روسيا تعلن السيطرة على كوبيانسك.. ترامب: صراع أوكرانيا أقرب إلى نهايته

صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أوكرانيا خسرت بالفعل أجزاءً من أراضيها، في توصيف مباشر للواقع الميداني المرتبط بالحرب المستمرة مع روسيا، مؤكدًا أن هذا العامل يشكل أحد العناصر الإقليمية الأساسية في مسار التسوية السياسية للنزاع.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال فعالية في البيت الأبيض، إن أوكرانيا خسرت تلك الأراضي بالفعل، موضحًا أن الوقائع على الأرض تعكس ذلك بوضوح، ومشيرًا إلى أن الصراع يقترب من مرحلة الحسم السياسي.

وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قناعته بأن التوصل إلى حل بات أقرب من أي وقت مضى، لافتًا إلى إحراز تقدم كبير في مسار التسوية، ومضيفًا أن الجهود الدبلوماسية الجارية أسهمت في تقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع.

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن موسكو أبدت التزامًا واضحًا بالعمل على إنهاء الأزمة، معربًا عن اعتقاده بأن الأطراف المعنية قادرة على تضييق فجوة الخلافات، بما يفتح الباب أمام اتفاق سياسي قابل للتنفيذ.

وأشار إلى أنه أجرى مؤخرًا محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دون تحديد توقيتها، واصفًا الاجتماعات التي عُقدت في ألمانيا بشأن عملية السلام بأنها مثمرة للغاية وأسهمت في دفع المسار التفاوضي قدمًا.

وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك إن التنازلات الإقليمية الأوكرانية تشكل أحد العناصر المطروحة ضمن الرؤية الأمريكية للتوصل إلى اتفاق سلام بين موسكو وكييف.

وأوضح دونالد تاسك، في تصريحات للصحفيين، أن الولايات المتحدة لم تضع تصورًا تفصيليًا واضحًا بشأن حجم هذه التنازلات، مؤكدًا أن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستيف ويتكوف، إلى جانب جاريد كوشنر، شددا مرارًا على أن القرار النهائي يعود إلى أوكرانيا وحدها.

وأضاف أن واشنطن تسعى إلى تسهيل المفاوضات دون ممارسة ضغوط مباشرة على كييف، إلا أنها ترى أن أي اتفاق مستقبلي لا يمكن أن يكتمل دون تضمين عنصر التنازلات الإقليمية، حتى وإن لم يلقَ هذا الطرح قبولًا كاملًا لدى جميع العواصم الأوروبية.

ولفت رئيس الوزراء البولندي إلى أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا تقابلها، في المقابل، تنازلات سياسية وجغرافية، معتبرًا أن هذا التوازن يمثل المسار الوحيد القادر على إقناع روسيا بالموافقة على اتفاق سلام شامل.

وفي تطور ميداني لافت، أعلنت روسيا سيطرة الجيش الروسي بشكل كامل على مدينة كوبيانسك الاستراتيجية في شمال شرق أوكرانيا، بعد أسابيع من المعارك المتقطعة مع القوات الأوكرانية.

وأكدت المتحدثة باسم المجموعة العسكرية الروسية زاباد التابعة للجيش الروسي الخامس أن مدينة كوبيانسك باتت تحت السيطرة الكاملة للقوات الروسية، في خطوة تعكس تحولًا مهمًا في خريطة السيطرة العسكرية.

وتقع كوبيانسك ضمن مقاطعة خاركيف، وتعد مركزًا محوريًا لشبكة السكك الحديدية التي تربط عدة مناطق حيوية، ما يجعلها هدفًا استراتيجيًا منذ اندلاع الحرب، حيث شهدت سيطرة روسية في بداية العمليات عام 2022، قبل أن تستعيدها القوات الأوكرانية خلال هجوم مضاد، ثم عادت لتشهد تقدمًا روسيًا تدريجيًا وصولًا إلى السيطرة الحالية.

بالتوازي، اختتمت في برلين جولة جديدة من المفاوضات بين أوكرانيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية الكبرى، لبحث ملامح اتفاق سلام محتمل مع روسيا، وسط أجواء وصفت بالإيجابية رغم استمرار الخلافات الجوهرية.

واقترحت الدول الأوروبية نشر قوة متعددة الجنسيات بقيادة أوروبية لدعم الجيش الأوكراني، مع تحديد قوامها بنحو 800 ألف جندي في زمن السلم، إلى جانب إنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار بإدارة أمريكية.

وشدد البيان الصادر عن المشاورات على رفض تغيير الحدود الدولية بالقوة، ودعم مسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، مع توفير ضمانات أمنية قوية، ودعم برامج إعادة الإعمار، إضافة إلى بحث تعويضات محتملة من روسيا.

من جهته، أكد رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي أن موقف بلاده التفاوضي قوي، مشددًا على أن الهدف الأساسي يتمثل في تحقيق سلام عادل ومستدام، مع الحفاظ على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

بوتين يوقّع قانونًا لمصادرة منازل الأوكرانيين الفارين في الأراضي المحتلة

أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانونًا يسمح بمصادرة أو تأميم العقارات السكنية غير المستخدمة في المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا.

وينص القانون في مادته 21 على أن “المباني السكنية والشقق والغرف التي تبدو عليها مظاهر تخلي سكانها عنها، تعتبر ملكية لجمهورية دونيتسك الشعبية أو بلدياتها”.

وتجدر الإشارة إلى أن جمهورية دونيتسك الشعبية تم إعلانها من طرف واحد عام 2014 بواسطة فصائل مدعومة من روسيا، وضمّتها موسكو لاحقًا في قرار أحادي الجانب.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً