلى “مكان آمن” لحماية حياته، في ظل تصاعد الاحتجاجات ومحاولة الاستيلاء على السلطة في البلاد.
وفي خطاب وجهه إلى الشعب، لم يكشف راجولينا عن موقعه الحالي، بينما ذكرت تقارير إعلامية، منها إذاعة فرنسا الدولية، أنه غادر البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية باتفاق مع الرئيس إيمانويل ماكرون، بعد أن وصل أولاً إلى جزيرة سانت ماري، ثم نُقل إلى جزيرة لا ريونيون الفرنسية، مع احتمال توجهه لاحقاً إلى دبي.
إلى ذلك، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، عن قلقه البالغ إزاء التدهور السياسي والأمني في مدغشقر، بعد تصاعد التوترات التي تشهدها البلاد منذ أواخر سبتمبر، والتي شملت احتجاجات شعبية، تحركات داخل الجيش، ومحاولة فاشلة للاستيلاء على السلطة بالقوة.
وفي بيان، قال رئيس المفوضية: “نتابع بقلق بالغ التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في مدغشقر، والتي اتسمت بتحركات داخل الجيش ومظاهرات واسعة في العاصمة أنتاناناريفو”.
وأكد محمود علي يوسف ترحيبه بالتزام الحكومة بالحوار، ودعا جميع الأطراف – من مدنيين وعسكريين – إلى: التحلي بالهدوء وضبط النفس، إعطاء الأولوية للحلول السلمية والتوافقية، احترام الحقوق والحريات الأساسية لجميع المواطنين.
كما شدد على أهمية الحفاظ على الوحدة والاستقرار، مع الالتزام بالدستور والهياكل المؤسسية الراسخة، مجددًا تضامن الاتحاد الأفريقي مع شعب وحكومة مدغشقر، وأعرب عن استعداد المنظمة لدعم أي جهود وطنية وإقليمية تضمن العودة إلى الاستقرار والنظام الدستوري.
وفي وقت سابق، أعلنت مجموعة عسكرية تولي مسؤولية التنسيق بين أفرع الجيش، وتعيين اللواء ديموستان بيكولاس رئيسًا جديدًا للأركان، وهو ما وصفته الرئاسة بأنه محاولة غير قانونية للاستيلاء على السلطة، وأعلنت وحدة “كابسات” العسكرية انضمامها إلى الاحتجاجات، ودعت الشرطة والدرك إلى عصيان الأوامر والانضمام إلى الشعب.
وفيما نفت فرنسا أي نية للتدخل العسكري، تشهد مدغشقر اضطرابات غير مسبوقة منذ أواخر أيلول، على خلفية احتجاجات شعبية يقودها شباب من “جيل زد”، مستلهمين حركات شبابية مشابهة في كينيا ونيبال، احتجاجاً على نقص المياه والانقطاعات المستمرة للكهرباء.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن عدد ضحايا الاحتجاجات بلغ ما لا يقل عن 22 قتيلاً، بينما لا تزال مدغشقر في حالة من الترقب وسط انقسامات عسكرية وتطورات سياسية متسارعة.






اترك تعليقاً