سلاحٌ يشهره السيسي ويرفضه حفتر؟

سلاحٌ يشهره السيسي ويرفضه حفتر؟

 

لا يمكن للمؤسسة العسكرية التي يتزعمها حفتر ان تكون مؤثرة وفاعلة الا بواجهة سياسية فاعلة تعتمد على سياسيين ونواب قادرين ومستعدين لتقديم ما يطلب منهم.. لنجاح ذلك لابد من اخضاع المنطقة الشرقية كمرحلة اولى على الاقل لهيمنة العسكر من خلال القضاء على المتشددين الاسلاميين اولا …هذا هو التصور الاولي للغرفة المتكونة من السيسي وحلفاءه من غرب وعرب …وهذه العرقلة التي يختلقها بعض النواب المنتمين الى تلك الفئة المحببة لدى سيادة الفريق هدفها وضع الجميع امام حقيقة ان السيادة والاولوية هي للمؤسسة العسكرية التي تحمل لواء محاربة الارهاب …مناورات هذه الغرفة يبدو انها الاكثر سحرا وهذا مارأيناه في الانقلاب الذي تم على رئاسة المؤتمر الوطني ومن تبعها بإصرار … هذا التصور لايصدر الا عن قراءة جماعية من غرفة واحدة لفريق واحد وان كان متعدد الرؤوس … قراءة جيوسياسية لواقع الحال ..؟

تنازل السيسي عن ارض تيران وصنافير بعد ان قاربت مصر على الافلاس اعتبره الكثير من صقور المؤسسة العسكرية والمدنية في مصر خطأ استراتيجي ربما يرقى لمستوى الخيانة ..والحقيقة انها لعبة فالارض سعودية وليست مصرية و استخدامها لجلب المنافع امر لايرفضه الا احمق …بالمقابل لايصلح هذا الخطأ الا غنيمة اوفر واثقل وهذا ما نشاهد ارهاصاته عندنا …السراج لكي يمرر حكومته عليه ان ينال رضى القابعين في شرم الشيخ وهؤلاء امرهم بيد مولاهم ومن هنا نفهم تصريحات السيسي الاخيرة وبحضور هولاند …تمزيق ليبيا الى كانتونات صغيرة ليس هدف الغرفة وان استعمل فلغرض الابتزاز والتهويل انما كان الهدف هو الفيدرالية كأمر يتيح للجميع الاستفادة ونظرا لثقافة حفتر الرافضة بالمطلق للفيدرالية فلابد من موائمة  بين ما يشهره السيسي وبين ما لا يرغبه حفتر …لابد من صناعة واقع يخدم الكل …تنصيب افراد … صمامي امان يعني .. يبقون كملوك على رقاب الليبيين مدى الذهر ولايرفضون لمولاهم أي طلب ومن هنا فإن عرقلة السراج وحكومته حتى وان تحصلت على التمرير فإنها ستظل حبيسة تخطيطات الغرفة وذهاقنتها …..تقسيم الفاعلين على الارض بدلا من تقسيم الارض …هذا لايتعارض مع ثقافة المؤسسة العسكرية الوحدوية وترضي الداعمين وتشبع غرورهم  ..تصورات عديدة منها ماهو فعلا موجود ويحتاج الى تأهيل ومنها ما يتم صناعته …عائلة الجضران ..العواقير …مصراتة …تبو …توارق …مقارحة …مهربي هجرة غير قانونية…مهربي نفط …مهربي سلاح …ارهابيين …تتحول ليبيا بموجبه لدولة بارونات كجمهوريات الموز …واقع يمسك زمامه رمز تتولى رعايته دولة او دول اقليمية حسب ما تأتي به التفاهمات ….وبتلك  الشخصيات يتم تسديد الثمن للسيسي الذي ترك سيناء والتفت الى الجهة التي بأمكانه متى شاءت والدته الكريمة احتلالها …وخلال فترة تفكير الوالدة العزيزة في الامر لابد من خلق سياسيين وعسكريين لايرون الا رؤية مصر وتوجهاتها كما نراها متجسدة في الجروشي وابنه …الفرنسيين يستريحون لهذا الحل ومعهم بصورة او بأخرى الانجليز.. فقط الطليان وادارة اوباما يعارضان… الطليان فهموا مخطط السيسي وتلاعباته المسنودة من بعض الخليجيين فاشهروا في وجهه قضية ريجيني والسواح الطليان وهددوا بالتصعيد الى مقاطعة سياحية اوروبية بعد المقاطعة الروسية…. الانقسام ايضا يطال الاوروبيين وكما ادخلوا ليبيا في النفق المظلم بعد 17فبراير يرهقونها اليوم بترددهم وعدم احاطتهم الكاملة بحقيقة احتياجات ليبيا وشعبها رغم وضوحها ووصول  بعض شظاياها اليهم .

تصورات وخطط السيسي وحلفائه من عرب وعجم تجد لها صدى وكبير في العاصمة طرابلس ومن قبل رؤوس واجسام قوية ومتمكنة …هذه الرؤوس الكبيرة لايعنيها كثيرا بقاء او اختفاء حفتر فهي ترى ايضا التشدد الاسلامي خطرا وهي هنا تلتقي مع عراب اتفاقية الصخيرات …الاسلاميين امامهم احد حلين اما ان يكونوا سياسيين مقبولين كالاخوان واما في غيابات الجب كالدواعش.

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المنتصر خلاصة

كاتب ليبي

اترك تعليقاً