سفيرة بريطانيا تُطالب القيادات الليبية بالانحياز لمصالح شعبهم

طالبت سفيرة بريطانيا لدى ليبيا كارولين هورندال، من جميع القيادات الليبية بالانحياز لمصالح الشعب الليبي بدلاً عن مصالحهم الشخصية.

جاء ذلك في حوار أجرته السفيرة مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية قبل أيام من انتهاء فترة عملها كسفيرة لبريطانيا لدى ليبيا.

وكشفت هورندال عن 3 أولويات تُمهّد في نظرها لعملية سياسية تفضي إلى تنظيم انتخابات، واعتبرت أن الاضطرابات والمواجهات الدامية التي شهدتها العاصمة طرابلس في الفترة الماضية تؤكّد افتقاد المؤسسات الليبية للشرعية.

وقالت السفيرة البريطانية: “ما رأيناه من احتجاجات وصدامات يكشف أنه رغم أننا نعمنا ببعض الاستقرار النسبي منذ حوالي عام هنا في طرابلس، فإن الوضع في حقيقته هشّ للغاية”.

وأضافت: “أعتقد أن ما يكشفه هذا الأمر حقاً هو أن جميع المؤسسات الليبية تفتقر إلى الشرعية، وأن أياً منها لا يتمتع بالشرعية الكاملة التي تُمكّنها من اتّخاذ القرارات نيابة عن ليبيا وشعبها، وقيادة البلاد على نحو حقيقي”.

وأردفت هورندال: “أرى أن ما نحتاجه حقاً هو أن يُقرّ القادة المختلفون بوجود بعض التساؤلات الكبرى حول كيفية تنظيم الانتخابات، وكذلك ما سيأتي بعدها.. إننا بحاجة لأن نعاين التزاماً من جميع الأطراف تجاه قبول نتائج الانتخابات”.

وشدّدت سفيرة بريطانيا على ضرورة توسيع نطاق المشاركة، ليس فقط من جانب قادة المؤسسات، وإنما كذلك من قبل المجتمعات المختلفة بجميع أنحاء ليبيا التي لديها مصلحة في هذه الانتخابات، مشيرة إلى أنه ينبغي “إقامة حوار أوسع يركز على الخلافات والتحديات الأساسية التي تُعيق إجراء الانتخابات في الوقت الراهن.

هذا واختصرت هورندال سُبل التوصل إلى حل سياسي في ليبيا بـ3 أولويات. تشمل تقديم القيادات مصالحَ الليبيين على مصالحهم الشخصية، ومكافحة معضلة انعدام الثقة بين اللاعبين السياسيين، والمشاركة في حوار ترعاه الأمم المتحدة.

واستطردت قائلة: “عندما أتحدّث إلى القيادات الليبية، أؤكد أن أول ما يجب عليهم إعطاؤه الأولوية هي مصالح الليبيين. بعض الأحيان، يساورني القلق من أن بعض هؤلاء القادة سيقدّمون مصالحهم على مصالح الأشخاص الذين من المفترض أنهم يتولون قيادتهم وخدمتهم. وعليه، يجب العمل لصالح ما يريده الشعب الليبي، وهو أن ينال فرصة انتخاب قادته”.

وفيما يتعلق بالأولوية الثانية فتتمثل بحسب هورندال في أن “نتحلى بالصدق والانفتاح تجاه بعض القضايا التي تعيق تقدم البلاد نحو الأمام. مثلاً، عبر النظر في مسألة الأهلية ومن ينبغي السماح له بالترشح لمنصب الرئيس، أو لعضوية البرلمان، علاوة على النظر في ما سيحدث بعد الانتخابات، وما السلطات النسبية للمؤسسات”، ولفتت إلى أن “انعدام الثقة بشكل أساسي بين اللاعبين الأساسيين يعني أنهم جميعاً عالقون داخل لعبة صفرية”.

وأما الأولوية الثالثة فتتمثل في المشاركة البناءة في حوار تُيسّره الأمم المتحدة، حيث ينبغي جمع القادة الرئيسيين معاً لمحاولة الوصول للحلول الوسطى التي يحتاجونها للتمكن من تنظيم انتخابات: وفقاً للسفيرة البريطانية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً