سرّ تقدّم رواندا.. نحن وإيران وتركيا.. والفارق

سرّ تقدّم رواندا.. نحن وإيران وتركيا.. والفارق

م. رضا يوسف أحمودي

كاتب وباحث تونسي

حدّثنى إفريقيّ عارف جيّد بخبايا قارّته السمراء عن سببين رئيسيين من أسباب تقدّم رواندا:

ــ وقوف “إسرائيل” بتخفّى وراء كل الانجازات العملاقة التى تشهدها الدّولة … التخطيط والتنفيذ والمتابعة والمحاسبة تحت إشراف خبراء صهاينة يراقبون ويوجهون كل كبيرة وصغيرة بعيدا عن الظهور الإعلامى والتهريج.

ــ رئيس دكتاتورى وطنى ركّز على محاربة الفساد بلا رحمة وألغى الطائفيّة ومنع الحديث عنها علنا مع حماسته لإدخال دولته تحت مظلّة التكنولوجيا الحديثة وتحويلها من بلد فرنكفونى الى بلد انجلوفونى فى قطيعة شجاعة مع ماضى تعيس.

فى الاشهر الفارطة قامت الامم المتّحدة بإجلاء عدد من الأفارقة من ليبيا الى رواندا بعد ان عبّر رئيسها عن استعداده لقبولهم وإدماجهم فى القوى العاملة هناك.

رواندا تتحوّل الى دولة جاذبة بعد أن كانت دولة طاردة… وهي نموذج قد يعمّم لوقف موجة الهجرة الى الغرب.

السؤال المهم : ما الفرق بين ما  قدّمته “إسرائيل” لحليفتها رواندا وما قدّمته كل من ايران وتركيا لأتباعهما العرب؟.

ما يجرى فى العراق ولبنان صفعة قويّة لإيران وبداية نهاية مشروعها التوسّعى فى المنطقة ما يجرى فى ليبيا وتونس صفعة قويّة لتركيا وبداية نهاية مشروعها التوسّعى فى المنطقة.

لماذا لم تفعل ايران وتركيا فى دولنا العربية ما فعلته “اسرائيل” فى رواندا ؟ … لماذا نهبت وامتصّت إيران ثروات العراق ومثلها فعلت تركيا مع ثروات ليبيا؟.

لماذا يصرّ تبّع إيران وتركيا فى المنطقة على أن يدفع المواطن العربى ضريبة غير مباشرة للدولتين اكثر من الضريبة التى يدفعها لبلده الأصلى؟.

لماذا يقود المشروع الايرانى والمشروع التركى فى المنطقة أقليّة إندسّت فى الأحزاب وجنّدت موارد الدولة الأم لخدمة الدولة “العشيقة”؟.

لماذا تضخّ “إسرائيل” المال والعقل فى رواندا في حين تمتصّ إيران وتركيا الثروة والخير من بلداننا؟.

راقبوا شخصية تبّع إيران وتركيا فى المنطقة ولاحظوا حبّهم المفرط للفنادق والسفر والمؤتمرات والندوات ومراكز الدراسات والدكتوراه الفخريّة والتكريم والتنمية البشرية والكاميرا والميكروفون والتهريج وأكل اموال الدولة والناس بالباطل.

هؤلاء الافراد لا علاقة لهم بمشاريع احزابهم وكلّهم يجتمعون على الاصرار على المناصب والتشبّث بها رغم قناعتهم بفشلهم لكن للأوامر الخارجية أحكام.

اعتزال المتعلّمين والصادقين والنخب للسّياسة ليست استقالة بقدر ما هي رفض للمشاركة فى الألعاب القذرة التى سيؤدّى تراكمها الى استئصالها فى زمن إقترب.

لاحظوا الذلّ المرسوم على وجوه هؤلاء عند مقابلتهم مسؤولى الدولتين وكأنهم بلا تاريخ ولا مجد ولا حضارة.

أخيرا الخطئ الكبير الذى وقع فيه أنصار إيران وتركيا أنهم أسّسوا “المواطن الطفيلى” الذى يمتصّ الدولة فكان الإنهيار شاملا خاصة فى العراق وليبيا.

لو كانت علاقتنا بالدولتين علاقة تحالفيّة سليمة لنجحنا فى تحرير فلسطين منذ سنوات.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

م. رضا يوسف أحمودي

كاتب وباحث تونسي

اترك تعليقاً